مواضيع اليوم

اللجنة التنفيذية للاتحاد العام لطلبة المغرب في لقاء مفتوح مع الطلبة

شريف هزاع

2010-01-15 22:00:02

0


      عقـدت اللجنة التنفيذية للاتحاد العام لطلبة المغرب لقاء مفتوحا مع أعضاء مكتب موقع الرباط، وبحضور منخرطي ومنخرطات مكتب الاتحاد العام لطلبة المغرب لجامعتي محمد الخامس أكدال والسويسي، وتميز هذا اللقاء بحضور رئيس المنظمة السيد عبد الكريم البكاري، والإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية عبد الحفيظ أدمينوا وعبد اللطيف الشطري والأخ خالد عفاش، وبعد الاستقبال والتعارف افتتح اللقاء بالكلمة الترحيبية لمكتب الاتحاد العام لطلبة المغرب بالرباط بأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد، وبعد ذلك أشرف الإخوة عبد اللطيف الشطري وخالد عفاش وعبد الحفيظ ادمينو تباعا على تأطير هذا اللقاء بغية التعريف بالمنظمة كقوة قوية ظلت تؤثت المشهد النضالي للحركات الطلابية بالجامعة المغربية.
      وبعد استعراض جملة من التساؤلات والإشكاليات التي طرحت منذ بداية العمل بالميثاق الوطني للتربية والتكوين وصعوبة أجرأته عمليا بالجامعة المغربية، ولكون المنظمة على مشارف محطة نضالية كبرى متمثلة في عقد المؤتمر الوطني، فرصة لتجديد هياكلها. كان هذا اللقاء في سياق العمل التعبوي لكافة الجماهير الطلابي للانخراط بفعالية على خلفيات المستجدات التي يعرفها الإصلاح الجامعي المتعثر.
     وقد استهل الأخ عبد اللطيف الشطري مداخلته بتقديم سرد كرونولوجي لمسار العمل النقابي الطلابي بالحرم الجامعي، بدأ من مرحلة النضال الذهبي اللامع، وخاصة المرحلة الدينية التي اعتمد النضال كأسلوب لطرد المستعمر بناء على قدسية الأرض (المرحلة التقليدية الدينية)، والتي أنتجت وجوها قاومت الاستعمار وأتت بالاستقلال كالزعيم علال الفاسي رائد الحركة الوطنية، ثم الأدوار التي اضطلع بها الطلبة بعد الاستقلال في مواجهة ذيول الاستعمار والذي سماه الزعيم علال الفاسي بالاستعمار المعنوي الذي استمر في الخفاء، وقد ذكر المتدخل بالانزلاقات الكبيرة التي سقط فيها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عن المنهجية الشرعية للعمل النقابي كونه زاغ عن ثوابت الشعب المغربي، وكان ذلك كافيا لتخوض منظمة الاتحاد العام لطلبة المغرب حركة تصحيحية سنة 1962، من داخل الجامعة المغربية لصد الزيف والانفلات الذي عرفه الخط النضالي الحقيقي الذي تعهد به لخدمة مصلحة الطالب.
   وفي معرض حديثة عن حاضر الجامعة المغربية في الوقت الراهن شدد على ضرورة استجابة الجامعة لتطلعات الطالب المغربي المتمثلة في الولوج إلى الرخاء المادي والرقي الاجتماعي، والولوج إلى عالم المعرفة والتكنولوجيا، والتشبع بقيم الحوار والديموقراطية، وأوضح في هذا الصدد على دور الاتحاد العام لطلبة المغرب في النضال من أجل هذه المرامي، وفي ختام عرضه توقف بالتشديد على تجديد ميكانزمات العمل النقابي الهادف داخل الجامعة المغربية في ظل ما يفرضه الواقع الحاضر من تحولات تخص الجانب القيمي والسياسي والاجتماعي.
   وفي سياق آخر أكد الأخ الشطري بأن الميثاق الوطني اعتبر ميتا مادام لم يتمخض عن نقاش وطني لواقع العملية التعليمية وأنه فرض على الجامعة جسما غريبا مستنسخا من توصيات صندوق النقد الدولي، فصار عبأ ينضاف إلى العديد من الأعباء الاقتصادية التي لا تزال تقيد الانطلاقة الفعلية للعملية الاقتصادية. مما حيد المعالجة المندمجة للإصلاح الجامعي وفوت عليه إمكانية النجاح، وقد أكد المتدخل بأن العامل البشري هو أساس التنمية الحقيقية التي يتشدق بها الفاعلون السياسيون بدل، الاستثمار فيما يسمونهم بسياسة الأوراش الكبرى.
    واستطرد قائلا على الاتحاد العام لطلبة المغرب أن ينتهج أساليب بديلة للعمل النقابي تتغيا توسيع القاعدة الجماهيرية وتكوين الطالب البراكسيس أي العضوي الذي يستنطق إشكاليات التعليم الجامعي والسياسي ليبرز معالمها للقاعدة، ومشدد على ضرورة إنتاج نخبة ممتلكة لآليات العمل القيادي لقيادة الجماهير الطلابية الواعية والمطالبة بكافة الحقوق التي تتجاوز المطالب التقليدية السكن والنقل والمطعم والمنح إلى جعل هذه المطالب مكاسب جزئية في انتظار تحقق مطالب أكبر.
     ومن جهته أدلى الأخ خالد عفاش بدلوه في هذا اللقاء وقد تطرق إلى أزمة الجامعة المغربية التي اعتبرها أزمة بنيوية وهيكلية تتصل بأسباب ذاتية وأخرى موضوعية متعلقة بمحيطها السوسيوثقافي، الذي يتخبط هو الآخر في أزمة هوية وقيم بالنظر إلى توالي التحولات الكلية التي تعرف مختلف مظاهر الواقع المغربي، ووضعت المغرب في مفترق طرق المرحلة الانتقالية، وكان لا بد أن ينعكس هذا على الطالب المغربي، بحيث لم يعد يلقى الدعم من المحيط بل أصبح يعيش في ظل ثقافة العزوف عن كل شيء واليأس وسيادة التفكير الظلامي المنشغل بالتسميم السياسي المناهض لأشكال العمل الديموقراطي بمفاهيم هلامية متجاوزة.
     وقد اعتبر المتدخل بأن أزمة الجامعة تعود إلى فرض أجندة عليا لا تعكس المشاكل الحقيقية لقضية التعليم بالمغرب، ولكن فقط لتجعل الإصلاح من أجل الإصلاح الجامعي، وأن إشكالية التعليم العالي تستدعي مقاربة شمولية تستوعب مختلف الإشكاليات السطحية والبنيوية.
   وأكد الأخ عفاش بأن بات من الضروري الاقتناع بأن أزمة الجامعة المغربي وهي أسوء حالاته والتي يسبق عن عاشها في الماضي، وبسط القول بأن الجامعة المغربية فقد بوصلة توجهاتها الحقيقية في ظل تلاطم السياسات الدولية وفترة المرحلة الانتقالية التي يعرفها المغرب والتي أعاقت الاختيار المناسب لبدايات الانطلاق وذاك ما يفسر التردد الحاصل في توجيه المؤسسات التعليمية وفق منطق معين خوصصتها الكلية أو الجزئية وسرعة الخصخصة، واعتبر من جهته بأن الواقع يبرر هو الآخر هذا التردد لتعدد وتنوع القيم الوافدة في غياب تحليل وتفسير مجتمعي دقيق يمكن المؤسسات الثقافية والإعلامية التوجيه وتمكين الأفراد تعبويا للتفاعل الأمثل مع هذه القيم وفق معيار الاستفادة من كل ما جيد أو الانتخاب الأصلح، وهذا ويجسد حالات التيه الفكري والسياسي والثقافي يفتقد لأي خط تحريري. وفيما يخص مستقبل النقابي أكد بأن هناك عدد من الإيواليات الفاعلة، والتي تحقق مردودية أكثر وتضمن إعادة الثقة إلى العمل النقابي، غير أنه نبه إلى أن هذه المحاولات تطرح أمامها عوائق من القدرة على الاستمرارية ببرنامج مضبوط يوفر شروط الترابط الوثيق بين الطلبة ويحافظ على القاعدة للتنامي.
   وفي فذلكة الأخ عبد الحفيظ ادمينو استعرض بدوره المراحل التاريخية التي ميزت العمل النقابي الطلابي منذ الثلاثينيات، حيث تم تكوين روابط للطلبة المغاربة والمغاربيين في مواقع جامعية سواء في المشرق أو في أوربا، هذا المسار الذي طبعه أيضا الاهتمام بالقضايا الوطنية وعلى رأسها استقلال المغرب، وهو هم قوي تضخم لدى طلبة المغرب على مستوى أولويات النضال وفق مسار حركات التحرر الوطني أولا ثم الداخلي بعد ذلك.
