اللبنانيون بين الأمس واليوم ..
الحادث الذي تناقلته جميع وسائل الإعلام العالميه من لبنان والخاص بقتل الشاب المصري المتهم بقتل أسره لبنانيه والتمثيل بجثته وسحلها وتعريتها وتعليقها علي عامود كهرباء ..
والحادث بإختصار وكما جاء بوكالات الأنباء ..
يبدأ بالعثور علي جثث جد وجده وحفيدين مقتولين في منزلهم في قريه "كترمايا" القريبه من بيروت العاصمه ويتم القبض علي الشاب المصري بتهمه القتل إنتقاما من الأسره التي رفضت تزويجه من إحدي بناتها ..
الي هنا والخبر عادي ثم .. تتسارع وتيره الأحداث عندما تنتقل قوه أمنيه بصحبه الشاب في اليوم التالي لتمثيل الجريمه في مسرح الحدث وهنا يتجمهر الأهالي ويوقفوا سياره الأمن ويخرجوا منها الشاب المصري ويوسعوه ضربا حتي يشارف علي الموت وتنقله قوي الشرطه الي المستشفي في محاوله لإنقاذ حياته ..
ولكن الجماهير الغاضبه تلحق بهم الي المستشفي وتأخذ الشاب الشبه ميت الي الشارع حيث يتم ربطه في سياره وسحله في الشوارع بل ولم تكتفي الجماهير المتعطشه للإنتقام بموته بل يتم تجريد الجثه من ملابسها وتعليقها عاريه مشنوقه علي أحد أعمده الكهرباء ..
هذه الصوره أخذت المرء بعيدا الي وادي الذكريات عن لبنان بلد الجمال بلد وديع الصافي وفيروز لبنان الجبل وبيروت وشارع الحمرا .. لبنان التي كانت حاضره الفن و الثقافه والأدب.. لبنان التي كنا نحلم بزيارتها ونحسد أهلها علي العيش فيها ..
كم كنا نتغني في جلساتنا بالشعب اللبناني وأخلاقياته وأدبياته ولغتهم العربيه المختلطه بكلمات فرنسيه للدلاله علي إجادتهم لغات أخري .. وكم كنا نسعد لرؤيه فرد أو أسره لبنانيه في أحد الأماكن وكنا نحاول التحدث معهم ونطرب لللهجه اللبنانيه المحببه لدينا ..
وادي الذكريات ممتلئ بكل ما هو جميل عن لبنان واللبنانيين .. ممتلئ صورا أو لوحات لبنانيه رائعه رسمها اللبنانيون في مخيلاتنا ولكن ..
مقارنه بين صوره الغوغاء الهمج "السوفاج" باللبناني والتي لو لم تكن مرفقه بالخبر لكنا تصورناها في أي أدغال أخري الا أدغال لبنان ..
أنا هنا لا أدافع أو أبرئ الشاب المصري فأنا لست جهه تحقيق ولكن أنا هنا أدين لبنان كله وأقول ما الذي حدث لكم ..؟
الم يعد لديكم قانون ..؟
الم تعد لديكم سلطه ..؟
الم يعد لديكم قضاء ..؟
الم تعودوا لبنانيون كما خبرنا في السابق ..؟
هذا الفعل البشع الذي لا ترتضيه الأديان ولا الأعراف وهو التمثيل بالجثث لا يجب أن يمر مرور الكرام بعيدا عن الإدانات وبعيدا عن سلطه القانون وبعيدا عن الجميع ..
أقول لكم بينكم وبين أنفسكم أيها اللبنانيون حاكموا أنفسكم وأصلحوا الخلل البين في سلوككم ..
وأخيرا أيها اللبنانيون عودوا كما كنتم صوره وقدوه ومثل يحتذي لكل الناس والا فلنقول علي لبنان السلام …
مجدي المصري
التعليقات (0)