الكوميديا السعودية
لا شك بأن هناك أزمة يعاني منها الوسط الفني خصوصاً الكوميديا والدراما، ذلك النوعين من الفنون المرئية ينشطان في موسم رمضان واظن أن لسوق الإنتاج دورُ في ذلك فقد تحول لمايشبه سوق المقاولات ومشاريع التعمير، فالقناة تدفع مبالغ مالية للمنتج مقابل إنتاج عمل فني يُعرض برمضان وإن كان ذلك العمل ليس بجيداً من الناحية الفنية المهم أن يتم العرض، قد يقول قائل لماذا في رمضان؟ سؤال وجيه وبعيداً عن نظرية المؤامرة فالواقع يقول أن الأُسر تجتمع لمشاهدة الأعمال في ذلك الشهر نظراً لقلة الارتباطات الاجتماعية وكنوع من التسلية بعد صيام يوم كامل! وبعيداً عن صواب تلك الحالة وخطأها وايجابيتها من ناحية اجتماعية و تربوية دقيقة يبقى العنوان الابرز من المسؤول عن رداءة تلك الأعمال وماهي الحلول وإلى متى يستمر ذلك التهريج وعرض الأجساد بطريقةٍ غير مباشرة.
الكوميديا المحلية يغلب عليها طابع الشللية وهذه خصوصية سعودية لم تنتهي بعد واظنها ستستمر خصوصًا وأن غالبية المنخرطين في ذلك النوع من الفنون هم في الأساس كانوا يمارسون هرطقاتهم في اليوتيوب وفي الكيك وحالياً في التيك توك وما ادراك ما التيك توك!
وظيفة الممثل اضحاك الجمهور هكذا قيل ويُقال لكن الكوميديا المحلية تجاوزت الضحك أو نسيته ونحت منحى الخِبال والهِبال وهذه ليست سقطة بل كارثة فنية لها عواقبها المجتمعية فالجيل الحالي الخالي من قيم السابقين يجد نفسه مُحاطاً بالسوشل ميديا والانفتاح و سيتداول ذلك الخبال والهِبال على أنه فن وامرُ عادي وسيعيش عليه مثلما تعايش وتداول كلمة حبتين؟
لدينا أزمة إنتاج وازمة أعمال وازمة شخصيات وازمة نقد تلك الأزمات انتجت ما نشاهده من سقطات فبين الفن وبين تلك الأعمال الرمضانية الكوميدية بونُ شاسع فالضرر أكبر من التسلية ...
التعليقات (0)