بسم الله الرحمن الرحيم
الله اكبر..الله اكبر,دفش الباب بكلتا يديه على عجل مصدرا صوت ناتجا عن تآكل حاملتاه ألولبيتان , البيت العتيق الــــــذي يسكــــــنه والمطل على فسحه تترتب فيها سيارات تراصت بانتظام جــــــهة اليمين والشمال يتخللها ممرا بأمتار عــــــده تكفي لولوج مـــــــــــا يحمل احتياج الساكنين ,على مـــــــــا يبدوان السيارات خــــــاصة المنازل الـــــتي تقابلها وتتوزع في نفس النسق المنتظم .
كانت المنازل ترتفع عن سطح الأرض بدورين وتتساوى مساحاتها بانتظام هندسي فريد واصطفاف يوحي برتابة معماريه تميزها من خلال اكتمال السطح الذي تشاهده من أعلى خطا مستويا .
تسارعت خطواته كلما وصل صوت المؤذن إلى نهاية الأذان وقبل إن يتلفظ بأخر تكبيره كان قد وصــــل إلى عتبه المسجد عندما رأى كهلا تحوم عيناه فــــي ناحية الشارع وكأنه يبحث عن شيء يهمه بحيث نظرتاه تجول هنا وهناك وخلفيته يسندها سور المسجد .
رغم النظرات المتسرعة, كانت حركته بطيئة كشفت مــدى تقدمــه بالعمر وأكلت السنون من جسده والحمل الذي توسد كتفه وضامــه إلى صدره ببطء تسبب في أعاقتها.
عن ماذا يبحث؟ وماذا يريد إن يفعل ؟ تمحورت هذه الأسئلة لحظة في مخيلته وقبل إن يتبعـــــها بأسئلة أخرى وجد الكهل بقيته التقط لحافه كانت بأحد المحلات ألتجاريه التي تواجه المســــــــــــــــجد واحضرهــــــــــا إلى مدخل ألبوابه ألرئيسيه للمسجد محاذاة للمدخل بحيث لا تطئاها أقدام المصليين دخولا وخروجا,انزل حمله بعناية وتروي منحنيا بوجهه صوب أللحافه كاشفا ظهره بحيث بانــــــت فقراته وضلـــــوعه التي لاحـــــــت بتقاسيمها .
التقط أنفاسه بعد ما تخلص من حمله, تاوة طفيف يصدر من الجسم الذي وضعه لحظه ارتطامه باللحاف رغم حــــرصه الشديد علــى الهدوء والاستقرار,كان الجسم ملفوفا بقطعه من لفافة زرقاء تظهر منها بقع مصفرة تتوزع أعلاها وأسفلها وبياض ناصـــــــــــــيتها محكم اللف .
عندما كان مصطفى يقترب من السطح المرد للمسجد والمودي إلى ألعتبه ألرئيسيه لمدخل المسجد خطر بباله إن يهم إلى مساعده الرجل ليضع حمله ومساعدته في طرحه في مكانه الذي رتبه جانب الجدار يتفيأ ظلا طفيفا وقت الهجير ,وفي نفس الوقت دار في خلده عن كنه الشئ الذي يعيله باهتمام هذا الشيخ الكهل.
مــا إن اقترب مصطفى حتــــــى أخذته الحسرة وهو يرى الشيخ يبتعد عن أمانته التي كان متشبث بها لفترة ويجتهد في أرضائـــــها وإيوائــــها وتوفير أقصى ماعنده لرعايتها وراحتها إلـــــــــــى إن بسطــــها جانبا وهم بالدخول إلى صحن المسجد حيث لم يعد يرى وضيعته .
بسام فاضل 2 -9-2013م
التعليقات (0)