كل كلام نقوله يحسن ان لا يسمع ولا يقرأ إلا بعد حين لأن الكاتب يحتاج إلي مراجعة ما يكتب قبل أن يعرضه علي الناس لأنه عادة ما يعيد الكتابة أو ينقحها أو حتى يلغيها. فالأفكار تتغير مع الظروف وقد تروق فكرة للكاتب ثم بعد فترة يجدها في غير محلها, او هي غير جديرة بالنشر, لضعفها أو مخالفتها للعرف أو لعدم أهمية موضوعها. وكذلك من يطلق عليهم المبدعون ـ وإن كنا لا نحب استخدام هذا التعبيرـ كثيرا ما يكون موضوع الإبداع محل أعجاب المبدع وقت التحرير لكنه بعد وقت قصير أو طويل ربما يشعر برفض الموضوع كلية. وهذا عادة يكون لأسباب تتعلق إما بالمبدع أو بالموضوع, فإن كان متعلقا بالمبدع فذلك طبيعي لأن كل شيء يفقد بريقه مع الوقت خصوصا أنه يكون تحت نظر المبدع نفسه طول الوقت حتى يمل من تكراره علي الذهن, وإن كان متعلقا بالموضوع فهنا تتعدد الأسباب كتغيير ظروف البيئة أو انصراف الناس عن الاهتمام بموضوعه, أو تغيير الذوق العام...أوظهور فكرة مناقضة أكثر بريقا وأرقى تعبيرا... الخ
التعليقات (0)