ولدت قضية اللاجئين الفلسطينيين مع ولادة القرار 181 في 29-11-1947 م , و الذي قضى بتقسيم فلسطين التاريخية إلى دولتين عربية و يهودية . وكان قيام دولة اسرائيل التزاما لوعد بلفور , و كذلك فإن التقسيم يعتبر اخلالا من بريطانيا كمستعمرة منح الفلسطينيين استقلالا نهاية الحرب العالمية الأولى , ويعتبر القرار خرق لميثاق الأمم المتحدة في صون وحدة أراضي الدول و الكيانات السياسية . و إذا كان الهدف من القرار كما ادّعى البعض هو الفصل بين الشعبين لصعوبة التعايش بينهما , فإنه أحدث صراعا طويلا , فالفلسطينييون وجدوا أنفسهم مجبرين للدفاع عن أراضيهم , و الصهيونية سعت لتوسيع رقعت عدوانها . مساحة فلسطين الامتدادية 27 مليون دونم , و بلغ عدد سكانها نهاية عام 1946 م : 1,972,000نسمة منهم1,364.000 عربي و 608,000 يهودي معظمهم من المهاجرين الذين دخلوا البلاد بصورة غير شرعية ولا يملكون حق المواطنة , وعند التقسيم حصل اليهود على 55% من الأراضي , بينما حصل العرب على 45% منها , و قسمت فلسطين إلى 8 أجزاء , ثلاثة عربية و ثلاثة يهودية و جيب دولي يضم القدس و محيطها و آخر ضم يافا وما حولها , و هي عربية داخل قلب الدولة اليهودية , وكان يسكن يافا 71,000 عربي , و أقل من 10,000 يهودي .
وضمت الدولة اليهودية 499,000 يهودي و 438,000 عربي , وهنا يتضح لماذا تم ضم جيب يافا للدولة العربية , لأن ضمه للدولة اليهودية سيؤدي إلى أن العرب سيشكلون الغالبية السكانية للدولة اليهودية . لم يستطع القرار أن يوفر لاسرائيل الأساس السكاني ففي معظم مناطقها كان الغالبية للسكان العرب , مثلا النقب الذي ضم للدولة اليهودية كان يسكنه 1020 يهودي فقط بينما كان العرب 103,820 أما الجليل سكانه العرب 86,200 و اليهود 28,750 .
من الناحية الاقتصادية أعطيت أفضل الأراضي لليهود , وهي جميع السهول المنتجة للحبوب و الحمضيات علما بأن 80% من اجمالي قيمة الصادرات الفلسطينية قبل التقسيم كانت من الحمضيات و 40% من الصناعة الفلسطينية و الجزء الأكبرمن الموارد الفلسطينية صارت تابعة للدولة اليهودية . ومع قيام دولة اسرائيل لم تولد دولة فلسطينية بل قضية هي قضية اللاجئين الذين طردوا من أراضيهم .
التعليقات (0)