مواضيع اليوم

الكَلِمَةُ الطيِّبةُ والشجَرَةُ الطيِّبة.. والاطروحةُ الجَديدة.

محمد جابر

2019-04-13 16:27:25

0

الكَلِمَةُ الطيِّبةُ والشجَرَةُ الطيِّبة.. والاطروحةُ الجَديدة.
بقلم: محمد جابر
بين أيدينا أطروحة جديدة تُفسِّر بأنَّ الشجرة الطيِّبة هي محمدٌ وآل بيت النبوة طرحها الأستاذ الصرخي تناول فيها التفسيرات الأخرى مُسجلا عليها إشكالات علمية جديدة لم تُطرق قبلُ، و لا يُمكن ردُّها، أثبت من خلالها إستحالة تفسير الشجرة الطيبة بغير محمدٍ وال بيت العصمة، ومما يُميِّز هذه الاطروحة ويكشف عن قوتها ومتانتها أنَّ الأدلة التي طُرِحَت فيها قد أغلقت الأبواب أمام كل مَنْ يُحاول أنْ يصرف التفسير عن محمد وآله أئمة الحق، لأنَّ الأدلة المطروحة هي أدلةٌ علميةٌ عقليةٌ وجدانيةٌ حِسيَّةٌ يُدركها الجميع على اختلاف مستوياتهم الذهنية وانتماءاتهم الدينية والمذهبية، و بذلك قد قطعت الطريق أيضًا على مَنْ يريد أنْ يدخلها في دائرة (قلنا وقلتم) أو (قوي السند وضعيف السند) أو ( ذكرته كتبكم ولم تذكره كتبنا) أو نحوها من الحجج والمبررات التي قد تكون تبعيتها الدينية أو المذهبية حاجزًا عن تقبُّل الحقيقة.
وهذا نصُّ ما جاء في أطروحة المُحقق الصرخي في المحاضرة السابعة من بحثه( الدولة المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول):
ثاني عشر: الكلمة الطيبة
قال سبحانه وتعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ (إذن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة، هذه الكلمة الطيبة التي هي كالشجرة الطيبة وهذه الشجرة أصلهما ثابت وفرعهما في السماء، إذن الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، والشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، والصفة الأخرى أنّ هذه الشجرة أو الكلمة تؤتي أكلها كل حين) أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27))، 
أقول:
تفسير الجلالين: «ألم تر» تنظر «كيف ضرب الله مثلًا» ويبدل منه «كلمة طيبة» أي لا إله إلّا الله «كشجرة طيبة» هي النخلة.
التفسير الميسر: ألم تعلم -أيّها الرسول- كيف ضرب الله مثلًا لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) بشجرة عظيمة، وهي النخلة، أصلها متمكن في الأرض، وأعلاها مرتفع علوًّا نحو السماء؟
تفسير ابن كثير: عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " مَثَلًا كَلِمَة طَيِّبَة " شَهَادَة أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه " كَشَجَرَةٍ طَيِّبَة" وَهُوَ الْمُؤْمِن " أَصْلُهَا ثَابِت " يَقُول لَا إِلَه إِلَّا اللَّه فِي قَلْب الْمُؤْمِن " وَفَرْعهَا فِي السَّمَاء " يَقُول يُرْفَع بِهَا عَمَل الْمُؤْمِن إِلَى السَّمَاء. ... وَعَنْ اِبْن عَبَّاس كَشَجَرَةٍ طَيِّبَة قَالَ هِيَ شَجَرَة فِي الْجَنَّة. وَقَوْله " تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ " قِيلَ غُدْوَةً وَعَشِيًّا وَقِيلَ كُلَّ شَهْرٍ وَقِيلَ كُلَّ شَهْرَيْنِ وَقِيلَ كُلَّ سِتَّةِ أَشْهُرٍ وَقِيلَ كُلّ سَبْعَة أَشْهُرٍ وَقِيلَ كُلّ سَنَة وَالظَّاهِر مِنْ السِّيَاق أَنَّ الْمُؤْمِن مَثَله كَمَثَلِ شَجَرَة لَا يَزَالُ يُوجَد مِنْهَا ثَمَر فِي كُلّ وَقْت مِنْ صَيْف أَوْ شِتَاء أَوْ لَيْل أَوْ نَهَار كَذَلِكَ الْمُؤْمِن لَا يَزَال يُرْفَعُ لَهُ عَمَل صَالِح آنَاء اللَّيْل وَأَطْرَاف النَّهَار فِي كُلّ وَقْت وَحِين " بِإِذْنِ رَبّهَا " أَيْ كَامِلًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا".
هنا كلام:
الشجرة تُعطي ثمرة، مَن المستفيد من الثمرة؟ الإنسان والحيوان، فالشجرة لا تأكل الثمرة، فالتأويل الذي طرحه ابن كثير غير تام؛ تشبيه عمل المؤمن بثمرة الشجرة غير تام، لأنّ الشجرة تُعطي وتمنح الثمرة للآخرين والعمل الصالح للإنسان ترجع فائدته ومصلحته للإنسان، للعامل، للشخص.
ذكروا عدّة معاني للشجرة الطيبة منها: النخلة، جوز الهند، كل شجرة تثمر وتعطي ثمرا طيبًا، شجرة في الجنة، قلب المؤمن، المؤمن، كما ذكروا عدّة معاني للكلمة الطيبة منها: الكلمة الحسنة، الطاعة والعبادة لله، الشكر والثناء لله، لا إله إلّا الله، القرآن، الإيمان، ونضيف لذلك معاني محتملة أخرى وللمتلقي الحرية والاختيار في القبول أو عدمه دون تكفير أو إباحة دم أو عرض أو مال.
كيف تُؤتي الشجرة أُكلها كل حين؟ وهل يوجد على وجه الأرض شجرة تُعطي ثمارها في كل الفصول والشهور والأيام والساعات بل والدقائق واللحظات وكل الأزمان وفي كل بلد ومكان؟!!
بالتأكيد لا يوجد وإن وجدت شجرة وافترضت فأين هي؟ وأين ثمرها وأُكلها التي تعطيه كل حين؟ وإذا وجدت فما هي؟ وأين هي فلا يوجد مكان وبلد في الأرض إلّا وهو فاقد لأشجار مثمرة توجد في غيره من بلدان، فكيف تؤتي أُكلها للجميع حتى لسكنة البلدان الآخر وفي كل حين ولجميع الطالبين؟.
قوله تعالى " وفرعها في السماء" يمكن أن يكون إشارة إلى أنّ ثمارها وأوكلها ظاهر للعيان وفي متناول أيّ إنسان وفي أيّ وقت ومكان، فما هي؟ وأين هي؟
ظاهر المعنى أنّ الشجرة تُعطي ثمارها للآخرين، وليس لنفسها فهي خير وبركة وعطاء لمن يقصدها ويطلب ويأخذ منها، ومن الواضح أنّ المعاني المحتملة للكلمة الطيبة موجودة لكن لا يمكن تصور إتيانها للأُكل بالكيفية التي ذكرناها بل واقع الحال يثبت خلاف ذلك؛ من حيث استغلالها في التسلط والظلم والقبح والفساد، والقتل وسفك الدماء، كما فعلها أهل النفاق والزندقة فادّعوا الإسلام ورفعوا كلمة " لا إله إلّا الله" شعار الإسلام فتسلطوا بها على رقاب المسلمين والمستضعفين فأوقعوا فيهم أقصى وأقسى أنواع الظلم والفساد والإفساد فصارت وبالًا ونقمة على الناس.
ولا نتصور أنّ ذلك يندفع بادعاء أنّ أيّ إنسان مؤمن يمكن أن يتحمّل ويحمل الثمار ويُعطي الثمار والأكل الطيب لكن بنظرة فاحصة إلى عموم المؤمنين فإننا نجد ونتيقن أنّ المؤمن منهم لا سعة ولا شمولية ولا دوام لقوله وكلمته وإيمانه لا في حياته ولا بعد ماته، فلا يمكن أن يتحقق به ومنه وجود الشجرة والكلمة الطيبة بالمواصفات الإلهية القرآنية التي تكون فيها خيرًا ورحمة للعالمين جميعًا تؤتي أُكلها كل حين. ( يعني ربما شخص يأتي بإشكال ويقول يمكن أن يتحمل المؤمن كما قال ابن كثير المؤمن والعمل، وقلنا كيف مؤمن وتجعل الشجرة كي يرفع العمل الصالح، الآن نريد ثمار للناس للعباد للآخرين، إذن نسلم بهذا فنحتاج ثمار للآخرين الآن من الذي يتحمل؟ نقول على أطروحة ابن كثير يقول الشجرة هي المؤمن، قبل قليل اختلفنا مع ابن كثير بأنّ الأعمال تصعد وترتفع، الآن خير يصدر من المؤمن من هذه الشجرة إلى الناس، يستفيد منه الناس، خير يكون في متناول أيدي الناس، في كل زمان وفي كل مكان، هل يمكن أن نتصور هذا ؟ نقول بنظرة فاحصة إلى عموم المؤمنين فإننا نتيقن بأنّه لا يوجد شخص يتحمل هذه المسؤولية ويؤدي هذه الأمانة بالمواصفات الإلهية القرآنية التي تكون التي تكون فيها خيرا ورحمة للعالمين جميعا تؤتي أكُلها كل حين)
إذن وجود وتحقيق الإخبار والوعد والقانون الإلهي لا يمكن تصوره إلّا في إنسان مؤمن مُخلِص ومُخلَص ومسدد ومؤيد من الله تعالى، وهذا المعنى ينطبق ويتجسّد بالرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وفي قلبه الشريف وكلمته المقدّسة التي فيها الأُكل والخير والرحمة للعالمين وفي كل حين، ويكتمل القانون والوعد الإلهي بالامتداد الشرعي التكويني للنبوة الرسالية الإلهية، فيأتي دور الخلافة والإمامة والخلفاء الموعودين الاثني عشر وخاتمهم المهدي من ذرية إبراهيم وولد فاطمة بضعة الرسول عليهم الصلاة والتسليم، قال الله تعالى: " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين... رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ". سورة البقرة.
تفسير العياشي، عن الإمام الصادق عليه السلام، قال في قوله تعالى " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ": هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ( هذا احتمال يضاف للاحتمالات التي ذكرت في كتب التفسير من شاء فليأخذ به ومن شاء فليرفضه، هذا الخيار له لكن قلنا دون تكفير ودون اعتداء، دون سفك دماء، دون هتك أعراض، دون سلب ونهب الثروات والممتلكات) ولمن عاداهم هو مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار".
الكافي، عنه أنّه سُئل عن الشجرة فقال عليه السلام: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصلها، وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها، والأئمّة ذريتهما أغصانها، وعلم الأئمة ثمرتها. ( لاحظ هذا هو الصفاء، وهذا هو النقاء، هذا هو المنبع، هذا هو الأصل، هذه هي المعاني الإلهية، هذه هي النعمة الإلهية بولاية أهل البيت سلام الله عليهم والتشرف بما ورد عن أهل البيت سلام الله عليهم، إذن الثمرة هي العلم، الثمار هي العلوم، هي الفتوى، هي الأحكام، هي الإرشادات، هي التعاليم، هي الكلمات التي تصدر عن النبي وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام)
ج- تفسير القمي، عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سالته عن قول الله " تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها " قال: يعني بذلك ما يفتون به الأئمّةُ شيعتهم من الحلال والحرام.
للاطلاع على المزيد من خلال الرابط الآتي:
https://www.facebook.com/watch/?v=323634074965636




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !