اللهم إن هذا لمنكر

اللــــهم إن هذا لـــــمنكر

        من يتابع بعض البرامج في قنواتنا الوطنية و خاصة بعض المسلسلات ، إن هو إلتقطها عبر الصدفة أو كان خارج الوطن و حن إليه أو كان متواجدا بداخله و أراد أن يطلع على ما يجري فيه...من هو غريب على ملتنا يتابع ذلك حتما سيجعلنا في خانة الذين فقدوا هويتهم أو الذين إرتدوا عن دينهم ...
مسلسلات بممثلات أنصاف عارية ، صدورهن مكشوفة و شباب بصلبان ( جمع صليب)على صدورهم براقة: يمثلون و كأنهم في أفلام البورنوغرافيا ، لقطات يستميلون فيها و يهيجون و يخاطبون فيها فقط غرائز المشاهد الجنسية و كأننا أمة عطشى جنسيا. مسلسلات أختارها مسؤولونا على السمعي – البصري عمدا بعد جهد جهيد في عالم التفاوض و الإقتصاد و تحقيق الأرباح...
مسلسلات المافيا و الحب الزائف مليئة بالإثارة في غياب التشويق ، إذا ما تتبعها أبناؤنا أكيد سيتخرجون مجرمون ...و بناتنا منحرفات في كل شيء...
هذه الأجيال الحاضرة و القادمة التي هي في حاجة إلى مناعة قوية لمواجهة التفسخ الممنهج و الموجه من طرف تيارات في المغرب تحسب نفسها متنورة ، متحررة ، تقدمية ، علمانية.هذا التفسخ الذي يصبغونه بصباغة اسمها العولمة.
بين لقطات مسلسل مترجم إلى الدارجة المغربية أو اللبنانية يمررون إشهارات هدفها تحصيل دراهم عبر الرسائل القصيرة ، إشهارات تهين المقدسات و تحط من القيم و تجشع على العصيان و الفسوق.حرب يخوضها أعداؤنا و أعداء الله علينا و على مستقبلنا ، يريدون محو التاريخ : تاريخ ابن رشد و ابن خلدون و يريدون تعويض هذا التاريخ المشرق بتاريخ الإنحطاط و الحيوانية في عالم فيه كل متطلبات العيش الكريم ووسائل التقدم و تحقيق التميز بين الأمم.
بأعمالهم الدنيئة - أحرقهم الله كما يقول المفكر المغربي المهدي المنجرة ، هذا الهرم الذي يطاله التهميش و عدم تسليط الأضواء للإستفاذة من فكره المتنور و لو عبر التلفزة الوطنية - يريدون أن يجففوا فينا كل منابع الإبداع في تواطؤ مفضوح و منعنا من النبش في التاريخ من أجل استشراف طريق واضح و مخطط له مسبقا من أجل ضمان المستقبل.سلوك يتنافى مع ما نلقيه لتلامذتنا في المدارس و الثانويات و الجامعات.كان من الأجدر لنا أن نخاف الله . كان لنا أن نخاف من مستقبل أبناءنا ، أجيال المستقبل.

                                                                                                                    بوشعيب دواح