مواضيع اليوم

الكوميديا الريفية ـ مورثات الزواج وتكوين ألأسرة ـ

عوني قاسم

2013-11-27 11:38:58

0

ـ  مورثات الزواج وتكوين ألأسرة ـ

تــمــهـــيــد

 

        ومن أغاني التراث نجد انه قد آن أن نقدم أهم حدث في حياة الشاب والفتاة وهو ( العرس والزواج ) فعندما يبلغ الشباب سنا معينة تزيد عن الستة عشر عاما فإن أمه تبدأ بلفت نظره إلى الفتيات البالغات اللاتي في محيطه ، وبما أن نظام السكن كان يكون في ( أحواش ) وهي عبارة عن مجموعة من العائلات والتي بينها قرابة معينة تعيش في مجموعة من البيوت تكون جدرانها الخارجية على حد الطريق وعلى محيطها سور كامل وليس له إلا مدخل واحد ولها ساحة تفصل بين البيوت عن بعضها وعادة تزرع وسط الحوش شجرة توت . وهذا النظام من العيش يسهِّل على الشاب الراغب في الزواج رؤية بنات أعمامه وكذلك جاراته وربما الحديث معهن او مشاركتهن في أعمال الفلاحة والعناية بالأرض مما ينشئ نوعا من العلاقة المحترمة بين واحدة من تلك الفتيات وبين أحد الشباب فيبدأ الشاب بالتقرب من الفتاة ومحاولة رؤيتها ولو من بعيد حتى لا يلفت نظر أهله أو أبناء عمومته والحرص أن تكون هذه الفتاة دائما قريبة منه وخاصة إذا كان لها إخوة من أبناء جيله فيعمد إلى التقرب منهم ومصادقتهم ودعوتهم إلى بيته للسهر مما يوجب لدعوته للسهر في بيتهم ليكون سببا لتمتين هذه العلاقة البريئة وقد يلمِّح لأخواته البنات بدعوة الفتاة إلى بيتهم . ثم يبوح لأمه برغبته بالزواج فتأخذ ألأم باستعراض الفتيات من قريباتها ثم من محيطه إن لم تكن ألأم من أبناء عمومة ابيه وهو لا يبدي اهتماما حتى تصل إلى الفتاة التي هو يرغب بها عند ذلك يقول أنه يرتاح لهذه البنت وهي من أبناء عمومته وهو أحق الناس بها . فإذا كان هوى ألأم من هواه باركت ذلك وإلا ركزت على فتيات من أهلها ترتاح هي لهن ، وعندما لا يبدي الشاب اهتماما تتصنع ألأم الغضب وتقول له إنك تريد أن تخرج عن طوعي وهذا ابوك اطلب منه أنت وأنا لا دخل لي ، وعادة يتحرج الشاب الطلب من أبيه الزواج ، ولكن مع الحاح الشاب ومماطلة ألأم يشعر ألأب ان هناك شيئا يدبر فيسأل ألأم ، فتقول أن ابنك يريد أن يتزوج ، وأنه ( حاطط عينه ) على فلانة بنت عمه مع العلم أن بنات أخواله وخالاته أجمل منها ومطيعات أكثر ويخدمن الزوج وأهله ، وهذه أنا ما علي . ولكن ألأب عادة يقف في صف ألأبن ويقول ( إحنا أهل في بعضنا ) إن شاء الله يصير خير ثم يسال ابنه فيقول له الحقيقة ويفصح عن رغبته في الزواج صراحة فتكلف ألأم عادة أو العمة الكبيرة بالكلام بهذا الخصوص مع أم الفتاة والطلب منها بتسهيل ألأمور عند ابو البنت وإخوتها ويتم الذهاب إلى بيت الفتاة ويتم الكلام وتظهر ام الفتاة من ناحيتها عدم المعارضة ولكنها تريد أن تسأل ألأب وتطلب مهلة لا تزيد عن الثلاث ايام لرد الجواب وفي الليل عادة تعرض ام البنت ألأمر على ألأب ، وعادة لا يعارض ألأب على الأمر إلا إذا كان الخاطب معروف عنه سوء الخلق والسمعة السيئة وخاصة بما يتعلق بأعراض الناس عند ذلك يعارض ألأب معارضة شديدة ويطلب من ألأم نسيان ألأمر أو إبلاغ النساء أنهم لا يرغبون بتزويج ابنتهم في الوقت الحالي لأسباب خاصة بهم ولا يصرحون أنهم لا يرغبون لعيب في الشاب ، ولكم كان هذا ألأمر سببا في رجوع الشباب عن سوء الخلق وذلك بعد أن تتزوج الفتاة من غيره ليثبت لهم أنهم كانوا مخطئين وأنها لو تزوجته لكان أفضل لها . وأما ن كان الجواب بالإيجاب والقبول من أهل الفتاة فإنهم يبلغون أهل الشاب بالموافقة ، فيكلف الشيوخ بالذهاب إلى بيت اهل البنت ومعهم أبو الخاطب ويتم ألإتفاق على ألإجراءات وعلى تسلسل خطوات التنفيذ المتعارف عليها وهي الجاهة وقراءة الفاتحة ثم الخطبة ثم كتب الكتاب ( ألإملاك ) ثم الكسوة والتجهيز ثم العرس . ( والجاهة ) تعني أن يقوم إهل العريس بدعوة وإرسال رجال من كبار السن وذوي ألإعتبار من العائلة والجوار إلى بيت اهل الفتاة فيتم استقبالهم ويكون معهم الشيخ المعتمد والذي يكلف بطلب يد الفتاة فيجلسون ويقدم للشيخ فنجان من القهوة السادة يقدم له وحده فقط فيتناوله ويضعه أمامه دون أن يشرب منه ، فينصت الجميع فيقرأ الشيخ الخاطب آيات من القرآن الكريم وألأحاديث النبوية ويلقي كلمة قصيرة وجميعها متعلقة بالحض على بيان فضل المصاهرة والنسب والزواج ثم يقول : إنا نحن أقاربكم وأبناء عمومتكم اتينا داركم أو ديوانكم طالبين منكم يد ابنتكم المصون ابنة الحسب والنسب فلانة لإبننا فلان بألإسم للإثنين زوجة على شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم راجين منكم التكرم بالموافقة . فيقف ابو الفتاة او شخص آخر من عائلة الفتاة كبير السن ويكلف بذلك من اهل البنت ويقول تفضلوا اشربوا قهوتكم بارك الله لكم بما طلبتم ويشرفنا مصاهرتكم طاعة لله تعالى ولرسوله الكريم وتكريما لهذه الجاهة من وجوه الخير ( الفاتحه ) ويقرأ لجميع سورة الفاتحة ويقول الجميع مبروكة إن شاء الله فتوزع القهوة على الحضور ومن ثم الحلوى ويقوم الخاطب في أثناء ذلك بتقبيل يد أبيه أولا ثم يد ابو خطيبته ومن ثم مصافحة الجميع واحدا واحدا ومقبلا أقرب الناس إليه مثل اخوته وإخوة خطيبته وأقرانه وأصدقاءه . وبعد ذهاب المدعوين يبقى الخاطب وأهله فيحدد المهر بين مقدم ومؤخر وتوابع المهر مثل هدم العم وهدم الخال وربما السكن وألأثاث ويتناول الخاطب وأهله طعام العشاء في بيت أهل الخطيبة ثم يعودون لبيتهم . وبعد عدة أيام تطبع بطاقات الدعوة( الكرتات ) وتوزع على أهل القرية والقرى المجاورة يحدد فيها يوم معين لإعلان الخطبة وألإحتفال بها وفي الوقت المحدد يذهب المدعوون إلى بيت أهل الخطيبة او إلى ديوان العائلة حيث يباركون وتقدم لهم المشروبات والحلوى ويعرف الجميع أن فلانة أصبحت خطيبة لفلان . ويعلن ذلك حتى لا يأتي احد لخطبتها وذلك مكروه دينا وعرفا . وتستمر الخطبة عادة عدة شهور حيث يقوم العريس وأهله بتجهيز السكن الملائم لبيت الزوجية وتجهيز ألأثاث . وعادة ما يقوم الشاب وأهله بزيارة بيت أهل العروس وتقديم الهدايا للعروس وخاصة في ألأعياد . وفي بعض الحالات النادرة جدا يتم فسخ الخطبة في هذه المرحلة إذا رأى أهل العروس أي شيء لا يروقهم من تصرفات أم الخاطب او الخاطب أو أهله عموما ،وأهم شيء يدعو لفسخ الخطبة هو سوء الخلق أو البخل من قبل الخاطب وأهله أو الطاعة العمياء من قبل الخاطب لأمه او عدم توافق أم البنت مع أم الخاطب أو عدم توفير السكن الملائم لبيت الزوجية او عدم قدرة العريس على ألإنفاق وألإستقلال عن أهله أو لعيب في الخاطب كانوا يجهلونه كالمرض المزمن أو البله أو الجنون . أما اذا استمرت الخطبة فبعد عدة أشهر يتم الحديث مع أهل العروس عن يوم كتب الكتاب وعادة يتم ذلك بأن يحضر الشيخ المكلف بكتب الكتاب ( ألإملاك ) إلى بيت أهل الخاطب ومن ثم يرافقه رفقة من أهل الخاطب من كبار السن إلى بيت أهل الخطيبة او إلى المضافة أو الديوان ويتم التحضير لكتب الكتاب بأن يدخل الشيخ ومعه شاهدان الى حيث الفتاة وياخذون موافقتها مواجهة ثم يقوم أبو العروس أو وكيلها فيضع يده اليمين بيد الخاطب ويطلب الشيخ أن يرددوا وراءه ما يلقنهم من كلام ثم يتم التوقيع من قبل الخاطب ووكيل البنت والشهود والشيخ على أوراق ونماذج مع الشيخ ومن ثم يعلن اتمام عملية كتب الكتاب ( ألإملاك ) وان الفتاة اصبحت حلال للخاطب على مذهب ابو حنيفة النعمان أي حسب المذهب الحنفي مهما كان مذهب الخاطب والمخطوبة لأن المذهب الحنفي يغطي كل شروط الزوج والزوجة ولأنه ألأصرح بين المذاهب في أمور الزواج .

بعدها يحق للخاطب ان يجلس مع خطيبته وبحضور أهله وأهلها ويتكلم معها وتتكلم معه بحدود ألأدب والحشمة وبحضور الجميع حيث يقيم أهل الفتاة حفل عشاء لأهل الخاطب ولأول مرة يجلسان معا ويأكلان معا .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !