ومن أنواع الصيد ألأخرى الصيد بالشبكة فتثبت الشبكة إلى ألأرض ـ وتكون الشبكة من خيوط متينة ـ بأوتاد ويربط بها حبل طويل وعند الصيد تعلف الطيور عدة مرات حتى تعتاد على التجمع في الموقع ثم تنصب الشبكة ويختفي الصياد ويمد الحبل المربوط بالشبكة إلى حيث يختفي وعند تجمع الطيور يسحب الحبل فتنقلب الشبكة على الطيور وتبقى محبوسة حتى يأخذها الصياد وهذا النوع من الصيد يعتبر من الصيد الجائر والذي يقضي على أنواع الطيور فتنقرض وهذا ما تعرض له طائر الحسون وطائر الصفري فقد تناقصت هذه الطيور وأصبحت نادرة جذا في الريف . ومن انواع الصيد ألأخرى الصيد بواسطة الخرطوش ( الجفت ) وهو عبارة عن بندقية بماسورتين او ماسورة واحدة وهو على نوعين ( نمره 12 ) و (نمره 16 ) وتسمى ذخيرة الجفت ( الفشك ) وهو عبارة عن اسطوانة بطول 6سم تقريبا وتعمل من الكرتون المقوى على قاعدة من المعدن وفي وسط القاعدة من الأسفل توضع مادة سريعة ألإشتعال ضمن( كبسونة ) فعند الضغط على الزناد تضرب إبرة بواسطة زمبرك على وسط الكبسونة فتشتعل ويشتعل الكحل الذي في الفشك والذي يكون مدكوكا دكا جيدا بواسطة الكرتون المقوى وفوقه توضع كرات من الرصاص اسمها ( الخردق أو ألرش ) وهو بمقاسات مختلفة وحسب نوع وحجم الطير أو الحيوان المراد صيده فعند صيد الطيور التي تتجمع قريبا من بعضها كالحمام والقطا والخضّر ( المشاور ) فتستعمل فشكات من ( نمره 6 ) وهو يحتوي على عدد كبير من الخردق ينطلق على شكل مخروط فيصيب أكبر عدد من الطيور وتسمى ( الحوّاش ) لأنه يحوش عددا كبيرا من الطيور بطلقة واحدة ، وأما عند صيد الحجل وألأرانب فإنه يستعمل الفشك من نمره ( 3 او 4 ) لأنه يحوي عددا أقل من الخردق لأن حجمه يكون أكبر ، أما عند صيد الغزلان أو ألإطلاق على الكلاب الضالة او إبن آوى أو الضبع فيستعمل الفشك من نمره ( 1 أو 2 ) والذي يحتوى على حبة واحدة كرصاصة البندقية ولكن أكبر وينطبق ما سبق على الخرطوش من نمره 16 أيضا إلا أن قطر الفشك أقل من نمره 12 وكذلك وزن الجفت أقل ويؤخذ الصيد كهواية فيتفق عدد من الصيادين من نفس القرية ومن قرى مجاورة يعرفون بعضهم على الذهاب للصيد في يوم معين فيجتمعون بعد صلاة الفجر ويكون مع بعضهم الكلاب السلوقية المدربة على الصيد ويسرحون إلى الجبال حيث يكون طائر الحجل ( الشنّار ) يسيرون بجانب بعضهم يفصل الواحد منهم عن ألآخر مسفة ثلاثين مترا بحيث يرى كل واحد منهم ألآخر ، فالمهرة منهم تركض الكلاب أمامهم فيطير الحجل فيطلق عليه الصياد وهو طائر ويسمى ذلك ( الصيد على الطاير ) وبد إصابة