   وأوضح بأن النضال الطلابي صاحبه قمع كبير والزج بالمناضلين في غياهب السجن، فساد الرعب حيال كل عمل نقابي بالساحة الجامعية، وتخلى الطالب عن النقاشات الحقيقية لقضايا وطنية والقضايا الوطنية تخص السياسة الدولية. وبات الطالب منشغلا بالامتحانات والحصول على النتيجة التي لم تعكس حقيقة التكوين الحقيقي ليجد نفسه في النفق المسدود وتنعدم إمكانية الحصول على منصب شغل، وذلك ما ولد استياء من مستقبل التكوين الجامعي المغرب.
   ولقد اعتبر الأخ عبد الحفيظ أنه في مرحلة الاستقلال ساهمت الممارسات السياسية آنذاك في تشكل الوعي النقابي الطلابي على أشكال وقضايا أخرى للعمل النقابي داخل الجامعة وخارجها، حتى سار للعمل النضالي الطلابي تأثير على تشكيلة حكومات ما بعد الاستقلال، وبتنامي فلسفة الحركات التحررية في إطار تقرير المصير الذي تبنته دول المعسكر الشرقي، وتنامي المد الشيوعي بالبلدان المستعمرة، خرج الاتحاد الوطني عن المتوافق عنه جماهيريا، فكان أن تباين الرؤى بين الفصائل الطلابية، شجع الدولة إلى تحكيم المقاربة الأمنية، وتعزز ذلك ببعض الأحداث التاريخية ليسود مناخ تلفيق التهم الانقلابية ضد كل الممارسين للعمل السياسي، واستمر التشنج في تصعيد وتصعيد مضاد من قبل ذوي النزعة الثورية، وفي ظل تصدع وحدة الصف الطلابي زاغت الحركة الطلابية كرد فعل على القمع المخزني بالتخلي عن منهجية العمل النقابي الشريف.
   ذاك ما أورث الواقع الجامعي ظروفا أصعب لازلت تعاني تبعاتها والشارع هو الآخر، كل ذلك كان كافيا لأن يتحول الطالب إلى تلميذ كبير مثقل ببرامج دراسية، ومجبر على فهمها في ظل النقص والخصاص الكبير الذي تشهده الجامعة على كافة المستويات التعليمية، وخاصة في الكليات ذات الاستقطاب المفتوح بكليات الحقوق والعلوم، مما جعل الطالب وخلال سنوات الإجازة يعيش في حلقة مفرغة مع الامتحانات وتنوع وتعدد أشكال المراقبة المستمرة بشكل أفقد للتعليم الجامعي معناه الحقيقي وتحول إلى مستوى من التعليم العادي.
   وذكر المتدخل أدمينو بأن الاتحاد العام كان قد انتبه إلى الخطر المحدق بالجامعة المغربية أيام الترويج للإصلاح المنزل، ولذلك صدرت عن المنظمة عدد من البيانات المنددة بالتخطيط التعليمي العشوائي والارتجالي الذي يقوض ما تبقى من معاني العملية التأطيرية داخل الجامعة المغربية، ولم يجد المتدخل بد من الإشارة إلى ما أفرزه الواقع التعليمي السابق حين ربط الشهادة بالعمل في وقت لم تعرف فيه المناهج التكوينية تجددا يتناسب مع التحولات والمستجدات التي عرفها المحيط الاجتماعي الوطني والدولي، ولدت صدمات كبيرة على نفسيات المتخرجين وأفقدت الثقة في الجامعة كمؤسسة عمومية ووجهت عددا من الآباء إلى تسجيل أبنائهم بالجامعات الغربية والمعاهد الخاصة وصارت الجامعة المغربية في الوقت الراهن لا تضمن شروط التنافس الشريف على المواقع الحساسة للوطن لتزيد من توسيع الهوة بين الطبقات الشعبية، سارت تمثل صورا لتعليم أبناء الفقراء.
    وبعد فتح المجال للنقاش للحاضرين من الطلبة والذين أبدوا وعيا كبيرا بالمشاكل الحقيقية للتعليم الجامعي، وكانت هذه النقاشات نوعا من البوح الصادق للخلل الذي تتخبط فيه الجامعة المغربية كل من موقع داخل كليات الآداب والحقوق والعلوم، ولقد أجمعت أغلب الداخلات على الوضع السيئ للجامعة المغربية، ودعوا إلى ضرورة اعتماد مقاربات شمولية تشرك الطلبة بل تجعله نواة الاقتراح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، هذا وقد أكدت بعض المداخلات إلى أنه بات من الممكن المطالبة بالمحاسبة على تبعات فشل الإصلاح الجامعي. 

  عضـو مكتب الاتحـاد العـام لطلبـة المغـرب الرباط




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات