بعصير أيامي أكتبكِ .. كما يتوهّج نيزكٌ في عيون فلاح .. تتوهجين في دمي ,, وأنت حقولي الشاسعة .. يعبق في رئتيَّ منك كرائحة الطين والرطوبة والحنطة ... أعرف طعم حليبكِ .. تتحكمين بهفهفة الشوفان الأعلى .. كم أنت نسمةٌ في هذا الليل يا صديقتي .. بكفي المغمسة بالحبر أصبغ نهدك .. وأرفرف فوق شعرك المنثور مثلما العصافير فوق السنابل بينما عصفورٌ يزقزق بين فخذيك بألفة .. مناجل أصابعي وفمي .. وكل مسامة منك أغنية .. وكل نظرة منك شمس ,, طينك شهيّ حد الاخضرار يالحبيبة .. والنجوم تتلصص من شبابيك ليلها .. وتغار منّا .. تعالي فأنا أقرأ عينيك .. الرغبة حين تغور تغدو قهراً .. وحين تتفجر هلوسة .. خدودك يثيران في أسناني شهية التفاح .. أه من التفاح يا آدم .. وآه مما تتضمرين من غواية وثورة يا حواء .. أنا منك .. كنت في رحمك ذات مرة واعرف حرارة أحشائك كمن يتذكر شوارع طفولته .. تعالي ننساب ونمتزج مثل نهرين .. تعالي لا نفترق لأن العمر قصير يا أبديّتي .. حين سأسافر كم سأنسى منّي عندك .. كأنك دمعة غالية لا تطفح من مكمنها ,, أريدها ان تترقرق لمساً دافئاً .. اللمس فقط نقيض الوحشة .. وأنت لمست عضلة القلب صدفةً ففاض الكلام من آنية المعنى .. وانحنينا نشعل سجائرنا من الشمعة أو غزالين يردان ضفة الفرات !!
التعليقات (0)