بالأمس ارتجفت قلوبنا رعباً ..وارتعدت أوصالنا فزعاً ونحن نطالع ونتابع استغاثات ورجاءات وتوسلات ونداءات رمز رموز أقباط المهجر المدعو "موريس صادق" للنتن ياهو وعصابات الكيان الصهيوني ومركز نشاطها تل أبيب يدعوهم ويحثهم على احتلال مصر ..
نعم .. احتلال مصر كلها !.. فحياة المسيحيين المصريين في مصر تحت الاحتلال الصهيوني أفضل وأشرف من حياتهم في ظل أخوانهم من المصريين المسلمين ..
كما أن موريس صادق يطلب من الصهاينة حين يحتلون مصر تمكين المسيحيين من إقامة دولتهم ورفع العلم القبطي على جثث المصريين المسلمين ..
كان هذا بمناسبة رد فعل موريس صادق على الحكم القضائي بنزع الجنسية المصرية عنه والذي قال بشأنه أن الجنسية المصرية لا تشرفه ولا يشرفه أن يكون مصرياً .. وهو الآن يعيش في أمريكا ويشن من هناك الحملات الضارية والحروب الدامية على مصر بكراهية لا حدود لها ..
واليوم تعود قلوبنا مرة أخرى لترتجف رعباً .. وترتعد أوصالنا فزعاً لتعمد البابا شنودة إلغاء اجتماع سنوي للكنيسة في ذكرى حلول الروح القدس والبقاء في أمريكا وتذكية الشائعات بأن بقاء البابا في أمريكا يأتي احتجاجا على تكرار الاعتداءات على الأقباط، وكنوع من الضغط لسرعة إصدار القانون الموحد لدور العبادة، وإشارة لرفضه أى شكل من أشكال الحلول العرفية لأزمة كاميليا شحاتة،.
بصراحة ودون أدنى مواربة .. فإن هذه الطريقة المؤسفة وهذا التلويح القميء وذلك الاستقواء بأمريكا وربيبتها الصهيونية ليس للتدخل في الشأن الداخلي المصري أو فرض الوصاية على الشعب المصري فحسب .. بل بالدعوة لاحتلال مصر من قبل سلالة عصابات بن جوريون وشتيرن والهاجانه ..وكذا من قبل مبيدي الهنود الحمر هي دعوة حمقاء مثل داعيها ..
إسرائيل تحتل مصر مرة واحدة كده ؟!! أبناء الشتات .. والتائهون في صحراء سيناء .. والذين آوتهم مصر .. يرجوهم قبطي من أقباط المهجر أن يحتلوا مصر ؟!! كما بقي البابا شنودة في أمريكا مذكياً الشائعات حول ضغوط الكنيسة بأمريكا على مصر..
وهنا نقولها صراحة ودون أدنى مواربة .. إن مصر مهما حاق بها ..ومهما ألم بها من الحادثات .. فإنها ستبقى مصر العروبة ومصر الإسلام ومصر المسيحية ومصر التاريخ ومصر العزة ...
مصر ليست في مقارنة ولا ينبغي أن تقارن بكيان لقيط أو بكيان عصابات ..
مصر التي أفنت أعتى الغزاة على مر التاريخ لن يعيقها شيء عن سحق كل من تسول له نفسه المساس بكنانة الله في أرضه .. من يحتمي بأمريكا في مواجهة بني جلدته .. ومن يستنجد بعصابات صهيون ضد مصر وشعبها فليرينا ماذا تستطيع أمريكا وربيبتها أن تفعله مع مصر ..
إن الخطأ الأكبر للأنظمة البائدة في مصر أنها جعلت من البلطجة الأمريكية بوصلة تهتدي بها .. وقبلة تتوجه إليها وتأتمر بأمرها .. كل تلك الدول الاستعمارية التي عربدت في أجسادنا وامتصت دماء الشعوب ..وصالت وجالت وخربت واحتلت وهدمت واستعمرت مصيرها إلى الزوال كما زالت وبادت من قبلها قوى وحشية مثيلة لها كالتتار والهكسوس والصليبيين وغيرهم .. زالت وبادت جميعها ..وبقيت مصر درة على جبين التاريخ ..
إن الذين ينسلخون عن جلودهم ..ويستقوون بالأجنبي العربيد ضد أبناء جلدتهم وضد شعوبهم .. لن يكون مصيرهم بأفضل من مصير من زالوا ومن بادوا ... وستبقى مصر فوق الجميع ...
التعليقات (0)