لكي تكون كلمتك مسموعة ، ويكون كلامك كله طريفا ، وتكون واحدا من الحكماء وأصحاب الآراء السديدة (حتى ولوكان كل ماتقوله خواء أو سذاجة أو جهلا أو غباء) فيجب أن تكون صاحب سلطة ، أو تكون في حماها وتحت جناحها ، أو تكون كلبا من كلابها.. وكل مايخرج عن التصنيفات السابقة فهو ضلال ، وابتداع ، وخيانة عظمى ، وخروج عن طاعة أولي الأمر ! .. وأيُّ أولي الأمر ؟!
إنهم ملوك شعوبهم الذين لايتزعزعون عن عروشهم وكراسيهم إلا بنقلهم من عليها إلى قبورهم مباشرة ، ومادون ذلك من عجز وهوان وحتى إعاقة وخرف ووهن فهي لاتعدوا كونها نقاهة آخر المشوار.. وهي الفترة التي ينقلون فيها مفاتيح خزائن شعوبهم إلى ورثتهم من أبنائهم وأبناء عشيرتهم ، وينقلون وصايتهم المؤبدة على رقاب شعوبهم إلى من يكمل مسيرتهم الإستعبادية ..
إنهم أولي أمر الشعوب العربية ، الذين يهتفون لهم حين يولونهم رقابهم ، ويظلون يهتفون لهم حتى وهم يسلخون جلودهم ويقتلون أحلامهم ، ويسلبون إراداتهم ، ويكتمون أنفاسهم ، لكن الشعوب تظل تهتف حتى وهي تحمل جثامينهم إلى لحودهم ، وحتى وهي تقرأ وصاياهم التي إستثنتهم من تركات أوطانهم في نقلها بالجملة والتفصيل إلى خلفائهم الذين يعطونهم التيجان والعصي ليستكملوا عنهم مسيرة الهتاف بالسذاجة أوبالغصب!
[الكل للواحد والواحد للكل] هي عبارة إنتشرت في أوروبا في القرون الوسطى بين فرسان الملوك والأباطرة ، وتعني معادلة التضحية المتبادلة بين الحاكم والمحكوم ، والعدل وحده ما جعل الفرسان وحتى الشعوب تستميت من أجل حكامها ..
أما ملوك اليوم والأباطرة فهم لايحتاجون إلى رضى شعوبهم عن سياساتهم ، ماداموا واثقين من أنهم يملكون زمام الأمور كلها وحتى الذمم ، ليشرعوا لهم ماشاءوا ، ويسحقوا في طرقهم كل من ينادي بالديمقراطية تحت أنظمة أعلنوها صراحة ديكتاتورية..
والأصح في بلداننا العربية أن نقول : [الكل للواحد برضاهم أو حتى غصبا عن أنوفهم .. والواحد لأبنائه ، وعشيرته الأقربون ، ولكلاب العائلة الحاكمة ].
ــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن : 01 - 2010
التعليقات (0)