مواضيع اليوم

اللعب بالفتاوى لمغازلة الحكام

A.Fattah Edris

2012-01-20 12:20:53

0

اللعب بالفتاوي.. لصالح من؟!
د. عبدالفتاح إدريس: تحريض من الحاكم لإلهاء الناس عن المشكلات
مروة غانم عقيدتي : 01 - 11 - 2011

من أخطر الأفعال وأشنعها.. أن يستبيح عالم دين دينه ويطوعه لهوي الحاكم أو النظام ويبني فتاواه لخدمة المصالح السياسية أو بحثاً عن الجاه والسلطان..
لذا فقد أجمع علماء الإسلام علي أن أمثال هؤلاء ليسوا بعلماء والدين منهم براء.. وهم أشد خطورة علي الإسلام من أعدائه لأنهم يهدمون الدين بأنفسهم.
"عقيدتي" ناقشت القضية مع عدد من العلماء فكان هذا التحقيق..
الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ ورئيس قسم الفقه بكلية الشريعة والقانون, جامعة الأزهر قال: من المتفق عليه شرعاً أن الإسلام دين ودولة, سياسة وشريعة وأخلاق, ومن يفصل الدين عن الدولة يعتبر خارجاً عن الملة, ويصدق عليه قول الله عز وجل: " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلي أشد العذاب " البقرة آية: .85
ومن ثم فليس في الإسلام ما يسمي بفتاوي سياسية وفتاوي غير سياسية, فالفتوي تشمل جميع جوانب الحياة السياسية والمعاملاتية والعبادية والأخلاقية, وغيرها, ولأجل ذلك فإن هذا المفهوم الذي اختمر في أذهان سطحيي هذه الأمة من أنصاف المتعلمين أو المثقفين الذين ابتلي زماننا بهم, والذين ضل سيعهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً, مفهوم خاطئ, فليس ثمة ما يسمى بالإسلام السياسي أو الاقتصادي, فالإسلام نظام حياة, بكل ما تعنيه هذه الكلمة, والذين جربوا النظم الأخرى فشلوا فشلا ذريعا, فقد عاش المغلوبون على أمرهم قرونا متعاقبة كانوا فيها فئران تجارب للأنظمة, وبغض القائمين على ألأمر للإسلام وأحكامه جعلهم دائما يبعدونه عن مسارات الحياة, وقد دار في فلكهم ثلة ليست بالقليلة من الطامعين في السلطة ممن يطلقون على أنفسهم خطأ علماء الشريعة, وهم لا يعرفون عنها إلا النذر اليسير, وكان من نكد الدنيا أن تولى هؤلاء المناصب المرموقة في الدولة وما زالوا يتقلدونها إلى الآن, وفكرهم إلى العلمانية أقرب منه إلى الإسلام, ينتقون لشغل هذه المناصب اتنتقاءا خاصا, لا مجال فيه لنسبة خطأ ولو يسيرة, ولذا أفرز هذا الاختيار الدقيق لهذه الشخوص منتسبون إلى العلم لا يعرفون منه ولا يقرأون عنه إلا ما يكون في مجال اهتمام الحاكم ورجال نظامه, وقد فجعت مصر في يوم من الأيام باجتماع عاجل ومهم للغاية, لمناقشة قضية تثير الغثيان لا لشيء إلا لأن الواقع يحبذ التوصل إلى فتوى تفصيل ليعمل بها في ذلك الوقت, ألا وهي ( حكم تولى المرأة رئاسة الدولة ), وملابسات انتزاع هذه الفتوى من مجمع الفرض أن له ثقلا في العالم الإسلامي, مثل مجمع البحوث, ملابسات معرفة حتى للعوام, وقد صدر الفتوى التفصيل, سواء وافقت عليها أقلية الأعضاء أو أغلبيتهم, المهم أنها صدرت, وصارت أمرا واقعا, ولذا فلا ينبغي أن نعجب إذا وجدنا في هذا السبيل متعالمين ينحون نفس المنحى الذي سلكه هذا المجمع, أما وإن الدين مجاله العبادات والمعاملات وأمور الحكم والسياسة ونحوها, ولا ينبغي أن يقحم البعض فتاواه اقحاماً ليخدم بها منصبا يريد أن يتبوأه, ليغازل بفتاواه السياسيين تارة ويغازل التيار العام السائد في الدولة تارة أخري, فإن من هذا مسلكه لا يصلح للإفتاء بحال, وذلك لأن الفتوي تقتضي مفتياً متجرداً لبيان شرع الله تعالي, باعتبار أنه يوقع عن الله عز وجل, ولا ينبغي أن يكون الموقع عن الله مبتغياً بهذه الفتاوي جاهاً أو منصباً أو حظوة لدي أحد من الناس صغر شأنه أم كبر.
والفتاوي التي يراد بها نيل أمور معينة لتحرير سياسة لا يقرها الشرع, وليس لها مستند في شرع الله, ومما يؤسف له أن يحاول البعض سواء كان في منصب الفتوي أو غيره أن يغازل جهات الحكم ليحرر سياسة معنية, فهؤلاء بعيدين كل البعد عن جوهر الإسلام ويجب علي ولي الأمر تعزيرهم, ولابد أن يبطل التصدي للفتوي من كان على هذه الشاكلة, سواء كان من يتصدى لها من خريج المؤسسة الدينية أو من غيرها.
وأشار د. إدريس إلي وجود الكثير من الفتاوي السياسية المعيبة التي أصدرها مجمع البحوث الإسلامية بإجماع أعضائه أو أغلبيتهم, وقد لوحظ أن بعض الفتاوى الفجة تصدر في أوقات معينة بإيعاز ممن يعنيهم الأمر في الدولة, لتغطية فساد قاتل, ومن هذا القبيل: فتوى التبرك بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم, وفتوى الحجاب, أهو عادة أم عبادة, واشتد المغلوبون على أمرهم في الأخذ والرد في هذه الفتاوى وإلهاء الناس بها, ثم تبين بعد أن هدأ وطيس هذه الفتاوى وجذوتها, أن فجع الناس ببيع ما تبقي من شركات القطاع العام في الدولة, وبدأ بيع أراضي الدولة ومحاباة بعض المحظوظين بها, بل تم تقسيم القاهرة إلى مناطق بحسب تميز موقعها, وبدأ التخطيط لبيعها, في الوقت الذي اشتد فيه هؤلاء المأجورون للترويج لفتاواهم الباطلة وإلهاء الناس بها, ألا فليتقوا الله, وليتقوا يوما يرجعون فيه إليه, ليس معهم كراسي أو مناصب أو أموال, حصلوا عليها من خلال هذا الباطل, وإنا لله وإنا إليه راجعون .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !