يمر الواقع العربي بصراعات مختلفة وحراكات عاصفة على أكثر من مستوى، وليس الحراك الحضاري بأقلها شأنا خصوصا في وقت يرفع فيه منظرو العولمة راية الاندماج الحضاري بين الشعوب حيث نرى صمويل هنتنغتون يؤكد على أن "فكرة حضارة عالمية أو كونية هي نتاج متميز للحضارة الغربية". فهل تحمل العولمة وخصوصا في جانبها الحضاري معها مبدأ الإلغاء ونظرية البقاء للأقوى؟ وهل تعني بالنسبة للعرب مصادرة اللغة العربية وتلاشيها أمام اللغات الأوروبية وخصوصا الإنجليزية "لغة العولمة"؟ كيف يمكن أن نفسر هذه المفارقة المصاحبة للعولمة بين انفجار الخصوصيات وتعميم نموذج حياتي واحد؟ وما هي حال اللغة العربية في زمن العولمة؟ وما وسائل تطوير اللغة العربية لتستطيع مسايرة التطور العلمي والتقني المتسارع؟
وقد طرحنا هذه الأسئلة على ثلاثة جامعيين متخصصين في اللغة العربية فكانت أجوبتهم كالتالي:
اللغة العربية.. خطر خارجي وتهميش داخلي
يرى الباحث الدكتور محمد عبد الحي أن زحف لغة العولمة اللغة الإنجليزية قائم وتعاني منه لغات العالم وتواجه اللغة العربية تهميشا وضعف إرادة في تطويرها وتحديثها وربطها بالحياة المتجددة...
اللغةُ العربية في مهبِّ العولمة: مشروع إنهاض!
يذهب الروائي والبروفيسور في علوم الكمبيوتر حبيب عبد الرب إلى أن اللغة العربية بلا ذخيرة معرفيّة وتعاني من أنيميا الترجمة ولم تكمل بعد بناءها التحتي الرقمي. ولكي تنهض من كبوتها لا بد لها من بناء بوابة إنترنت وترجمة نشطة وبنية تحتية رقمية...
اللغة العربية.. تحديات عاصفة ومواجهة متواضعة
يرى الباحث دكتور حسام الحطيب أن اللغة العربية تبدو شبه ضائعة في معمعان العولمة مع ما تتمتع بمزايا متعددة وكان ممكنا أن يكون لها مكان تحت شمس العولمة لولا غرقها في الإهمال والتمزق...
التعليقات (0)