الطائر تركض الكلاب وتحضره للصياد ، وألأقل مهارة فإنهم إذا رأوا الحجل يركض أمامهم ( يَعِر ) فإنهم ينسلون خلفه وعندما تسنح لهم الفرصة المناسبة يطلقون عليه النار ، وبعد صيد الحجل يتم ذبحه وتعليقه في حزام الخصر ( الجناد ) حيث توجد مشابك خاصة بذلك وذلك غير جناد الصدر والذي يمتد على الصدر بشكل متقاطع وتكون به فتحات يوضع بها الفشك ويعطي هذا الجناد للصياد إحساس خاص ومميز ، ومن العدة الخاصة بالصياد ما يلي :ـ
ـ الخرطوش او الجفت وهو بندقية الصيد ثم الفشك وهو ذخيرة الخرطوش ثم الجناد وهو الحزام الذي يوضع فيه الفشك ثم العلآّقات او المشابك وتكون في جناد الوسط ويعلق بها الصيد بعد صيده ، ثم مطرة الماء ( الزمزمية ) وهى وعام من ألألمنيوم يتسع لحوالي لتر من الماء وبعضها يصنع من القماش المقوى ويتسع لحوالي خمس لترات . اما أجزاء الخرطوش وتوابعه فهي شنطة لحفظ قطع ومواد تنظيف الخرطوش ثم الكعب ويصنع من الخشب ويرتكز على كتف الصياد عند ألإطلاق ثم الماسورة ويعلق عليها عين الجفت ثم القمحة وهو الجزء الخاص بالتسديد ويكون بين الماسورتين على الجزء ألأمامي من الخرطوش وكذلك جزء آخر للتسديد فوق البدن قريبا من مكان فتح الخرطوش ، ثم الزناد وهو الجزء الذي يضغط عليه إلى الخلف للإطلاق ثم الديك وهو الذي يضرب على الكبسونة بعد ضغط الزناد للإشتعال والإطلاق واستعيض عنه حديثا بإبرة تكون داخل الجفت ولا تظهر ثم النتاش وهو الذي يخرج الفشك الفارغ بعد عملية ألإطلاق وفتح الجفت لإعادة التذخير وأفضل انواع الخرطوش هو الكروب ألألماني ذو الماسورتين وقد ظهر حديثا خراطيش اوتوماتيكية وبماسورة واحدة تتسع لخمس طلقات او أكثر تطلق بالتتابع ويفضل بعد استعمال الجفت بالصيد وإزالة الفشك الغير مستعمل ثم حمله مفتوحا على الكتف ولا يجوز بأي حال من ألأحوال ان يسدد الصياد على الناس حتى ولو كان الخرطوش فارغا . وانتشر نوع من البنادق للأولاد تسمى ( بنادق الخردق او التوتو ) وتستعمل لصيد العصافير والطيور الصغيرة وهي آمنة وتعمل على ضغط الهواء وليس بذخيرتها شيء متفجر . وكان عندنا في السابق نوع آخر من البنادق للصيد تسمى ( بواريد الدك ) وعند تذخيرها يقوم الصياد بوضع كمية معينة من كحل البارود ـ والذي يحمله معه في جراب خاص من الجلد ـ يضعه في ماسورة البارودة ثم يضغطه برفق بسيخ من الحديد ملحقا بالبارودة ثم يضع الخردق ويسد الجميع بقطعة قماش يدكها جيدا بواسطة السيخ وعند إطلاقها يضرب زنا د متحرك على الزناد الثابت فينطلق شرر يشعل الكحل داخل الماسورة فتثور البارودة أي يتم ألإطلاق .
