مواضيع اليوم

الكوميديا الريفية ـ موروثات صيد الطيور والحيوانات اللاحمة ـ القسم الاول

عوني قاسم

2012-06-05 12:38:04

0

بعد ذهاب الشتاء وارتفاع حرارة ألأرض وبعد الشهر الخامس تبدأ مرحلة جديدة من العمل وهي العمل بالمحاصيل الصيفية كزراعتها وألإعتناء بها وحراستها ( نطارتها ) وعند نطارة المقاثي وحقول الذرة البيضاء ومزارع البندورة وعموم المحاصيل الصيفية والتي تزرع في السهول وعادة لا يكون في السهول أشجار يستظل بظلها فتعم عريشة من حزم الحطب تركز إلى بعضها على شكل مخروط ويكون بداخلها فراغ يحتمي به النواطير من حر الشمس ويضعون به وعاء الماء لبقى باردا وتسمى هذه العريشة ( الخص ) اما في كروم التين والعنب وألأشجار المثمرة والتي تزرع في سفوح الجبال والتلال على شكل ( قطائن ) أي مدرجات تشكل حسب ميل ألأرض فيتم جمع الحجارة من ألأرض وتبنى على شكل أسطواني مرتفعة عن ألأرض ويصعد إليها بدرجات تشكل ضمن جسم البناء وتسهل وتسوى من ألأعلى وتفرش بالقش او التراب وينصب في اعلاها خيمة او توضع ركائز من سيقان الشجر يسقف سطحها بالقش وأغصان الشجر وتكون مفتوحة من جميع جوانبها ليسهل على الناطور رؤية المزرعة من جميع الجهات فيستظل بها الناطور وقد يأخذ فراشا بسيطا ينام عليه في الليل ويكون معه جرة ماء وابريق للوضوء وطعامه ويطلقون على هذا البناء إسم ( منطرة ) حيث يراقب الناطور منها بسبب ارتفاعها وموقعها جميع ما يدخل إلى ألأرض وبألإضافة لأستعمالها كمركز مراقبة للأرض فإنها ساعدت في تنظيف ألأرض من الحجارة وتجميعها في مكان واحد لا يمكن فلاحته وعادة يوزع عددا من الفزاعات في المقاثي ومزارع البطيخ لإبعاد الطيور التي تتلف المحصول وخاصة القبرة ( الزرعية ) والحجل والطيور البرية ألأخرى ويتسلى الناطور عادة بصيد الطيور والعصافير فيستعمل أنواعا مختلفة من المصائد والفخاخ وألأشراك ( الوهق ) والدارج ان يتم الصيد بواسطة الفخاخ المعدة لصيد العصافير ويكون صغير الحجم ويطلق عليه إسم ( الفخّة ) وهي عبارة عن طارتان من السلك والذي لا يزيد قطره عن الثلاث ملمترات الطارة ألأولى ثابتة وتتشكل من ذراع سفلي بشعبتان متصلتان ببعض ويثنى نفس السلك دون قطعه على شكل نصف دائرة مع استقامتان في نهاية كل شعبة وتثبت نصف الدائرة بالإستقامة التي على الجهة اليمنى عن طريق ثني السلك على شكل دائري ويقطع باقي السلك ثم يؤخذ سلك آخر ويثنى على شكل نصف دائرة فوق القسم الثابت ويلف حول نهاية ألإستقامات بشكل دائري كمفصل متحرك ثم يؤخذ سلك فولاذي مرن ورفيع ويلف حول ألإستقامتين ويثبت بالجزء المتحرك ( الطارة ) مشكلا زمبركا يسمح بفتح هذا الجزء بصعوبة نوعا ما ويسمى ( الشَّدّه ) وعند إفلاته يعيد الزنبرك الطارة المتحركة على الطارة الثابتة بسرعة وبقوة لا تسمح للطير بالهرب ، ثم يوخذ سلك آخر يطرق رأسه حتى يستقيم ثم يبرد بحجر صوان ويحك في منتصفه لإحداث شق صغير فيه ويثبت عند آخر جزء في اسفل الفخة و طوله نصف طول الفخة ويسمى ( الكُرزم )
ثم يؤخذ خيط قوي ويوضع في رأسه خرزة صغيرة او يربط عليه عقدة متحركة تنزلق طوليا على طول الخيط ويثبت بالسلك الفولاذي في وسط الفخة .
عند استعمال الفخة تفتح الطارة المتحركة على سعتها ثم يمرر الكرزم فوق الطارة المتحرحة لمنعها من الرجوع ويثبت الطعم والذي يكون عادة من قطعة خبز صغيرة أو خيط مشكوك فيه قليل من القمح او الذرة البيضاء بعد النقع بالماء او دودة تؤخذ من سيقان الذرة اودودة أرض ويكون الطم حسب نوع الطير المراد صيده ويوضع الطعم بيع عقدة الخيط والخرزة ثم يشبك رأس الكرزم المشقوق تحت الخرزة والطعم لمع الطارة المتحركة من الرجوع إلا إذا سحب الطعم ثم توضع على أرض مسهلة خالية من الحصر وتدفن بتراب ناعم يتم نخله بوضعه بالكفين وهزهما وكتل التراب فيصبح ناعما وتغطى به جميع أجزاء الفخة ولا يبقى ظاهرا منها فوق ألأرض إلا الطعم ويأتي الطير لسحب الطعم فينفلت الكرزم سامحا للطارة المتحركة بألإنغلاق على الطارة الثابتة حاشرة رقبة الطير بين الطارطين فلا يستطيع ألإفلات فيتم ألإمساك به من الصياد والذي يقوم بجمع عدد من ألطيور يقوم بتنظيفها وغسلها ثم يشعل نارا ويشكها بعود أخضر ويشويها ويأكلها على الغداء أو أن يفرم شيئا من الخضار كالبندورة والكوسا ويقوم بإعداد قلاية مع لحم العصافير ويأكلها على الغداء ، ويصاد بهذه الطريقة معظم العصافير الصغيرة والتي يلتقط طعامها عن وجه ألأرض مثل الشحرور وأبو الحناء ( سرّاق حنا أمه ) والطرد وأبو حمار والبرق ( ألأبلق ) والحمري والغوّاص والحلاج والقبرة ويمكن أن يصاد أيضا الحمام البري والقطا والزريقي ( ابو زريق ) بأفخاخ كبيرة . ومن ألأطرق ألأخرى المتبعة في الصيد هي الصيد ( بالمطاطة ) وهي عبارة عن سيرين من المطاط تقص من العجلات الداخلية للسيارات وبعرض ( 1 سم ) وطول حوالي ( 30 سم ) تربط إلى عود من الشجر بشعبتين على شكل رقم ( 7 ) ولها ممسك من ألأسفل ثم يربط من الجهة ألأخرى قطعة جلدية بطول ( 10 سم ) وعرض (4 سم ) مثقوبة من الجهتين يثبت كل جهة منها بقطعة المطاط ، ثم عند استعمالها يتم اختيار حجارة كروية الشكل وقطرها لا يزيد عن واحد ونصف سنتمتر توضع داخل قطعة الجلد وتمسك باليد أليمين ثم يمسك ممسك المطاطة باليد الشمال وتسحب الجلدة مع المطاط بأقصى ما يتحمله المطاط ثم تفلت الجلدة والحجر فينطلق الحجر بسرعة كبيرة فتصيب مقتلا من الطائر أو إصابة تعجزه عن الطيران فيأتي الصياد ويأخذه وهذه الطريقة تتطلب مهارة خاصة في التصويب .
ومن أنواع الصيد ألأخرى الصيد بواسطة الشرك ( الوهق ) ويصاد بها الحجل والحمام والطيور الكبيرة وهي أن يعرف الصياد أين يبات الطائر فيتم حصر جميع المداخل إلا مدخل واحد ثم يؤخذ خيط من القنب ويعمل على شكل حلقة على مدخل مبات الطائر ويعمل له عقدة متحركة فياتي الطائر ليبيت ويدخل رأسه أولا وعند محاولته الرجوع يعلق رأسه بالشرك والذي يكون ربط جيدا او دق له وتد ويبقى مربوطا فيأخذه الصياد , ومن أنواع الصيد ألأخرى الصيد ( بالملطش ) وهو عبارة عن قفص من الخشب مقسوم إلى قسمين يوضع في أحدهما طائر حي من نفس نوع الطائر المراد صيده ويكون الطرف ألآخر من القفص له باب متحرك يربط مع طعم وعليه زمبرك يسمح للباب بألإغلاق عندما يسحب الطائر الطعم ، فيقوم الطائر الحي الموجود في الطرف ألآخر من القفص بالتغريد فتجتمع الطيور التي من نوعه ويرى أحدها الطعم فيدخل من ألأطرف ألآخر ليأخذه وعند سحب الطعم ينغلق باب القفص ويبقى الطير محبوسا وهذا النوع من الصيد يعمل به من أجل عدم ايذاء الطير وإبقائه بصحة جيدة من أجل وضعه بقفص من أجل الزينة ويصاد بهذا النوع من الصيد طيور الحسون ( طقاق الشوك ) لأنه يكسر رأس نبات الخرفيش والسنيريا عند جفاف الزهرة وتكون البذور قد جفت أيضا فيقوم الطائر بسحبها وكسرها وأكل اللب وهذه من النباتات الشوكية ويمتاز طائر الحسّون بكثرة ألوانه واختلاطها وكذلك بجمال تغريدة . 
 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !