مواضيع اليوم

اللغة العربية والاعتذار

مهندس سامي عسكر

2011-08-05 11:56:48

0

تحتوي اللغة العربية مثل غيرها من لغات العالم إن لم يكن أكثر على العديد من مفردات الاعتذار والأسف وطلب السماح, ولكن هذا المفردات لا تستخدم كثيرا لمنافاتها عزة النفس بالإثم والكبرياء ....ولقلة المعترفين بأن الآدمى خطاء وأنه ليس مبرأ من العيوب والخيلاء ....ومن حق الناس أن يعترف المخطئ بخطئه وتنتهي المشكلة وأن يسامحه أيضا من تضرر بالخطأ ويسامحه لكي تسير الحياة وتنتظم العلاقة بين الناس فإن مخطئ اليوم هو المسامح غدا والمسامح اليوم هو المخطئ غدا فلا معنى للتشدد ما دمنا جميعا كما خلقنا الله نخطئ ونصيب....إن أول مطلوبات السلم الاجتماعي والعيش المشترك أن نتوافق فيما ارتضيناه من العرف والأخلاق وألا يكون الرأى الذاتي هو الحاكم (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه....) والمجتمعات العربية بما فيها من حكماء وعقلاء تزخر بقصص التوفيق والإصلاح بين الناس ويعترف الجميع بعدالة القاضى العرفي الشعبي ويمتثلون تماما لحكمه في قضايا الاختلاف الاجتماعية وحتى المالية ويكون الحكم غالبا سريعا قاطعا وينفذ فورا وذلك بالطبع وقاية من طول التقاضي الرسمي وخلقه لمشاكل تمتد إلى أجيال قادمة ....ونلاحظ في مجتمعاتنا العربية أن لكل مهنة تقريبا عرفا في التعامل وقضاة يعرفون خبايا المهنة يقضون ويرضى المتخاصمون بقضائهم وهذه ميزة لنا على سائر مجتمعات البشر ...وهم يقضون بعرف تراضوا به بينهم وليس بقانون مكتوب .....وليس خافيا عنا أن قناعة القاضي في هذه الحالة تكون أكثر عدلا من النصوص المكتوبة وأوسع نطاقا في التطبيق لأن العدل فيها هو الغاية, وليس كما يحدث عند القاضي الرسمي حيث يجب تتبع النص القاصر الذي يخرج المذنب من ورطته إذا كان المحامي ماهرا في لي رقبة الحقيقة...أو حتى وقف المحاكمة لمخالفة الإجراءات.....ومع كل هذا فإن الاعتذار ورد الحق ينجي من مؤنة التقاضي ويبعد عن تنامي الخصومة.......




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !