مواضيع اليوم

اللحاق بالركب ...

ياسر العلام

2009-01-30 18:35:11

0

 لا يوجد فهم صحيح للعلاقة بين دول العالم المتقدم و دول العالم النامي سوى انهما في تنافر تام نظرا لعدم دقة معايير التقسيم فمرة يقال صراع الشمال الجنوب للتعببير عن هذا التنافر و مرة تُستعمل لازمة الغرب مع الشرق و في أحيان كثيرة تُستعمل مصطلحات الدول المتقدمة مع الدول النامية او الدول السائرة في طريق التقدم للتعبير عن المنزلة الوسط بين هذه و تلك .

فالمدخل إلى الاقتراحات التي أراها ضرورية بالنسبة للعالم الثالث قصد اللحاق بركب الدول المتقدمة يتم عبر التنمية المستدامة .

و إجمالا أقول أن الفرق بين الدول النامية و الدول المتقدمة ليس في صراع الحضارات و تمسّك كل حضارة بقيّمها لكن في غياب التنمية بشتى أشكالها عن دول العالم النامي و حضور جميع أشكال البؤس و الفقر و المجاعات و الاوبئة و الحروب و عرقلة السعي الحثيث نحو التقدم و الازدهار .

فالتنمية هي سياسة عملية يشترك فيها جميع المواطنين على اختلاف طبقاتهم من أجل إقامة هيئات جماعية للتامين ضد أي شكل من أشكال البؤس و الحرمان  و قيام النقابات العمالية بدورها في مواقع العمل لمباشرة تنفيذ هذه الضمانات و التأمينات و الضغط على الدولة كي تتدخل و تقوم بواجبها نحو تامين العمال من خلال شبكات الضمان الاجتماعي .

لكل أمة من الامم كيفما كانت مرتبتها مواردها الطبيعية لكن بتفاوت في الاهمية و هذا لا ينفي إهمال تام لتلك  الموارد  .

فلا بد من ترشيد استخدام الموارد المتاحة  (الماء و الارض و الطاقة  ) .

الموارد المائية :

توفير موارد مائية إضافية من مصادر جديدة ( كإعادة استخدام مياه الصرف بعد معالجتها في الزراعة و استخدام المياه المالحة في المناطق الساحلية ...) .

التوسع في تحلية مياه البحر و المياه الجوفية  الشديدة الملوحة  ( باستخدام الطاقة الشمسية أوطاقة الرياح ... ) .

الموارد الزراعية :

متابعة أعراض التصحر و صياغة برامج فعالة لمكافحته .

تطوير مؤسسات الارشاد الزراعي و الصناعي عبر تجهيزها و تكوين أطرها .

دراسة العائد الاقتصادي و الاجتماعي لاستغلال الاراضي لتفادي محدودة دور الارض و تدهور نوعيتها .

الموارد الطاقية :

توليد الطاقة و توزيعها ( الوقود ،الكهرباء ،الغاز الطبيعي ... ) .

ترشيد استهلاك الطاقة و ملائمتها للحاجيات ( تفادي أسباب التلوث باستعمال الطاقة إن توفر البديل ) .

تحسين خدمة النقل الجماعي للأفراد و السلع و تنويع شبكاته عبر المعمور .

التوسع الحضري :

التجاوب الايجابي مع ثورة المدن العملاقة بكونها أقطاب اقتصادية و تنموية مهمة .

وقف الامتداد الحضري على الاراضي الزراعية ووقف تحويل الاراضي الاخصبة إلى تجمعات صناعية .

حل مشكلة القمامة حلا جذريا لتفادي ما امكن  تلويث المجاري المائية و الهواء  .

تحسين خدمات الصرف الصحي لكل التجمعات الحضرية .

متابعة الاثار المحتملة لتغيرات المناخ و ظاهرة الاحتباس الحراري . 

عبر التنمية المستدامة يمكن لدول العالم النامي أن تخرج من بوتقة بؤسها  لأنها ( التنمية ) عملية يتناغم فيها استغلال الموارد و توجهات الاستثمار و مناحي التنمية التكنولوجية و تغيير المؤسسات  و تعزّز كلا من إمكانات الحاضر و المستقبل للوفاء باحتياجات الانسان و تطلعاته .

و هكذا يجب أن لا نغفل بعض المبادئ الاساسية في لحاقنا بركب الدول المتقدمة و منها  :

- الحد من قيم الاستهلاك التي تتجاوز حدود الممكن اقتصاديا و بيئيا .

-الحد من  التبذير السفيه أو الجائر في استخدام الموارد الناضبة .

-عدم  تجاوز قدرة الموارد المتجددة على تجديد نفسها .

-عدم تجاوز قدرة البيئة المحيطة على هضم ما نُلقيه فيها من مخلّفات .

لم يعد الغرب يكتفي بالدفاع عن مصالحه الحيوية في العالم و ضمان السلم و الاستقرار للنظام العالمي الجديد بل تعدّى ذلك إلى ظهور مذهب جديد مدعوم بقوة السلاح و بخطاب غير مسبوق في سبيل البحث عن أسواق لتصريف سلعه الاستهلاكية . الشيء الذي أدى إلى ظهور العديد من بِر التوتر عبر العالم بغطاءات سياسية  .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !