الكيان الصهيوني والكيانات العربية

الكيان الصهيوني والكيانات العربية

هذا المقال هو استمرار لا مناص منه لمقالنا السابق (أم المؤمنين ريحانة بنت شمعون).. فبعد ان أجاز المعلق ابراهيم اليثربي الابادة الجماعية وعمليات التطهير العرقي ليهود يثرب، وشرعن عملية تهجيرهم واقتلاعهم من ارضهم بعد ان كانوا مجتمعا راسخا مستقرا ضاربا في الارض والتاريخ.. وبعد ان بات المعلق السعودي سني يهدد بالقتل كل من خالفه الرأي.. كان لا بد من حسم مسألة الكيانات الشرعية وغير الشرعية هذه التي تنتشر في الادبيات العربية انتشار النار في الهشيم فيما يختص بدولة اسرائيل او (الكيان الصهيوني) حسبما يتخرصون..

لسنا هواة مقارعات ومناطحات ومنافحات وسجالات ومهاترات عقيمة جل ما يمكن ان تحققه هو تفريغ شحنات.. نحن هنا لحوار هادئ لكن ايضا صريح ولاذع في بعض الاحيان فالمجاملات لا تجدي نفعا في مثل هذه المسائل الشائكة..

الكيان الصهيوني والكيان المحمدي

طيب فهمنا انه الكيان الصهيوني غير شرعي وهو كيان غاصب.. الى نهاية الترنيمة.. طيب ماذا عن العرب الذين لم يقتلوا عنزة طوال تاريخهم.. بنو اسرائيل نزلوا يثرب قبل العرب بقرون. هذه حقيقة وليست رواية شعبية عاطفية مشكوك في مصداقيتها.. كانت ارض الله واسعة وخالية يومها ومن نزل ارضا واستوطنها امتلكها.. الجزيرة العربية لم تكن عربية في تلك الازمان بل عرب عاربة ومستعربة وضالة وشاربة وشاردة وبائدة وسائبة وهائمة وسائمة.. وحرب الشمال والجنوب الرهيبة.. عفوا حروب الردة.. خير شاهد بان العرب كانوا اعراقا واثنيات وقبائل انضوت فيما بعد تحت لواء الاسلام راغبة او كارهة.. فر محمد من رمضاء مكة واستجار عند اخواله بنار عبد الله بن ابي بن سلول الذي نازع محمد الملك طيلة حياته محاولا استرداد ملكه السليب الذي ضاع مع قدوم محمد واقسم اكثر من مرة اذا رجع الى يثرب ليخرجن منها الاعز الاذل.. والمستجير كما الدخيل لا يمكن ان يصبح صاحب الدار واصل البلد.. ساعد بنو هاشم محمد ومعهم نفر من مهجري مكة واخواله في يثرب على التمكين في ارض يثرب قبل ان يقلب ظهر المجن لاهلها وسكانها الاصليين ويصبح ملكا لا يرد له امر.. طيب الصهاينة قدموا الى فلسطين ارض اسرائيل ضيوفا عند (اخوالهم) بني يهود الذين بقوا في ارضهم وتم لهم التمكين في الارض واقاموا سيادة وملكا حتى صار لا يشق لهم غبار.. محمد عاد الى مكة وقضى على حكم بني أمية وضم مكة الى ملكه ثم واصل الى البقية الباقية مدينة مدينة قرية قرية قبيلة قبيلة دار دار زنقة زنقة حتى انضوت الجزيرة كلها تحت امرته.. الصهاينة قاموا بعمليات تطهير عرقي في فلسطين.. طيب ماشي.. ومحمد قام بتطهير اليهود عرقيا.. لكنه عفا عن (المشركين) في مكة لاسباب (عرقية) ايضا قائلا لهم اذهبوا فانتم الطلقاء.. وتجاوز عن عبدالله بن ابي ابن سلول الذي فعل به الافاعيل وشكل معارضة مسعورة فهو ليس يهوديا والعياذ بالله..

وماذا عن باقي الكيانات العربية... هل احتل العرب شمال افريقيا لانها ارض الميعاد... طيب الصهاينة لهم تاريح واهل وذكريات وحنين واجداد ووعد الهي وانبياء ومقدس ومقدسات في ارض اسرائيل فلسطين... فهل ينطبق هذا على علاقة العرب بالبلدان التي وقعت تحت احتلالهم... وهل تنفع المساحيق وعمليات الترقيع والتجميل والفبركة من قبيل ان محمد اسرى الى بيت المقدس اليهودي او الاصول المشتركة للعرب والامازيغ او قرابة الدم بين العرب والمصريين او غسيل الدماغ بشأن الاصول العربية الحجازية واليمنية لكل شعوب الارض وان ادم الاول مسلم واللغة العربية ام اللغات والانبياء مسلمين ولا تنتهي الحكاية بالنقاء العرقي لملوك المغرب والاردن بل ان نصف ما يتسمى اليوم بالعالم العربي يتشرف بكونه ينحدر سلاليا من بيت محمد !! اصبحت علاقة اليهود بارض اسرائيل مزاعم واساطير مؤسسة لكيان غاصب فيما الكيانات العربية التي تمتد اليوم على اكثر من عشرين دولة كلها يعني كيانات شرعية لا تشوبها شائبة... فالعرب سكان جيبوتي الاصليين اليس كذلك....

يقول المعلق ابراهيم اليثربي على مقالنا المذكور : وكانوا (اليهود يعني) في نفس الوقت يستبطنون الرغبة الشديدة في ابادة العرب فكانوا يقولون لهم يخرج نبي نتبعه ونقتلكم قتل ارم وعاد اي ان المسألة مسألة وقت في انتظار قائد يسيرون خلفه لتبدأ بعد ذلك عملية ابادة الغوييم !!
في ايحاء من المعلق الذكي بان حرب محمد على اليهود انما هي حرب استباقية لدرء الخطر المحدق.. طيب المسلمين يتوعدون اليهود جميعا بالابادة استنادا الى حديث الشجر والحجر، هل نبيد المسلمين ونطهرهم عرقيا استباقا للمحرقة الموعودة ودرءا للخطر ....

والفلسطينيون مغسولي الدماغ اقنعهم الامويون بانهم عرب من سلالات عربية نقية.. طيب ما علينا، المشارقة والمغاربة بكل اعراقهم وجنسياتهم يتسمون عربا وينضوون بذلك تحت يافطة لسانية ودينية وثقافية واحدة مع الاخذ بالاعتبار بان جل هذه الشعوب ليست عربية الاصول... لكن في موضوع جماعتنا الفلسطينيين صار الامر مستعصيا.. وكما قال لي احد الاسرائيليين ذات مرة عندما كنا نتحاور حول موضوع المفاوضات، قال عجيب امر الفلسطينيين.. عندما نتفاوض معهم نحتار في امرهم.. في اليوم الاول يقولون انهم مسلمين يدافعون عن المقدسات ويريدون تحرير الاقصى.. وفي اليوم التالي يفطنون بانهم عربا يدافعون عن عروبة فلسطين.. ثم ما يلبثوا في اليوم الثالث ان يتنبهون بانهم فلسطينيين من سلالات كنعانية فيتحدثون عن الارض والانسان.. اصبح لزاما علينا نحن الاسرائيليين ان نشكل ثلاثة طواقم مفاوضات جاهزة لكل طارئ فلسطيني !

لعمري كدت انسى الكيان الهاشمي في الاردن ومن اين يستمد شرعيته.. علما ان ضفتي نهر الاردن كانتا دائما وطنا طبيعيا للاسرائيليين والشعوب الكنعانية الفلسطينية.. ظل هذا الوضع قائما الاف السنين الى ان من الله علينا بسلالة هاشمية شريفة النسب ومشهود لها بنقاء العرق النبوي... وهذا طبعا كافي لمسح كل التاريخ السابق ونقطة سطر جديد... لماذا لا يطالب الفلسطينيون باسترداد وطنهم شرقي نهر الاردن... هل يخافون من جنود البادية بعد معركة ايلول الاسود ... هل هم ابطال فقط على الاسرائيليين... هل سمعنا فلسطينيا واحدا يعترض على اعلان ضم الضفة الغربية الى الملك الهاشمي عام 1949.. وبني هاشم هم الذين اطلقوا اسم الضفة الغربية تمهيدا لسلخها عن فلسطين وضمها الى الهاشميين... عندما دخلت اسرائيل اراضي الضفة الغربية عام 67 وطردت الجيش الاردني الم تقدم خدمة جليلة للفلسطينيين على الاقل بتجدد الامل حيال موافقة اسرائيل من حيث المبدأ وعلى المستوى الشعبي بشراكة المصير والارض بين الاسرائيليين والفلسطينيين...

يا ويلي كدت انسى ايضا الكيان الاموي في السودان... عندما فر الامويون من جحيم الهولوكوست العباسي لم يعودوا طبعا الى وطنهم الجزيرة العربية لان خيول العباسيين كانت تجوب الارض عطشى لدماء الامويين... كانت خيول من نجا من الامويين تسابق الريح الى السودان والشمال الافريقي والاندلس... متى سيعود هؤلاء اللاجئون الى ديارهم السليبة في الجزيرة العربية... وهل يا ترى سيستقبلهم اخونا السعودي سني بالورود والزغاريد .....