اللإنسانية في الحضارة الغربية !
منذ خلق الإنسان ووجد على سطح هذه الأرض خلق و معه صفات نبيلة ومميزات أخلاقية ملازمة له - لا يختلف عليها اثان من بني البشر العقلاء - تجعله مختلفا عن من سواه من الكائنات الأخرى ، فهو رحيم بطبعه ودود لغيره عطوف على من سواه معطاء كريم يشعر بآلام من حوله فيرفض الشر المقيت و الأباطيل المزورة و يقبل على الخير بكل أشكاله و أنواعه وينشر المحبة و السلام والوئام لكل شيء من حوله ، يرفض الظلم بشتى صوره ويسعى لنشر العدالة الإنسانية على وجه هذه الأرض هذا هو الإنسان الحق السوي الفطرة ، فنظرة واحدة لعيني الطفل البريئتين تجعلنا نعي ماهية الإنسان وحقيقته الراقية التي تميزه عن الحيوانات و الجمادات و التي تلوثت - أعني الفطرة - مع تعاقب الأزمان وتطور الحياة ،، فما نلاحظه في زماننا هذا من انقلاب واضح في الموازين وعبثية بشعة في المفاهيم و ازدواجية في الحكم على الأمور لهو الشيء الغريب، فما كان حقا في الماضي أصبح باطلا اليوم وما كان جريمة إنسانية يأبها الضمير الإنساني و العقل الرزين أصبح اليوم يتقبلها وقد يتلذذ بها أيضا فبمجرد تغيير اسمها تصبح مقبولة مستساغة لدى الأغلبية الساحقة من البشر !!! فالترف والبذخ أصبح متعة وتسلية و تعذيب الروح أصبح رياضة عالمية يشهدها العالم بأسره ،هكذا غدا العالم اليوم بما سيطرت عليه الحضارة الغربية النتنة و بمؤيديها المغفليين من أبناء العروبة التي تبرأت منهم قبل أن يتبرؤوا هم منها ،،، إنها حضارة الغرب التي ما عادت تستطيع أن تقود العالم بالعدالة الإنسانية التي تحلم بها البشرية على مر العصور ، فلا يموت فقيرجائع إلا بتخمة غني متبطر ولا يرتجف طفل محتاج من البرد إلا بزهو و أناقة سلطان ظالم جائر ، نعم هذا ما جلبته تلك الحضارة ( المزدوجة المعايير) للإنسانية فأناس ماتوا من الجوع وآخرين من قتلتهم التخمة ،، وهذه الحضارة في الحقيقة ما عادت ترعى انتباها لأولئك المعذبين الجوعى من بني البشر في أسقاع الأرض من أفارقة مشردين جياع و آسيويين أنهكتهم الكوارث الطبيعية ،، فبينما تجد الميئات من الأفارقة الذين يموتون يوميا بسبب الجوع والعوز والفاقة تجد مهرجانات الطماطم والبرتقال تقام في أرجاء أوروبا و التي يتقاذف بها هؤلاء اللإنسانيون بعضهم بعضا لمزيد من المتعة السخيفة الرخيصة !! فلا نعمة تصان ولا قلب يشعر بآلام من هم حقيقة من بأمس الحاجة لما يعبث به هؤلاء الغربيون !!
أطفال يموتون جوعا !!
لو كانت هذه الحضارة الغربية التي سيطرت على العالم و قادته عادلة لما وجدنا سوء في توزيع الثروات بهذا الشكل البشع ...
غربيون يستجمون بحمام من عصير الطماطم !!!!
أما هؤلاء فيلعبون ويعبثون !!!
أليس من العدالة أن تمنح هذه الطماطم للجوعى الأفارقة بدلا من دهسها !!!!!!!!!!!
و هذه الآلاف المؤلفة من حبات البرتقال هل خلقت لتدسها الأقدام !!!!!!!
هذا ما جاءت به الحضارة الغربية للإنسانية !!! آلاف الأنفس تزهق يوميا من الجوع والعطش و هذا العالم المتحضر يعبث هذه العبثية الرعناء الغير مسؤولة بالموارد الطبيعية التي خلقت لخدمة الإنسان وسد جوعه وحاجته و عوزه !!!!
ــــــــــــــــــــ
في أسبانيا تلك البلاد التي طالما استمتعنا بجوها الجميل وخضرتها الخلابة كانت تقام تلك المباريات الحماسية بين الثيران لإمتاعنا و إطفاء مزيد من البهجة والأنس على أمزجتنا التافهة !! كيف كنا نستطيع الاستمتاع برؤية حيوان يعذب من أجل أن نبتهج قليلا !! أي إنسانية هذه التي يتشدقون بها !! يرعون الكلاب النجسة ولا يقبلون أن تؤذى مشاعرها و يدللونها تدليلا فائقا بالمقابل نرى العالم كله - إلا من رحم ربي - يستمتع بطعن هذه الثيران بطريقة وحشية همجية !!! فأي ازدواجية بشعة غير منطقية تدعوا له تلك الحضارة الغربية !!!
أي متعة هذه التي تبيح تعذيب روح الحيوانات !
قمة الوحشية !!!
في المقابل !!
مجموعة كلاب مترفة أكثر من بعض البشر!!!
كلبة مدللة !!!
كيف لنا أن نثق بهذه الحضارة وهي تكيل بمكيالين تقول الرأفة بالحيوان والرحمة به فتدلل الكلاب وتعذب الثيران !!! تقول العدالة والسلام والتسوية وهي تسمح للترسانات و الدبابات الإسرائيلة بسحق الأنفس البشرية في المقابل تسمي الفلسطينيين إرهابيين لأنهم يدافعون عن أرضهم !!! تقول نحن سنقود العالم بالعدل وحسن توزيع الثروات ومازال هنالك من يموت جوعا وبردا في المقابل من يموت لهوا ولعبا !!! كيف لنا أن نسِمَ هذه الحضارة بالرقي والتقدم وهي تستند على الأهواء الفارغة واللإنسانية البشعة فلا مرجعية روحية ثابتة يخضع لها جميع الشعوب و يخضع لها الحاكم قبل المواطن البسيط !!! فعندما نقول العدالة للإنسانية أي أننا نمنع زهق أي روح كانت في أي مكان كان ، وعندما نقول الرأفة بالحيوانات نرفض أن يعذب أي حيوان من الحيوانات و لأي سبب كان ( فضلا عن هذا تعذيب البشر في المعتقلات الذي هو صناعة غربية محضة ) ، وعندما نقول حسن توزيع الثروات البشرية نعني القضاء على المجاعات في العالم بأسره ولا نركزها فقط في مكان واحد حتى يضيق أصحاب هذا المكان ذرعا بها فيتقاذفونها كما في الصور أعلاه !! هذه هي العدالة التي نحلم أن يأتي من يطبقها على البشرية جمعاء يوما ما ، أما حضارة الغرب المتراجعة المتقهقرة فهيهات هيهات أن نثق بها ، فقد أثبتت فشلها بأن تقود العالم بالعدل الإنساني ، فما رأت الإنسانية على مر العصور من قهر وظلم و قلب للموازين كما رأته في عصرنا بقيادة تلك الحضارة المزعومة ..
أطيب المنى ..
التعليقات (0)