مواضيع اليوم

اللعبة الجميلة

رَوان إرشيد

2012-07-06 08:46:51

0

 

 

 


اللعبة الجميلة


« The Face seemed to smile, but answered not a word »
NATHANIEL HAWTHORNE..32..


 



عندما نعود إلى الذاكرة لنحيي جميع ما توارى إلينا من ندوب الزمن، فإننا نعيد نشر البقايا، و نزيل تأثيرات القضايا، و نستورد العادات و الأطروحات التي لا تهم أحدا، و لا تجعل من الإنسانية موضوعا. لكنّ البشر هو من أراد هذه النوبات على شاكلة العمليات الجراحية الدقيقة، لكل شعور مضى و لم نفهمه بعد.
و عليه فإنّ لكل المواضيع المتعلقة بما هو مبهم فهو منهج سحر للعقول، من أجل إيقاظ التفكير و البحث عن المصير بين عصارات التفجير الكلي للطاقات الإنسانية. فإنّ لعملية البحث نماذج تجعل الإنسان يرتبك و يحدث الفوضى، حتى انه يعود إلى الخلف فلا يجد إلا نفسه في انتظاره ليرفع شعار ضياع الأمل، و يجف الصدر أمام ما هو متاح للبشر.
فالاستسلام هو نوع من الموت، هو جمود من نوع خاص، يجعل الإنسان غير موجود، أو يؤجل وجوده إلى وقت آخر، لأنه غير قادر على الفعل، الفعل الايجابي، فيحوّل نفسه و ذاته إلى آلة مستهلكة لجميع روافد الحياة، و عليه يدخل الفرد في حالة من الفراغ، أين تموت الأحلام، و يصبح الخيال الميّت نشطا، ليخدر العقل، و يعطي للجسد تنبيهات شديدة الألم، و لتعادل الإنسان في معادلة الحياة مع الجماد، أو ليسوء أكثر أمام ملامح الحركة و الإنتاج، فيرفضه المجتمع، و يحكم عليه الضمير بالإعدام. و هنا يتدخل الزمن ليفعل مفعوله، و تنطق الحكمة لتداوي الجراح، أين تبعث في الفرد نوعا من الإلهام و الاتزان لهكذا مواقف، و يتحوّل العالم إلى مسرحية على طريقة الدمى، بينما يجلس العرّاب من وراء الستار ليحرك مشاهدها كيف ما يشاء، و من مكانه الغير واضح يطلق أفكاره المسمومة، أين يستقبلها الجمهور بلهفة الباحث عن اليقين، نعم لا يهم! إن كان يقينا كاذبا، لكنه عبارة عن يقين، فيصرخون: ".... لقد جاءنا اليقين، لقد مات الظلم ..." و مع هذا لا يدوم الموقف سوى ساعات، لينقلب إلى مأتم كبير، كبير كبر السذاجة، و ليعلم البشر كم هم بلهاء ما عدى الحكيم، الذي يتفطن للموقف قبل وصول السذج إليه، فيذهب ليعبر قاعة العرض لعله يجد القليل من الانتباه، و لعله يتمكن من الوصول إلى المنصة ليقول الحقيقة، تلك التي لم يعد بمقدوره جعلها ملكه لوحده، لكن هيهات، فالجمهور ينظر إليه كمجنون، وقع في غمرة من الذئاب.
و بين كل هذه الأحوال، يتواصل السير، بين كل تأثير، جاعلا من السيّد معصوما، و من الساذج سجينا، و منهما معا موضوعا لأغزر الأقلام، و صدامات الأيام. فطريق دمع السنين لا تمحيه ابتسامة عابرة، هكذا همس القدر في أذن البشر، و هكذا ظهر الإنسان في لحظاته السعيدة، أو على الأقل أنه توهم أنها سعيدة.
فالترتيب غير مهم عندما تصل العدالة، و يظهر الفرد في ثوب المتهم، بينما يقف القلب في قفص الاتهام، و يجلس العقل في مكان الادعاء، أين يدق ناقوس الضمير، و يأمر القاضي السيّد: الميزان بالعمل على الطريقة المعهودة، أين يظهر لغز الحياة، و يتضح عجز المشاعر عن التحدي، ليهزمها الواقع بالضربة القاضية، و يأبى الفرد أن يستسلم، فيواصل المسير إلى المصير.


 

السيّد: مــــزوار محمد سعيد

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات