لاعبة جامعة ممفيس الاميركية تحقق نجاحا باهرا،
بيد أنها ليست كغيرها من اللاعبات، إنها بلقيس المسلمة ذات الأصول الهندية، والتي نجحت في إخراس آلاف الأصوات "النشاز" التي طالما نعتتها بالإرهابية في أوائل أيامها وبداية عهدها مع الرياضة.. فماذا نعرف عن بلقيس؟:
"الله يأتي في المقام الأول.. لا أفكر فيما يقوله الناس عن حجابي...... فقط أفكر فيما يرضي ربي، فديني هو مصدر عزتي".
بهذه العبارة عبرت بلقيس عبد القادر، عن فخرها بدينها الإسلامي وحرصها على إتباع تعاليمه التي أوصلتها إلى مصاف النجوم رغم الكثير من العقبات التي يعرفها الجميع في بلاد العم سام.
بلقيس عبد القادر مع الرّئيس أوباما
بلقيس حطمت الرقم القياسي لأعلى نسبة أهداف تسجلها لاعبة بتاريخ مدارس ولاية ماسوشيست الثانوية عندما تجاوزت العام 2009 حاجز الـ3 آلاف نقطة.
ووصلت أصداء نجاحات بلقيس إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي قال عنها خلال حفل الإفطار السنوي الذي أقامه لممثلي الأقلية المسلمة بالبيت الأبيض إنها: "نموذج لفتاة حققت نجاحا كبيرا في مدرستها رغم أن طولها لا يتجاوز 5.5 أقدام.
وهنا داعب أوباما بلقيس طالبا منها الوقوف وهو يقول: "أين هي بلقيس؟، قفي حتى نستطيع النظر اليك.. أريد من الجميع أن يعرفوا أنها ترتدي حذاء ذا كعب عال".
واستطرد أوباما في تقديمه لبلقيس: "إنها أكثر لاعبة كرة سلة تسجل نقاطا في فريق مدرسة ثانوية في تاريخ ولاية ماستشوستس.. بلقيس نموذج رياضي، وتعتبر مصدر إلهام، ليس فقط للفتيات المسلمات، بل لنا جميعا".
ورغم ما قاله أوباما، إلا أن بلقيس تحافظ على تواضعها وبراءتها فتقول: "لم أرد أن أتفاخر أو أتباهى عندما سلطت الأضواء علي بعد مقابلة الرئيس، فالفضل لله أولا، ثم لوالدتي التي علمتني التواضع".
وأضافت: "بالطبع.. ديني يأتي في المقام الأول.. الحجاب لا يمثل عقبة أمامي في ممارسة الرياضة، وكذلك الصيام، لأني لا أفكر فيما يقوله الناس عن حجابي، ولا في الجوع والعطش، ولكن أفكر في ما يرضي ربي، فديني هو مصدر عزتي".
وعبرت بلقيس عن سعادتها بالتعاون الذي يبديه بعض المحيطين بها معها، واحترامهم لطقوسها الدينية، قائلة: "عندما حل رمضان تزامن وقت الإفطار مع الوقت الذي أمارس فيه التدريب في الأيام العادية، ومع ذلك قَّدم المدرب ميعاد التدريب إلى فترة الظهيرة حتى يتسنى لي استكمال صيام اليوم ثم تناول طعام الإفطار في وقته"، وتابعت: "الجميع هنا يدرك في أي شهر نحن نكون، لذا إذا حضر وقت الصلاة فيتم تأجيل ميعاد اللعب أو السماح لي بالمغادرة، وأصدقائي يقرضونني دراجاتهم إذا حضر وقت صلاة الجمعة، لأذهب بإحداها".
ومع ذلك عانت بلقيس كثيرا من فئة أخرى من الشعب الاميركي، ولم يكن الحجاب تجربة سهلةً في حياتها، فقد وجه غطاء الرأس الأنظار نحوها، وترامت إلى أذنيها الكثير من التعليقات الجارحة حول "مفرش المائدة" المستقر على رأسها، أو وصمها بلفظ "إرهابية".
وعن طريقة تعاملها مع ما يوجه إليها من إهانات في الملاعب، ذكر أحد زملاء بلقيس بالفريق لصحيفة بوسطن الأمريكية: "كثيراً ما تسمع البعض يصرخون عليها إرهابية، الأمر الذي يثير جنونها، لكنها لا ترد، ولا أدري كيف تستطيع احتواء هذا الموقف، ولكنها تدعه يمر دون رد.
لكن ردّ بلقيس على من يوجهون لها الإهانات لم يأت شفهياً، بل من خلال إثارة ذهول النقاد بأدائها، وإثبات أنها لاعبة استثنائية ذات مهارات متميزة على أرض الملعب، الأمر الذي يرشحها بقوة لتصبح أول لاعبة مسلمة في تاريخ منافسات القسم الأول للرابطة الوطنية للرياضة الجامعية.
وتخطط بلقيس بأن تصبح جراحة قلب في المستقبل، وتقول: "أتمنى أن أكون ملهمة حقيقية للعديد من الفتيات المسلمات الصغيرات اللاتي يرغبن في لعب كرة السلة، لا شيء مستحيل".
ومقارنة بغيرها فقد نجحت بلقيس في تحقيق التغيير من حولها بعكس اللاعبة العربية الأصل سويسرية الجنسية سرى الشوق التي خسرت قضيتها أمام محكمة ابتدائية، بعدما طعنت بقرار حرمانها من ممارسة نشاط كرة السلة وهي ترتدي الحجاب.
ورفضت المحكمة الجزئية في مقاطعة لوتسرن وسط سويسرا طعنا تقدمت به لاعبة كرة السلة المسلمة سرى الشوق احتجاجا على قرار منعها من ممارسة اللعبة مرتدية الحجاب.
وقالت المحكمة "أن القرار مقبول ولا يمثل قمعا" كما رفضت المحكمة في قرارها المنشور اليوم السماح للاعبة المسلمة ارتداء الحجاب أثناء اللعب حتى البت في القضية بشكل نهائي.
وبررت المحكمة قرارها بأن منع اللاعبة من ارتداء الحجاب أثناء المباريات جاء "امتثالا لتعليمات الاتحاد الدولي لكرة السلة الذي يحظر الرموز الدينية أثناء المباريات حيث يمثل احترام القواعد الدولية قيمة أعلى من اهتمامات اللاعبة الخاصة" حسب البيان.
في المقابل نوه الحكم في سابقة هي الأولى من نوعها إلى أن "الحجاب متنازع عليه بين المسلمين إذ ترى طائفة منهم أنه فرض في حين يرى آخرون انه قرار فردي اختياري".
عن اليورو سبورت العربية
التعليقات (0)