الكويت الحكمة أولى من الجمعية
تنظر المحكمة الإدارية بالكويت قضية مرفوعة ضد جمعية الإصلاح الاجتماعي, مٌقيم الدعوى "المحامي الذي رفع الدعوى ضد الجمعية " يطالب بحلها وتصفية أملاكها بحجة ممارسة الجميعة للسياسية دون غطاء قانوني ودستوري ، قضية وقصة الجمعية شأن كويتي داخلي لا دخل لي به , الجميعة هي الإطار الرسمي غير المعلن للإخوان المسلمين بالكويت ويشهد على ذلك تاريخ طويل من العمل السري والوثائق والمذكرات " من بينها كتاب زمن الصحوة " لكن ما شد أنتباهي هو النفس الكويتي المنسجم مع الحرية الذي لا يقبل المساس بالاخر مهما بلغت درجة الإختلاف , ففي التاريخ وقفت جميعة الإصلاح مع السلطة مؤيدة عندما حلت نادي الإستقلال القومي اليساري بعد حل البرلمان عام 1976م , وغير ذلك من السلوكيات المنافية للديموقراطية والحرية ومع ذلك تقف النخب الكويتية الفكرية ضد القضية قضية الحل الاخيرة فالنخب لم تستدعي التاريخ ولم تصطاد في الماء العكر , فهمها البقاء على روح الديموقراطية وتقويم المخطيء والإحتكام للقانون الذي هو فوق الجميع ..
عن الجمعية صدرت تصريحات متشنجة توصم الآخرين بالعلمانية والليبرالية وتشق صف الشارع الكويتي الذي أعتاد على التعايش والتعددية ولم يعرف التمييز والعنصرية العرقية أو الفكرية , علماً بأن من اقطاب الجميعة ومناصريها من فرح بتونس التي خطت خطوة موفقة في طريق الإستقرار السياسي بعد توافق القوى على دستور مدني يضع الأمور في نصابها الصحيح , فرح يناقض ردود أفعال من تشنج , فالقضاء الكويتي يحكم بعدالة وإستقلالية وبلا أدلجة أو تحزب وتلك ميزة كويتية خالصة اسهمت في ضبط الشارع السياسي المتحرك والمنسجم مع التطلعات الشعبية والدستور الوطني ...
القضية منظورة أمام المحكمة والكويت نموذج العرب والخليج ديموقراطياً لا ينقصها ظهور اصوات نشاز تصرخ عندما يقترب منها القضاء وتفرح عندما يبتعد عنها مشرط الجراح الباحث عن مرض ليستاصلة , الحوار والإحتكام للقانون سمه الشعوب الحٌرة وكما عهدنا على شعب الكويت فإن الحكم بإستمرار الجمعية أو بحلها لن يؤثر على النسيج الفكري والشعبي في بلد يتميز بتجربة ديموقراطية غير مسبوقة فكما أن التجربة بحاجة لتحديث هي بحاجة لهدوء وعقلانية لتستمر وتتطور بما يتلائم مع تطلعات شعب يبهر العالم بحراكه وفنة وتراثة وإسهاماتة الإنسانية فتاريخ الشعب الكويتي يخبر العالم بأحكام تم أحترامها لان القانون لا يعمل الإ في بيئة تحترمه ويحترمها ...
التعليقات (0)