اللعب مع الحياة

البعض منّا تقودهـ الدنيا بأفراحها وأحزانها , بمآسيها و أتراحها , البعض
منّا يستسلم لكل أمرٍ يريد أن ينتقص من حياته , من حماسه , من حيويّته ,
إذاً كنت أنت من هؤلاء البعض فـ ثق تماماً أنّك تقتل نفسك , تنتحر بشكل
بطيء , لأنه لن يشعر بك أحد , ولا تطلب من أحد حينها أن يشعر بك , لأنه
ببساطة أنت لم تشعر بقيمة نفسك , فكيف يشعر بقيمتك الآخرون ,
خصوصاً وأنت تهدم حياتك الآن !

#

يجب علينا أن نعيد بين فترة و أخرى صياغة أنفسنا , ترتيب حياتنا ,
تنظيم يومنا , يجب علينا أن ندرك أننا إذا فشلنا في هذ الأمر مرّة أو
مرتين أو مئة مرّة , فالسبب هو أنفسنا , لأننا لم نعطي قيمة الخطوة
أهمّيتها , كثيرون يريدون أن يكونوا بشراً آخرين , يريدون أن ينسلخوا
من أحزانهم , وأن يهاجروا خسائرهم , ولكنهم في المقابل لايقومون بـ
خطوة كبيرة توازي هذا العبء الثقيل الذي مارسوه طيلة ما مضى من
وقت طويل !

#

يجب أن تجيد اللعب مع الحياة , وأن لا تخسر من أوّل لعبة , يجب أن
تتخطّى أكبر قدر من المراحل في هذه الحياة , كما أنّه يجب أن تؤمن أنّه
بإمكانك فعل ذلك حقاً , إذاً الإيمان الكبير القوي بأنّك قادر على التقدم
خطوات نحو الحياة , و مقابلة الجزء الحزين من الحياة بإبتسامة رضى و
حماس نحو الأمام , حينها سيصعب إن لم يكن يستحيل على الحياة أن
تقهرك بعد ذلك !

#

أنا لا أتحدث هنا عن معجزة , بل أتحدث عن نظام إنساني أوجده فينا
الرب لكي نتحكم في أنفسنا إذا أدركنا بالفعل أهمية أن نتحكم في
أنفسنا , وأدركنا أهميّة الخطوة التي يجب أن نخطوها وبدون تأخير أو
تفكير عميق يستغرق منّا الوقت , ويهدم الفكرة , إذ يحللها حتى لايبقى
من حماسك شيء !

#

تذكر : إذا استطاع إنسان أن ينقص من وزنه ويصبح رشيقاً , بالتالي
يمكن لـ إنسان أن يزيد من مستوى تعليمه , ثقافته , وعيه ليكون بذلك
إنساناً راقيا ً طموحاً !