علي جبار عطية
ـــــــــــــــــــــــــــ
يتحدث بعضهم بأسى عن هزيمة الكلمة امام مد الصورة ويقول ان عصرها الذهبي قد ولى وجاء عصر الثورة الاعلامية الفضائية ليقضي على الصحافة الكلاسيكية التي مازالت تجتر موضوعات وأساليب تصلح لعصر المنفلوطي وطه حسين والعقاد وليس لعصر ابطاله (نورومهند) و(نادي برشلونة) وابو فلان الفلكي وتصرف فيه ملايين الدولارات على حفلات زواج المغنين والمغنيات واعياد ميلادهم! وقد يكون في هذا الطرح شيء من الصحة من جهة ان اهتمامات هذا العصر تختلف نوعياً عن اهتمامات أهل القرن الماضي لكن لوعدنا الى هموم المترفين في القرن العشرين لوجدناها لا تختلف عن هموم ورغبات مترفي القرن الواحد والعشرين واترك للقارئ الفطن مهمة المقارنة من دون تعليق لكن ما يهمني هو البحث عن أسباب تراجع تأثير الكلمة في عصرنا واظن ان اللغة التي يخاطب بها الكاتب قراءه أحد أسباب عزوف القارئ عن القراءة وهذا يعود الى تكبر الكاتب أو استخدامه مصطلحات اجنبية من دون تعريف او استعراض عضلاته الثقافية ومن ثم ابتعاده عن القارئ الحقيقي ابتعاداً كبيراً وأذكر مثلاً فرنسياً يقول: (ما ليس واضحاً ليس فرنسياً) وقد أكد عدد من الأصدقاء ممن زاروا فرنسا رفض الفرنسيين التحدث بغير الفرنسية مع اجادتهم لاكثر من لغة وقال لي صديق انه اضطر الى تغيير اسمه بعد اقامته هناك عدة سنوات ليمنح الجنسية الفرنسية وهنا اتساءل: لماذا يخسر الكاتب العراقي قراءة بعدم الوضوح واعتماد الألغاز والرموز برغم معطيات التغيير النيساني الكبير؟ اعتقد ان كتابنا يتحملون قسماً كبيراً من المسؤولية لفرار القراء من كتبهم الماورائية وطلاقهم بالثلاثة للكتاب نحو الدراما التركية الغرائزية الغارقة في التفصيلات المملة والتي تعيدنا الى المربع الاول حسب لغة الساسة بل تعيد الى الواجهة نظرية النشوء والارتقاء لدارون واضحوكة اصل الانسان فمن يعيدنا الى عصر (في البدء كانت الكلمة)؟
التعليقات (0)