اللحية بالموس
قبل عدة سنوات كنا نرى اللحى تطول بشكلِ متسارع، يتسابق الأشخاص في تربيتها والعناية بها فهي سنة وواجب ودين يجب أن يُتبع الخ التبريرات التي كنا نسمعها، لكن لم تستمر تلك الحالة طويلاً فقد اختفت اللحى وكان للحلاق كلمته في ذلك..
كثيرُ من الناس كانوا من أصحاب اللحى اطلقوها لينالوا لقب شيخ ومطوع ويفوز بمقعدِ بمجالس الوعظ، تلك المجالس تنقلك من مرتبة لأخرى ومن خانةِ إلى أخرى فالطريق يبدأ من اللحية التي لو نطقت لقالت كذبتم ورب الكعبه..
اختفت مظاهر الوعظ ومخيمات الدعوة واختفت معها اللحى المزيفة فلم نعد نراها لقد انتهت القصة ولم يعد هناك أي مُبررِ للبقاء، لقد كشف المجتمع زيف من اتخذ من ذلك المظهر وسيلة للتكسب والاسترزاق والوصول لغايات دنيوية تفاصيلها معقدة، من كان بالأمس صاحب لحية أصبح اليوم بلا لحيه؟ إنها الحقيقة فقد سقطت الأقنعة وتلاشت الخطب الرنانة والقصص الخيالية.
لكل شخص خيارته الخاصة لكن ليس من حق أي شخص أن يعمم ذلك الخيار ويستغل عواطف الآخرين الدينية لتمرير طريقة أو سلوك معين.
محاولات المكر والخداع تفشل خصوصاً تلك التي تختبئ خلف قناع ديني فلابد أن يأتي يوم من الأيام وتقول الأمواس كلمتها وهذه حقيقة تاريخية لا ينكرها الحلاق المستفيد الوحيد من تلك القصة المُضحكة ...
التعليقات (0)