الكوفية

الكوفية  

عوني ظاهر  

في رحلة لي مع الادارة العامة للعلاقات الدولية والعامة في فلسطين ومع زملاء اعزاء الى مدينة الخليل القديمة ومن جوار مسجدها مسجد خليل الرحمن ابراهيبم عليه الصلاة والسلام واثناء تسوقنا شاهدت اثني عشر لونا للكوفية الفلسطينية ُ وكلنا يعرف الكوفية الفلسطينية.... الحطة
بلونيها الأبيض و الأسود تعكس بساطة الحياة الفلاحيةوقد اعتاد الفلاح أن يضع الكوفية لتجفيف عرقه أثناء حراثة الأرض و لوقايته من حر الصيف و برد الشتاء،ثم  ارتبط اسم الكوفية بالكفاح الوطني منذ ثورة 1936 في فلسطين، حيث تلثم الفلاحون الثوار بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء مقاومة الانجليزي  في فلسطين
وذلك لتفادي اعتقالهم أو الوشاية بهم، ثم وضعها أبناء المدن و ذلك بأمر من قيادات الثورة آنذاك وكان السبب أن الإنجليز بدؤوا باعتقال كل من يضع الكوفية على رأسه ظنا منهم انه من الثوار فأصبحت مهمة الإنجليز صعبة باعتقال الثوار بعد أن وضعها كل شباب و شيوخ القرية و المدينة فقد كانت الكوفية رمز الكفاح ضد الانتداب البريطاني و المهاجرين اليهود واستمرت الكوفية رمز الثورة حتى يومنا هذا مرورا بكل محطات النضال الوطني الفلسطيني مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي كانت الكوفية مقرونة بالفدائي كما سلاحه وكان أيضاً السبب الرئيسي لوضع الكوفية إخفاء ملامح الفدائي 

في الخليل اشتريت كوفية مطرزة بالخيط  الاسود الشائك ومعرقة بالون الاصفر اخترته من بين الالوان الاثنى عشر

ولبستها في الامس لاجد كل من رأني مندهشا

اسئلة كثيرة دارت في مخيلتهم

فمنهم قال لا حد حوش الدفا عفا معك حق

ومنهم من قال يبدو انك فلسطيني حيادي مستقل 

الى اخره من التعليقات

ويبقى الرئيس الفلسطيني ابو عمار سيد من لبس الكوفية الفلسطينية

ومع الاول من اذار والامطار واقتراب النوار  والربيع ازيد الكوفية ارثا ونضارة بلون الزهر والحنون واقول : 

 لا تـقتـلوا تراثنا  إن َّ التراثَ روضتـُنا دونَه  يـموت ُ الضَـــوء ُ والــقـَمَر ُ
لا تـَـذْبحوها  فــهذي فلسطين  ُ لوحـَــتـُنا  لولا  فلسطين لـمات َ الــشِّـعْر ُ والــــحَوَر
يا قدس  صبرا ً ، فإن َّ الغـدْرَ  دَيـْــدَنـُهم كـم مـرة ٍ لــترابكِ قــد غــدَروا !!

ودمتم مع خيرات الارض وارثنا الخالد خالدون