الكلب هاتشيكو .. والسيد المسؤول
ميثاق الفياض
هاتشيكو كلب ياباني ولد في عام 1923 وكان يشتهر بالوفاء لسيده البروفسور سابورو بشكل لافت للنظر اذ اعتاد هاتشيكو على انتظار البروفسور سابورو يوميا امام باب محطة القطار عند عودته من الجامعة , وفي الخامس والعشرين من ايار عام 1925 طال انتظاره أمام باب المحطة اذ لم يعد البروفسور في ذلك اليوم بسبب إصابته بجلطه دماغية أدت الى وفاته بين طلابه أثناء إلقاءه المحاضرة , لكن يبدو ان الكلب الوفي لم يصدق ذلك الخبر واستمر بانتظار سيده أمام باب المحطة يوميا وبقى على هذا الحال عشرة سنوات متتالية حتى انتهت حياته هناك ,وبعد موت هاتشيكو شيد له نصب من البرونز إمام باب المحطة كما كان معتادا على الانتظار قربها.
هاتشيكو استطاع إثبات وفائه وصدقه لسيده خلال فترة زمنية لم تتجاوز أربعة أعوام ولم يكن سيده ثريا جدا لينفق عليه مبالغ طائلة للسكن والعلاج والطعام وباقي ملذات الكلب لتكن سببا في ذلك بل كان سر وفاء هذا الكلب هو صدقه لسيده ,
ياترى ماذا لو استثمر بعض الساسة في بلدي تجربة هذا الكلب الوفي لسيده وحاولوا خلال تلك السنوات التي يتنعمون بها رفاهية وغنى وجاه في السلطة ومواقع المسؤولية هم وعوائلهم رد شيء من الجميل لسيدهم الشعب الذي أوصلهم لكل ذلك بل على اقل تقدير وبدون رد الجميل ان ينسحب من فشل منهم ويترك موقع المسؤولية إدراكا منه لما سببه لهذا الشعب المسكين اليتيم الذي عانى الأمرين بين حاكم دكتاتوري واحد على مدى اكثر من ثلاثة عقود قبل عام 2003 وحكام بالعشرات جائوا بعد تلك الحقبة لم يحققوا ابسط وسائل العيش الآمن لشعبهم او مقدار جاد من العمل المخلص النزيه غير امتلاء خزائنهم وحساباتهم على حساب دماء أبناء شعب يموت يوميا على أيدي العصابات الإرهابية ومفخخاتها والأجساد الانتحارية النتنة دون اكتراث أصحاب الأبراج العاجية في السلطة والمقاعد الفاسدة تحت قبة لم تقدم الخير للبلد ,
هاتشيكو الكلب الوفي أفضل منكم بل يستحق ان يكون سيدا عليكم ليعطيكم درسا بالوفاء والتضحية لعلكم تدركون تلك السيرة او تحذون حذوه وحينها سينحت الشعب لكم تمثالا و نصبا تذكاريا بعد رحيلكم عن هذه الدنيا آجلا أم عاجلا كتمثال الكلب هاتشيكو رحمه الله .
التعليقات (0)