بالأمس قام السيد آنوشهر متكئي وزير الخارجيه الإيراني بزياره رسميه لسوريا إلتقي خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد والعديد من المسؤولين السوريين وقدم مبادره إيرانيه فوريه سريعه ردا علي المبادره التركيه بفتح الحدود بين البلدين سوريا وتركيا لدخول مواطني البلدين بدون تأشيرات إذ أعلن متكئي الغاء تأشيرات الدخول بين مواطني سوريا وإيران كذلك قام بتزكير المسؤولين السوريين بالإستحقاقات والديون السوريه لدي إيران ..
وسوريا التي تحاول أن تلعب بمهاره علي الحبلين التركي والايراني واللذان إختاراها كبوابه للعبور الي باقي الوطن العربي ربما تتعرض مستقبلا لمخاطر جمه من أحدهما أو كليهما ..
ولكن ما لفت الأنظار خلال زياره متكئي لسوريا هو التقاءه بقاده فصائل فلسطينيين وعدم التقاءه بأي قيادي من حركه حماس وخاصه خالد مشعل معلنا بذلك عدم رضاء طهران التام بل وغضبها من الزياره المفاجئه التي قام بها مشعل للسعوديه بدون علم طهران ..
فهو أي مشعل قام منذ عده أيام بزياره مفاجئه للمملكه العربيه السعوديه بدون دعوي أو إعداد مسبق التقي خلالها بوزير الخارجيه السعودي المحنك الأمير سعود الفيصل والذي دفع مشعل خلالها لإطلاق تصريحات صحفيه مفادها إستعداد حماس التام لتوقيع إتفاق المصالحه مع فتح بجانب عروبه حماس التامه وإهتمام حماس بالإمن العربي بصفه عامه كحركه عربيه خالصه وإنتمائها عربي خالص ..
فالسعوديه دوله واضحه وصريحه لم تستقبل مشعل إستقبال الفاتحين العظام ولم تقدم لحماس شيكات علي بياض وإنما طالبت مشعل وحتي تستطيع مساعده حماس فعليا أن يعلن وبوضوح موقف حماس من القضيه الفلسطينيه برمتها وموقفها من إتفاقات أوسلو وموقفها من إتفاق المصالحه الذي ترعاه القاهره ..
الديبلوماسي المحنك الأمير سعود الفيصل وضع خالد مشعل علي المحك فلم يجد أمامه مفرا سوي الإعلان أمام وسائل الإعلام المختلفه بكل ما أثار إستياء طهران التام منه وأصبحت زياره مشعل للسعوديه خطأ إستراتيجي غير محسوب العواقب فلم يكن الموقف السعودي هو ما كان ينتظره مشعل كما يقول المثل "تيجي تصيده يصيدك" فقد دفع الموقف السعودي مشعل دفعا لتغيير كل المواقف السابقه والتوقف عن محاوله اللعب علي كل الأوتار ودون مقابل أو دعم سعودي مسبق ..
فالرجل أي مشعل أصبح في موقف لا يحسد عليه فايران أدارت وجهها عنه وربما لن تثق فيه في المستقبل والسعوديه لم تعده بشيئ حتي يقدم هو أولا المواقف الثابته والمصالحه الفلسطينيه الفلسطينيه الي آخره ..
وهنا أصبح مشعل فعلا علي المحك والخيارات أمامه محدوده جدا فإن أراد العوده الي الحضن الايراني فأمامه طريق واحد هو طلب وساطه الشيخ حسن نصرالله وهي مقبوله لدي طهران ولكن لن تعود مكانه مشعل كما كان في السابق لدي حكام طهران ..
والخيار الآخر هو أن يستمر في الطريق الذي رسمه له وزير الخارجيه السعودي ويدخل طائعا في "الصف العربي" وتسير الأمور كما في فتح في حماس وهنا سيفقد مشعل حلم الزعامه الفلسطينيه والتي تأتي بموافقه "الصف العربي" وليس بالاستطاعه كما كان يخطط لها مشعل ..
والخياران كلاهما مر ولكن من منهما سيختار مشعل أيضا هو الوحيد الذي يملك الاجابه ...
مجدي المصري
التعليقات (0)