تعتزم الهيئة العامة للاستثمار في الكويت استثمار ما قيمته 5 مليارات دولار بشكل مباشر في قطاع أصول البنى التحتية خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، ستكون معظمها في بريطانيا، في تكرار لخطوة مماثلة من قطر، وذلك في إطار سعي الصندوق السيادي للكويت لتعزيز العائدات وسط بيئة تتسم فيها أسعار الفائدة بالانخفاض الشديد.
أشارت تقديرات حديثة عن الهيئة العامة للاستثمار الكويتي أن الصندوق السيادي للكويت يدير أصولا قوامها 400 مليار دولار، باستثمارات تشمل مختلف أنواع الأصول والبلدان في العالم. وترى الهيئة أنها على قدم المساواة مع صناديق سيادية أخرى كصندوق النرويج السيادي وهيئة أبوظبي للاستثمار، بحيث تمتاز بأنها أكثر تحفظا وتحوطا من بعض الصناديق السيادية الأخرى المنافسة في الشرق الأوسط وآسيا، وفقا لصحيفة "القبس" الكويتية.
وأوضح بدر السعد، العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار، خلال عشية الاحتفال بذكرى مرور 60 عاما على إنشاء مكتب الاستثمار، الذي أقيم في مبنى غيلدهول في لندن الجمعة الماضي، "أن بيئة البنى التحتية في لندن واحدة من الأفضل على مستوى العالم. أي مستثمر في قطاع البنى التحتية حتما سيفضل التواجد في بيئة تنظيمية تتميز بالاستقرار، واجتازت اختبار الزمن، وتتسم بالشفافية".
ويأتي هذا التعهّد، الذي يسلط الضوء على النظرة الإيجابية لظروف وبيئة الاستثمار في بريطانيا، بعد أسابيع قليلة فقط على عرض استحواذ فاشل بقيمة 5.3 مليارات جنيه استرليني لشركة مرافق المياه البريطانية سيفيرن ترينت، قدمته كل من الهيئة العامة للاستثمار وشريكاتها "بوريلس أوف كندا" وصندوق المعاشات التقاعدية للجامعات في بريطانيا.
الشركة البريطانية لمرافق المياه، التي رفض مجلس إدارتها العروض الثلاثة التي قدمها الكونسورتيوم بحجة أن العروض لم تقيّم الشركة بشكل صحيح، تتلاءم مع طبيعة الأصول التي يتطلع إليها صندوق الكويت السيادي لجهة كونها قائمة وتخضع لتنظيم عالٍ، اضافة الى أنها مشروع مدر للأرباح، وفق ما أفاد به السعد، في تصريح لفايننشال تايمز في أول لقاء له مع صحيفة أجنبية.
ويضيف قائلا في هذا الصدد "نحن نتطلع إلى مشاريع قابلة للتطوير بسبب ما تدرّه من تدفق نقدي وبهدف تنويع محفظتنا الاستثمارية كوننا لا نعتقد بإمكانية تحقيق أرباح من أصول الدخل الثابت بسبب أسعار الفائدة الصفرية. التطوير مجال مختلف، نحن لسنا مطورين ولكننا مزودون لرأس المال بعيد المدى".
من جهة أخرى، شارك الصندوق السيادي للكويت في أكبر ثلاثة اكتتابات أولية في آسيا في السنوات الأخيرة، حيث اشترى حصصا كبيرة في البنك الصناعي التجاري الصيني وبنك الزراعة الصيني، اضافة الى شركة "ايه آي ايه" ومقرها هونغ كونغ. كما تعتبر الهيئة مستثمرا رئيسيا في الملكية الخاصة، وتخصص عادة ما بين 300 مليون – 500 مليون دولار لكل صندوق من الصناديق الكبيرة. كما اشترت أيضا حصصا في الشركات نفسها، ومنها "تي بي جي كابيتال" ومقرها الولايات المتحدة وبروفيدانس" والمجموعة البريطانية "سي في سي كابيتال بارتنرز".
التعليقات (0)