ومن أنواع البارود الدك هي الردينية أو ابو ارديني وماسورته قصيرة ثم الكربينة وهي أكبر من الرديني ومخرج الخردق واسع كالبوق ونوع آخر يمتاز يطول ماسورته وترمي لمسافات بعيدة وتسمى النظامي لأن العسكر كانوا هم من يستعملها أما اسلحة الدك الشخصية والتي يحملها الشخص على جنبه فتسمى ( جنبيات ) وكانت مقابضها تزين بالذهب والفضة والعاج وكذالك( الطبنجات والغدارات ) والتي كانت تستعمل للدفاع الشخصي كالمسدسات . وكان الصيادون كبار السن والذين قلت قدرتهم على السير يعمدون إلى الحيلة لكسب الصيد حيث يحددون المكان الذي يجتمع فيه سرب الحجل ( الرف ) عند الظهيرة وفي العادة ان يتجمع الحجل عند الظهر ولإتقاء الحر في ظل شجرة أم صخرة او مرتفع من الأرض فيعمد الصياد إلى حفر حفرة ويعرش عليها بالقش ثم يرسم على قطعة من القماش شكل حيوان له اذنان طويلتان بواسطة الحشيش وبعض الأزهار والتي يمكن أن يلون بتلاتها مثل زهر الرمان والبخيتة حيث تترك لونا بين ألأحمر والبنفسجي وتسمى البيرق ثم يجلس الصياد في الحفرة مقابلا لمهجع الطيور ويبدأ برفع البيرق وإنزاله ببطأ مقلدا حركة الحيوان فتبدأ طيور الحجل بإصدار اصوات تحذيرية والتجمع حول الذكر المسيطر والصياح معا وهي مجتمعة ومن ثم ألإقتراب من الحفرة حيث البيرق ربما خوفا او لأستطلاع هذا الشيء الغريب وهذا من عادتها ، عند ذلك يطلق الصياد عليها طلقة او طلقتين مرة واحدة ليسقط أكبر عدد ممكن من الطيور فيقوم الصياد بجمعها وذبحها ومنهم من يحدد أين يبات طائر الحمام البري أم طائر الخضّر وذلك عن طريق تراكم فضلاتها حيث تنام فيكمن لها عند الغروب وعند تجمعها للمبيت ويطلق عليها النار ويصيب بعضها . ومن أنواع الصيد ألأخرى الصيد بواسطة الكلاب المدربة وهي على نوعين احدها يدرب لصيد الغزلان وألأرانب وابن آوى فيعتمد الكلب على سرعة ركضه والنوع ألآخر فيدرب على الدخول إلى جحور ( مواكر) الحيوانات وإخراجها فيقوم الصياد بضربها بعصا ثم ذبحها ، فالنوع الأول يطلق الكلب عند رؤية الصيد فيركض الكلب وراءه ويمسك به ويثبته حتى يأتي الصياد ويجهز عليه ، أما النوع ألآخر فيدخل الكلب إلى وكر الحيوان ويقوم بإخراجه فيأخذه الصياد وهذا النوع من الصيد يمارسه ( النّوَر ) خاصة ويصاد به حيوان النيص والغرير ( الغريري ) وابن آوى وكان بعض الصيادين يراقبون اين ينام الحمام البري في الشتاء خاصة وعادة ينام في أيام الشتاء الباردة والممطرة في ألآبار المهجورة فيذهبون في الليل يحملون القناديل ويغطون فتحة البئر ببطانية ثم يثبتون قطعة خشبية على باب البئر يربطون بها حبلا يستعملونه في النزول إلى فراغ البئر ويحدثون أصواتا ويحركون القنديل فيطير الحمام بإتجاه ضوء القنديل فيمسكون به ويضعونه حيا في كيس يحملونه ولا يستغرق هذا العمل سوى بضع دقائق بعدها يصعدون بالحمام ويذبحونه وينتقلون إلى بئر آخر فيعودون بكم وافر من الصيد بليلة واحدة . ونوع آخر من الصيد هو الصيد بواسطة الفخاخ الكبيرة الحجم وهي عبارة عن قطعة دائرية من الصاج السميك وتسمى ( الطبلية ) وتشكل قاعدة للفخ ويوصل بها قوسين متحركين من الفولاذ على شكل قوس قطره 30سم او أكثر وتوصل بنابض متصل بزنبرك وفي رأس النابض مكان لوضع الطعم وحول القوس يلحم زيادات حديدية على شكل خطّافات لتنغرز في جسم الصيد فلا يستطيع ألإفلات ، وعند استعمال الفخ يداس على النابض بالرجلين ثم يفتح القوسان باليد على شكل منبسط مع القاعدة ويؤمن القوس بواسطة مشبك لمنع رجوعهما حتى انتهاء التجهيز ويوضع النابض فوق القوسين وفي نهايته يوضع الطعم ويشبك النابض حيث أنه إذا ديس على الطبلية من قبل حيوان أوسحب الطعم انفلت النابض وسمح للقوسين بالرجوع بشكل متعامد مع الطبلية حاشرا يد الحيوان او خطمه بين القوسين حتى يأتي الصياد ويجهز عليه لأن الفخ يكون مربوطا بواسطة سلسلة حديدية ووتد مدقوق في ألأرض فلا يستطيع الحيوان سحبه أو ألإفلات منه ، ويصاد بهذه الطريقة الحيوانات المؤذية التي يأكل الدجاج والحمام وألأرانب من المزارع والبيوت وخاصة ابن آوى والكلاب الضالة والقطط البرية وحيوان النمس والذي يهاجم أقنان الدجاج في الليل ويقطع رأس كل الطيور مهما كان عددها أو يدخل أعشاش الحمام فلا يترك طيرا إلا ويقتله بقطع رأسه وقد قال لي بعض كبار السن ان النمس يفعل ذلك بغريزته وكأنه يعلم وبالتجربة أن جميع الطيور الميتة يرمى بها على المزابل خارج القرية فيرجع النمس في ليل يوم آخر مستدلا بالرائحة ويأخذ الطيور النافقة ويأكلها لأنه من آكلات الجيف ويصيد النمس عادة في مجموعات كل مجموعة لا تقل عن عشرة حيوانات ذكورا وإناثا ومن أعمار وأحجام مختلفة ولكنها تتبع لأنثى واحدة في ألأصل تكون قائدة المجموعة وقد يعمل ابن آوى عمل النمس بقطع رؤوس أكثر ما يستطيع من الدجاج ولكنه يأكل منها في القن ولا يحمل منها إلا إذا كان له صغار وقد قالت عجوز أن ابن أوى دخل قنا لها من المكان الذي تدخل منه الدجاجات لوضع البيض لأنها لم تحكم إغلاقه في الليل وأكل من الدجاج حتى إمتلأ بطنه وانتفخ ولما أراد الخروج من حيث دخل لم يستطع لكبر حجم بطنه فبقي في القن حتى الصباح وحتى ذهبت العجوز لتخرج الدجاجات لتجد أن جميعها قد قتلها ابن آوى والذي كان مطروحا ارضا في المدخل وكأنه ميت ولما فحصته العجوز لم يعد لديها شك أنه ميت فوضعت الدجاجات النافقات بسل من البوص وكذلك جثة ابن آوى وحملت الجميع إلى المزبلة خارج القرية ووقفت والقت ما بالسل إلى ألأرض فتدحرج ابن آوى إلى نهاية المزبلة حتى استقر وفجأة هب ابن آوى واقفا وهرب تاركا العجوز تضحك من نفسها . ومن انواع المصائد ألأخرى مصيدة تستعمل لصيد حيوان الخلد عندما يهاجم مزارع البصل والبطاطا حيث أن هذا الحيوان يخزن طعامه للشتاء فيعمل تحت الأرض عددامن المخازن تحتوي على عدد كبير من درنات البطاطا ، وتتألف المصيدة من ساقين من الفولاذ متصلين في نهايتهما على شكل نصف دائرة ينتهي كل رأس بشكل مدبب وكأنه مسمار وتنطبقان على بعضهما عند الصيد ويوجد حلقة توضع بين الذراعين تسمح للحيوان بالدخول بينهما لأخذ الطعم وعند رجوعه يسحب الحلقة فتنفلت فينطبق الذراعان على جسم الحيوان وتغرز رؤوسهما المدببة في جسم الحيوان فلا يستطيع ألإفلات ومن ثم يتخلص منه .
التعليقات (0)