مواضيع اليوم

اللغة قبلَ النشوء , وبعد الولادة .

سامي عرب

2011-11-23 08:09:41

0

كما يعجزُ الكلام عن إيصالِ مكنون في النفوس , تعجزُ الحروف عن وصفِ ما نُريد .
الأن أتابعُ لغتي حروفيّ يوم أن كنتُ صغيرًا, ويوم تفجرت عيونُ معانيّ الصاخبة بكلِ الأفكار التي وُجهت لها كل أنواع الخناجر و السيوف
بكل مبادئ الشجاعة و الخسة في أحيان أنا من كنتُ أرسوا على شاطئ كلَ معضلة و أواسي بين المشاكل و الحلول لأقف بينها من هنا نبعت لغتي من أناي
لا من كونِ الأنا مُنطلقًا يثبتُ نرجسيةً لطالما زمرَ لها وطبلَ كثيرون, لكني أخاطبُ نفسًا تحملُ مكتسبات الضفتين , فبأي لغةٍ غير هذه أتحدث ؟ كان إذًا حديثُ الذات ليس لها , و ورود الصمت كلامُ آخر تقرأهُ العيون التي تراقبُ الحرفَ حتى قبل ولادته
و تصنعُ منه جسرًا تبني عليه أفكارها ربطةً إياه بعمقها وتصورها عن الشخصِ الكاتب.
هكذا تناثر الأصدقاء في النهرِ فأضعتهم, لم تكن صداقتنا لهم مَبنية على الحاجة على أي حال فصداقة كهذه ليست صداقة بَل هيّ عبودية للرغبة فسقطوا حينما كانت الرغبة هي الدليل, لا الحب, ولا الإخاء الذي لا طالما تغنوا به و هو منهم براء .
إن الحب الناشئ أولَ مرّة ما زالَ يقبعُ في مكانه, لأن الحب لا يتبدل مهما تغيرَ الأشخاص, أو مهما رحلوا فصورتهم الأولى باقيّة وهذا هو الجوهر الحقيقي في علاقاتنا الإنسانية .
لذا انا أقولُ وداعًا على الأرضِ , لا في القلب , فالقلبُ لم يخلق ليحملَ السواد, او شذرات الألم وبقايا اللوعة والحرقة , إنه منبعُ للحب, والإخلاص ولا سوى ذلك .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !