تنويه :
وصلتنى رسالة مرفق بها هذا المقال عن الكفيل فى بلاد الخليج ولقد قرأته ورأيت أن به نقد هادف لهذا النظام الإستعبادى المقيت ، كما وجدت به نصائح قيمة تهم كل من يريد السفر إلى بلاد الكفيل وقد يستفيد منها قبل سفره ، كما أحب التنويه إلى اننى لم أنشر هذا البحث عن الكفيل إلا بعد طلب شخصى من كاتبه وهو مهندس مصرى بنشره .
الكـفـيــــل
أرق العمالة المصرية بالخليج
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد،،
فقد وفقنى الله للكتابة فى قضية "الكفيل" التى أرقت راحة الكثير من المصريين فى دول الخليج على مدار السنين الماضية ، و ذلك بعد أن عانيت شخصيا منها و ما زلت أعانى ، و قد سافرت لدولتين خليجيتين للعمل و واجهت المشكلات فى المرتين.
.
و أكتب الآن و أنا حبيس الغربة ، لم أحصل على مالى و لا حقوقى و لا يوجد لدى عمل أو دخل ، و أشعر بالمهانة و سوء المعاملة على الرغم من أننى مهندس أتيت للعمل هنا و خدمة هذه الأرض إلا أننى صدمت بنظام " الكفالة" أو " العبودية الجديدة " ، و الذى يعطى حقوقا للخليجى ابن البلد قلما تقع فى يد من يقدرها أو يتقى الله فيمن عنده.
و أرجو من الله أن تنفع كلماتى المسلمين و أن تنقذ غيرى من الوقوع فيما وقعت فيه من أخطاء ، عسى الله أن يذهب عنا هذا الظلم الذى يقع على الآلاف من الشباب المصريين سـنويا.
و أتمنى ممن يقرأ كتابتى و يشعر بالاستفادة منها أن يشاركها غيره و لا يبخل بالمعلومة لعله يدرأ الشر عن غيره و يكون ذلك ثوابا له و بركة.
مهندس مصرى
رمضان 1430
المملكة العربية السعودية
بداية لمن لا يعرف ما معنى " الكفيل " و نظام الكفالة ، فهذا يعنى أنه عند ذهابك للعمل بالخليج يكون لك من أبناء البلد من هو مسئول عنك و عن تحركاتك و أن يوفر لك أيضا التأمينات اللازمة.
و هناك فرق كبير بين المفترض من نظام الكفيل ، و بين الواقع الأليم الذى يحدث فعليا ، بسبب سوء استخدام الكفيل لحقوقه التى ضمنها له القانون ، و عدم مراعاة الله فيمن يعملون عنده.
يكفى أن أذكر أن من أشهر الأشياء التى ستقال لك و أنت ذاهب للعمل فى السعودية ممن سافر من قبلك " خللى بالك طويل يابنى و مافيش مشكلة لو قعدت كام شهر ما تقبضش و أهو كله بيبقى كده و واحدة واحدة سايس الكفيل عشان تاخد فلوسك أو حقك ! " فقد أصبح ذلك انطباعا طبيعيا عن الكفلاء.
و مع العلم أن المملكة تطبق الشريعة الإسلامية فى المعاملات ، وهذا من أفضل الأشياء ، إلا أن كثير من الكفلاء لا يراعون الله فى مكفوليهم ، وقد أتى ببالى حديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم – " أعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه " ، و لكن يبدو أن هذا الحديث لم يصل للكثير من الكفلاء بعد!
فمن الطبيعى هنا أن تتأخر الرواتب فى الكثير من المصالح و الأعمال على الرغم من أن الكفيل قد يربح الملايين من وراء العمالة ، إلا أنه قد أصبح مرضا عضال فى عقل الكثيرين منهم إلا من رحم ربى.
و ما هذه إلا صورة واحدة من صور ظلم الكفيل للعمالة علما بأنه من يأتى إلى هنا ، يكون وراءه الكثير من الأفواه و الالتزامات المعلقة فى رقبته، الكثير و الكثير ، و من التضحيات التى ارتضاها على نفسه أو على كرامته ما هو أكثر !
فيزا حرة !!
لفظ ستسمعه كثيرا قبل أو ربما بعد أن تأتى إلى هنا ، و حدث و لا حرج فمعنى فيزا حرة هو أنك تدفع للكفيل مبلغ من المال تقومان بالاتفاق عليه و بعد ذلك تذهب للعمل بعيدا عنه و لا تراه إلا فى أوقات الحاجة إليه كتجديد الإقامة مثلا.
و طبعا هناك فى الأمر خدعة و أضحوكة ، فالخدعة أنك لست حرا فأنت ما زلت تحت رحمة الكفيل و الذى فى بعض الأحيان ينتهز الفرصة ليستغلك أكثر و إلا فمن الممكن أن يعيدك مرة أخرى لمصر و يبلغ عنك " هروب " ، أما الأضحوكة فهى أنه إذا سمينا هذه الفيزا " حرة " فكيف تسمى الفيزا العادية ؟!
و قد أحزننى الكثير من العمال الذين قابلتهم فى مكتب العمل ، و للأسف فمعظمهم صاحب تعليم بسيط و قد أتوا هنا بعد أن تم خداعهم فى مصر ليبيعوا مما يملكون و يدفعوا المال بعد أن تم التغرير بهم و ظنوا أنها كما يسمعون " فيزا حرة " و لم يكتبوا حتى عقودا أو أى إثبات لأى مبلغ دفعوه ، و قد ذاقوا العذاب هنا و الإهانة بسبب التفريط و الجهل ، و الخدعة اسمها "حرة" !
الكفيل و حقوق الإنسان !
" نظام العبودية الجديدة " ، هكذا وصفته تقارير المنظمات الحقوقية ، فهذا النظام المتخلف غير موجود فى أى دولة متحضرة ، فهناك حقوق يجب أن تعطى لأى إنسان مهما كانت ديانته أو لونه ، و سحب جواز السفر من العامل و تقييد حركته بإذن من الكفيل يحرمه من أبسط حقوقه فى الحرية التى تمكنه من العودة لبلده إذا تطلب الأمر.
و لكن ، لأن الكثير من الكفلاء يعلمون أنهم مستبدون و تعاملهم " يقرف الكلب الجربان " ، فيجب عليهم فرض القيود حول رقبة العامل - و أنا أعنى هنا بالعامل جميع المهن فهناك المهندسين و الأطباء الذين عانوا و ما زالوا يعانون تحت وطأة هذا الظلم -و ذلك حتى يضمن تحمل المهانة و استمراره فى العمل ، و لا حول و لا قوة إلا بالله .
أولها من مصر !
تبدأ المشاكل من مصرحين يظن الإنسان أن فى السفر حل لجميع مشاكله المادية و النفسية ، و ينقسم الناس فى هذه الحالة لعدة فئات :
أ- فئة استسلمت لغسيل الدماغ و اقتنعت بأن " عليه العوض و منه العوض "فى البلد ، و أن الحكومة لا بد أن يأتى مندوب منها لكى يعطينى المال و المأكل و المشرب و الملبس و الوظيفة و العروسة ، و الفرد جالس فى بيته !
و سأحكى قصة حدثت معى لأوضح لكم ما أقصد ، ففى السنة الثالثة بالكلية زارنى أحد المعارف و هو أمريكى الجنسية فى مصر ، و فى مرة كنا نتكلم عن أوضاع العمل فأخبرته أننا كشباب لا نعمل ، و نقوم من النوم متأخرين و نسهر كل يوم تقريبا فى المقاهى أو غيرها من أساليب تضييع الوقت ، و قلت له أننا مستاءوون من هذه الحياة ، فنظر إلى لحظة و قال لى : " أنتم تعيشون حياة الأثرياء فى أمريكا ! فلو كنت مليونيرا فى أمريكا ستصحو متأخرا ولا تذهب للعمل منذ الصباح الباكر مثل باقى الناس و ستنزل للسهر بالليل مع أصدقائك ، تماما كما تفعلون فى مصر ! ثم قال لى : إذا كنت مستاء من الوضع فلماذا لا تغير الواقع و تستغل وقتك فيما ينفع ؟! " و فى هذه اللحظة كنت سأبدأ فى قول الاسطوانة المشروخة "أصل البلد مش موفرة شغل و الكلام ده " و لكنى اكتشفت فى هذه اللحظة أن الفشل أتى منا فى المقام الأول و ليس من البلد أو الحكومة ، فنحن لم نتق الله و نترك تضييع الوقت فى الحرام ، و لم نتوكل على الله لنبحث عن عمل أو أى طريقة نرضى الله بها و ننمى مهاراتنا بها لنكسب ديننا و وقتنا و خبرة تفيدنا و تفيد بلدنا . و حتى إن اقتنعت بأن البلد هى السبب ، فأنا لم أحاول إحداث أى نهضة بالبلد و تغيير الوضع للأفضل ، بل وجدت حالى مثل الكثير من الشباب الذى استسلم و انهزم قبل أن يحارب !!
و لذلك أرجو من الشباب إعادة النظر بجدية فى هذا الموضوع ، فالشباب الذى يعانى من المشاكل فى أوربا ستجده يعمل لحل المشاكل ، أما نحن فحدث و لا حرج ، نوم و دلع و نرمى كل حاجة على الحكومة !
كذلك أتذكر قصة حكاها زوج خالتى عندما زار مصانع تركيا أثناء الأزمة العالمية ووجد العمل و الإنتاج مستمر بحماس فأخبره صاحب المصنع أنه بما أن هناك أزمة فعلينا العمل أكثر و إثبات أنفسنا فى الأزمة !! انظر للمنطق المكافح ، فالأزمات تبين من هو قادر على الصمود أثنائها و بعدها حين الرخاء ، فهل أنت من هذا النوع ؟
ب- الفئة الثانية هى فئة المقلدين و هى أكثر انتشارا فى الفلاحين و الأقاليم المصرية ، حيث نجد الشاب قد يكون حرفى و معه صنعة " تأكله الشهد " كما نقول إذا اتقى الله و توكل عليه و بدأ فى تجارة أو عمل خاص بصنعته التى أعطاها الله له ، و لكننا نجده يسمع لكلام الغير فى جلسات المصطبة ، إن الواد ابن الحاج فلان راح الخليج كام سنة و رجع جاب جاموستين و المروحة و الثلاجة و شبكة البت سعديية !و إن الخليج مليان من الخيرات زى كنوز على بابا كده !خصوصا أنه من المؤكد أن الحكاية أثناء انتقالها تضاعفت و أصبح العائد من الخليج بطل قومى !!
و أود هنا أن ألفت انتباهكم لعدة أشياء :
أولا :السفر الآن للخليج لم يعد كما كان فى التسعينيات ، لأن الذى كان يسافر وقتها كان يأتى بمبلغ يكفى أن يشترى شقة جديدة سوبر لوكس و ربما يكون قد أتى بسيارة من الخليج أيضا و يتزوج فى مصر ، لأن الأسعار كانت أقل بكثير جدا ، و هذا ما أعطى هذا الانطباع عن الخليج ، أما الآن فانظر إلى الأسعار عامة فى مصر و أسعار العقارات خاصة فى القاهرة و الاسكندرية ، و ستجد أن المبلغ الذى كان يكفى فى التسعينيات لشراء شقة و التجهيز للزواج و مستلزماته ما هو ما هو الآن إلا مقدم شقة متوسطة المستوى و ستقوم بدفع أقساط عالية القيمة مع الفوائد !
هذا مع العلم أن المرتب الذى ستسافر عليه للخليج و أنت شاب حديث التخرج قد يكون هو نفس المرتب الذى سافر عليه أحد أقربائك من 15 سنة !! مع اختلاف الوضع !!
ثانيا : تختلف وجهة النظر فى الوضع فى الخليج من إنسان لآخر ، فقد تأتى للخليج و تجد زميلك فى العمل يعيش كأبخل ما يكون و لا يأكل إلا كالرهبان ، و يوفر ثمن الصابونة و يتقبل أى مكان للسكن حتى إن كانت حظيرة للمواشى ، و أى معاملة من الكفيل و ممن حوله ، و ذلك فى مقابل " المليم ".
كذلك قد تجد هذا حدث من قبل مع من سافر قبلك و حكى لك عن خيرات الخليج " و لم يحك لك عن " البهدلة "التى حدثت له و من الممكن أن تكون بالفعل هذه وجهة نظره، فهو لا يرى فى الأمر بهدلة و أن على الإنسان أن يتحمل ، أو بالأصح يبيع اللى يقدر عليه مقابل " المليم " ، و قد تشعر بهذا أثناء أخذك نصائح ما قبل السفر حين تسمع " معلش ما كل الناس اتمرمطت و استحملت و دوس على كرامتك عشان الوقت يعدى و ترجع بالقرشين ! "
و السؤال هنا : هل تبيع كرامتك و حقوقك فى معيشة كريمة ، مقابل المال ؟
مساء الفل يا وزارة !
وزارة القوى العاملة. على الرغم من الجهود التى تقوم بها الوزارة ، إلا أن مساوئها أكثر بكثير من محاسنها ، فهى لم تقم بالحفاظ على كرامة أبناء هذا الوطن من البداية قبل سفرهم للخارج ، سواء بالتوجيهات و المتابعات العملية - و ليس النظرية فقط و الشعارات الواهية التى سئم منها القاصى و الدانى ، كذلك فهى لم تقم بعمل و تفعيل آليات حقيقية لمواجهة أزمات العمالة و المطالبة بحقوقهم عند وجود خلافات ، بل هى مجرد واجهة زائفة لا تعبر عن العمالة المصرية و القوى العاملة بالخارج ، و التى تعتبر من أسباب الدخل و النقد الأجنبى لمصر ، و لكن للأسف بدون تقدير .
مساء العسل يا سفارة !
لم أكن لأصدق خيبة السفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية لولا تجربتى الشخصية ، و بعيدا عن ذكر الكثير من الكلام عن سفاراتنا بالخارج بوجه عام ، سأذكر لكم جملة ممتازة لوصف الأمر قالها لى أحد العمال فى مكتب العمل حيث كنا ننتظر وصول الكفيل - متأخرا كالعادة عن ميعاده - و سألت العامل ":هل من طريقة للوصول للسفارة ؟ فأنا أحاول عن طريق أرقامهم المعلنة و لا أحد يجيب أو عن طريق الإيميلات الموجودة على الانترنت و لا شىء منها سليم ، أو عن طريق بعض التليفونات المعلنة و التى اتضح أنها أرقام مثل أرقام مسابقات 0900 و اتصل على السفارة تكسب معانا ، لسرقة أموال المصريين فى الخارج ، فهل من وسيلة للوصول للسفارة ؟ و لا لازم أطلع أعيّط فى برنامج البيت بيتك مع محمود سعد ؟" فقال لى العامل: "شوف يا باشمهندس ، صللى ع النبى ، سفارة ايه بس ، إحنا زى فيلم الطريق إلى إيلات ، الطيارة رميتنا و قالوا لنا لو حصل مشكلة سلموا نفسكوا لمكتب العمل !! و لا تعليق !!
هل الغربة خير أم شر لى ؟
سؤال لا بد أن يسأله الإنسان لنفسه ، و لا يندفع فى الإجابة عنه متأثرا بما سمعه من غيره ، أو بما تأثر به من وسائل غسيل الدماغ، أو بأمله فى دخل أفضل بغض النظر عن العواقب. فالواحد منا يندفع بلا عقل تحت تأثير المشاعر أو الآمال الزائفة و قد يكلفه ذلك الكثير و الكثير . و يجب أن تعلم أن الكثير من المصريين بالخارج قد تحولوا إلى نماذج تتكرر يوم بعد يوم و الكل بدأ بنفس الكلام التالى " ما هى إلا سنتين أو ثلاثة الواحد يجيب قرشين و بعدين يرجع على مصر " "، إلا أن ما حدث كان كالتالى :
جزء بدأ الجشع يزيد فيه و تحول إلى أداة لجمع ما يمكن من المال على حساب كل شىء يملكه ، فتجده يبيع كرامته و نظافته و يبيع أبناء بلده ، و قد يصير أشد المنافقين ، ماسح جوخ ، و ما ذلك إلا من أجل رضا الكفيل و من حوله ليعطونه مليما آخر أو لينهب مليما من هنا و مليما من هناك ، و ليت بطنه تشبع ، فمع الوقت يصبح الجشع و النفاق سمتاه الذان يطغيان على حياته ، و يصير عبدا لهما.
جزء آخر بدأ مع الوقت فى الحصول على المال فتزوج و بدأت المسئوليات و المطالب المادية فى الازدياد فشعر بعدم قدرته على العودة لبلده حتى لا يفقد المستوى المعيشى الذى هو و أسرته فيه ، فأصبح أسير هذا الوضع و تحول إلى طاحونة تدر المال فقط .
جزء استمر فى العمل لسنين بالخارج و عندما أراد الرجوع لمصر وجد أن جميع علاقات العمل قد تكونت بالفعل فى الخليج ، و أنه ليرجع إلى مصر سيعانى الكثير لينمى علاقات جديدة و يعتاد الوضع الجديد ، ففضل البقاء فى الخليج.
أرجو منك قبل أن تفكر فى السفر أن تفكر بعمق ، فالكثير ممن سافروا خسروا الكثير مقابل المال ، فمنهم من تجده بعيدا عن زوجته و أبنائه لفترة قد تصل إلى 3 أو 4 سـنين و ربما أكثر ! و منهم من سافر و خسر دينه ، و النماذج لا تعد و لا تحصى ، فهل تساوى الغربة خسارتك لدينك، أو للعشرة الطيبة مع أهلك أو وجودك بين أبنائك و تربيتك لهم ؟ أم أنك من النوع - عافانا الله - الذى لا يتمتع بالحلال و لا يجد حلاوة له ، بل أصبح فقط محبا للمال على حساب كل شىء و لا يرى جمالا إلا للمال ؟!
اعرف حقوقك و واجباتك
جزء كبير من مشكلة العمالة المصرية بالخارج يتمثل فى عدم معرفة العامل لحقوقه و واجباته مسبقا قبل سفره ، فأغلب الناس يعرفون هذه الحقوق أو الواجبات بعد سفرهم بالفعل ! مما يسبب لهم مشاكل كثيرة . و هذا جزء من تقصير وزارتى القوى العاملة و الخارجية ، حيث يجب عليهم إصدار كتيب إرشادى و ليكن بعشرة جنيهات مثلا و يكون شراؤه إلزاميا أثناء إنهاء إجراءات السفر ، أو اختياريا لمن أراد التعرف على نظام البلدة التى ينوى الذهاب إليها قبل توقيع العقد أو الاتفاق ، و أن يكون واضحا فى هذا الكتاب معلومات مفيدة عن البلد و عاداتها الاجتماعية و اقتصادها و نظام العمل بها و الشروط و الحقوق و الواجبات ، و الأهم من كل ذلك أن يكون من السهل الحصول على هذا الكتيب و معلوم من أين يمكن للمواطن الحصول عليه ، فمن الملاحظ أن الوزارات أحيانا تقوم بعمل نشرات أو ملاحظات و لكن بدون أن تكون ظاهرة للمواطن ! أو معلوم بوضوح أين يمكن الحصول عليها ! فهى تقوم بعملها فقط لكى تبرىء ذمتها و تقول " كله تمام يا فندم " !
مكاتب تسفير العمالة
تعتبر مكاتب تسفير العمالة من أكثر أسباب الأذى و المشاكل للعمالة فى الخليج ، و ذلك لعدة أسباب ، أولها أن معظم هذه المكاتب لا تراعى الله فى عملها ، و لا تهتم بحقوق العامل أو الكفيل ، بل يأتى فى المقام الأول كم المال الذى سيحصلون عليه من الطرفين . أيضا فهذه المكاتب تقوم باستغلال حاجة الشباب حديثى التخرج ماديا و نقص خبراتهم ، أو حاجة العمال من نجارين و حدادين و غيرهم للسفر بعد إيهامهم بمكاسب الخليج على الرغم من قدرة هؤلاء العمال على تحصيل عمل جيد فى مصر و خصوصا بالقاهرة أو المشاريع الكبيرة إذا بحثوا عن ذلك ، و لكن تقوم هذه المكاتب بخداع الجميع و بخس حقوق المصرى من أجل إتمام عملية الاتجار بالبشر و الحصول على ما يمكنهم أخذه من مال ، بالإضافة لتأمين موقفهم القانونى عن طريق طلبهم توقيع العامل على وثيقة تثبت عدم حصول المكتب إلا على حقه القانونى تبعا لوزارة القوى العاملة ،و الذى من المفترض على ما أظن ألا يزيد عن 2 % من الأجر السنوى للعامل ، بالإضافة على حصول العامل على تذكرة الطيران ، و هذا غالبا لا يحدث ، بل يتحمل العمال تذكرة الطيران أو النقل البرى بالإضافة إلى عدة آلاف من الجنيهات يدفعها للمكتب ، مما يؤدى لشعوره بالفعل قبل السفر بالضغط المادى و المعنوى و الذى يدفع الكثيرين لتحمل الوضع عند اصطدامهم بالواقع الأليم عند وصولهم الخليج و تغير معاملة الكفيل لهم إلى الأسوأ عند وصولهم لأرضه، و إن شاء الله سأقوم بتفصيل نقاط السفر و العقد و الملاحظات على مكاتب التسفير عند كلامى عن حلول للمشاكل بإذن الله ، و كذلك توضيحى لك كيف إن كان و لا بد سفرك من مكتب التسفير أن تتعامل من هذا المكتب و أن تصل إلى المكاتب التى تراعى الله و تهتم بحقوق العمالة ، و إن كنت أظن أن هذا النوع من المكاتب نادر الوجود !
بداية العبودية
تبدأ عبودية العامل حينما يصل للخليج و يطلب منه الكفيل جواز سفره فيعطيه العامل له ، و هكذا يكون العامل قد وضع أول طوق حول رقبته ، و أصبحت حركته و حريته تحت رحمة الكفيل ، فإما أن يراعى الكفيل الله و يحترم آدمية العامل و حريته ، و إما أن يهينه و يذله ، و الاختياران ملك الكفيل و ليس لك من الأمر شىء !!
عدم التزام الكفيل بالعقد
قد لا يلتزم الكفيل ببنود العقد المبرم ، من اليوم الأول لوصول العامل ، و فى هذه الحالة فالعامل أمام اختياران ، إما بتقبل الوضع كما هو ، و البدء فى العمل ، على أمل أن يحصل من الكفيل فى المستقبل على أى شىء يعوض سفره ، حتى إذا جاء كل هذا على حساب كرامة العامل و حقوقه.
و قد يطالب العامل بحقه من اليوم الأول و يهدد بعدم البدء فى العمل ، و فى هذا الحالة سيقول الكفيل له : مع السلامة و القلب داعيلك ، لأن القانون يمنح الكفيل حق فسخ عقدك فى أول 3 شـهور و بدون أى التزامات عليه ، حيث يعتبر القانون أول 3 شـهور فترة اختبار !! و بالفعل فالكثير من الكفلاء اللصوص تجار البشر يستخدمون هذا البند و الذى بالفعل قد يكون فى عقدك و أنت لا تنتبه له ، و يقومون مع بعض اللصوص تجار البشر من مكاتب التسفير فى مصر بتسفير الشباب و بمجرد وصول الشاب يبدءون فى الضغط عليه بأقسى الوسائل و إما أن يتحملوا الوضع - و المستفيد هو الكفيل - و إما أن يرجعوا فى مدة الثلاثة شهور ليقوم الكفيل بإحضار غيرهم و جلب المزيد من المال منهم يبيع لهم الفيزا به ، أو يأخذ نصيبه من المكتب فى مصر ، و لا حول ولا قوة إلا بالله !!
المجتمع المصرى و المجتمع الخليجى
يجب عليك أن تدرك الفروق بين المجتمع المصرى بعاداته و تقاليده ، و المجتمع الخليجى ، و أن تجمع أكبر قدر من المعلومات فى حالة نيتك للسفر عن المكان الذى تنوى الذهاب إليه ، حتى لا يكون اختلاف العادات صادما لك ، و كذلك يجب أن تعلم أن كل مدينة داخل المملكة أو الدولة ، لها طباعها و جوها المختلف عن غيرها ، و عادات أهلها ، مثل الاختلاف بين القاهرة و الاسكندرية و الصعيد و غير ذلك فى مصر ، و يمكنك تجميع معلومات عن ذلك المكان عن طريق الانترنت أو المعارف ممن سبق لهم زيارة هذا المكان مع ملاحظة شىء هام ، و هو أنك عندما تستقى معلومات عن الغربة من شخص ، حاول أن تكون شخصيته قريبة من شخصيتك و ظروفه قريبة من ظروفك ، حتى تكون الأحكام التى أصدرها عن هذا المكان قريبة أو مثل الأحكام التى كنت ستصدرها لو كنت مكانه.
فرق التعليم
إن اختلاف مقدار التعليم بين العامل و الكفيل قد يسبب المشاكل ، فعندما يسافر العامل إلى شركة كبيرة فهو لا يتعامل مع الكفيل بصورة مباشرة و هذا هو الأفضل ، أما و فى الأغلب عندما تسافر للعمل مباشرة مع الكفيل ، ستفاجأ أن فى أكثر الأحيان يكون هذا الكفيل غير متعلم أو معه ابتدائية مثلا ، و مع ذلك فهو يعاملك بالطبع على أنه صاحب العمل ، و الكارثة عندما يظن هذا الكفيل أنه يعرف أكثر منك و يبدأ الصداع و الزنّ و التدخل فى فنيات عملك ، و فى هذه الحالة تصبح أمام اختيارين ، إما أنك " تاخـد الكفيل على أد عقله " و تمشى حالك و خلاص ، و هنا أيضا أنت الخسران لأنك تفقد شخصيتك فى العمل و أى مسئولية سيتهرب منها الكفيل و تتحملها أنت ، أو ، أن تبدأ فى صراع مع الكفيل لرغبتك فى أن يكون لك وضعك فى العمل و فى هذه الحالة ما هى إلا مسألة وقت و يصل الخلاف بينك و بينه لطريق مسدود لأنه لن يسمح لك أبدا بعمل ذلك . و انت و نصيبك .
المصريون فى الغربة
يؤسفنى القول أن الجنسية المصرية من أسوأ الجنسيات بالخليج ، فالمصريون بالخليج ليس لهم جالية قوية تقوم بخدمة و توعية المصريين ، و ذلك على الرغم من أن عدد العمالة المصرية الموجود بالخليج كبير جدا ، و قد تسمع للبعض منهم فتجده متضامنا معك ضد الظلم و راغبا فى أن يكون لنا رابطة بكل مدينة تمثل العمالة و ترعى حقوقهم ، و لكن وقت الجد ستجد الغالبية منهم تنسحب و تريد أن تمشى كما نقول " جنب الحيط " أو بالأصح " داخل الحيط " كما أن الكثير يكون بوجهين فيتكلم معك بوجه و مع الكفيل بوجه آخر واضعا أمام عينيه شعار " أنا و من بعدى الطوفان " فلا توجد نصرة المسلم و اتباع الحق إلا عند القليل ممن رحم ربى .
و على عكس وضعنا كمصريين بالغربة ستجد جاليات قوية و فعالة مثل الجالية السودانية ، فما شاء الله ، الإخوة السودانيون بالغربة مترابطون و جاليتهم تقوم على نصرة إخوانهم و تيسيير أمورهم ، و قد رأيت بنفسى اتحادهم و تحركهم السريع فى عدة مواقف مما زاد إعجابى بهم .... عقبالنا!
ما الحل؟
أول ما بدأت الكتابة فى هذا الموضوع و بعد بضعة سطور توقفت يداى عن الكتابة، و جال بخاطرى " هل تعتقد أن هناك حل ؟ هل تعتقد أن كتابتك ستغير من الأمر شيئا ؟" ربما نعم ، و أنا أكتب و الله أعلم بحالى ، و لا أريد إلا أن أنبه زميل لى لا أعرفه أو أخ لم أقابله بعد حتى لا يقع له نفس ما أعانيه الآن . و ربما لن يعتبر أحدهم بما يقرأ طالما أنه لا يعانى مثلى ، و لربما قام بنفس الأخطاء مرة ثانية ، و هذا ما لا أتمناه لأى منكم.
على أية حال ، لقد حاولت قدر جهدى أن أكتب عن حلول لهذه المشاكل ، و أرجو منكم إن وجدتم حلول أو اقتراحات أخرى أن تشاركوها على الانترنت بالايميلات و المنتديات لتوعية الناس ، و لمنع الظلم الواقع علينا و تغيير الحال للأفضل بإذن الله ، و بنيتى إن عدت إلى مصر أن أقوم بحملة لتوعية الناس و خصوصا الفقراء من الفلاحين و الصعيد و غير المتعلمين و هو أكثر من يقعوا فى فخاخ اللصوص من تجار البشر .
كذلك يمكنكم التواصل معى عن طريق الإيميل :
deddalkafala@hotmail.com
لا لغسيل الدماغ
أرجوك لا تستسلم لغسيل الدماغ و اليأس الذى يُبث فى القلوب و العقول ، لا تستسلم للضغط النفسى أو المادى ، قاوم ، كن رجلا متزنا ، و زن الأمور بميزان الحق و العدل ، و لا تستمع لأصحاب السوء أو الفسقة لأنك إن تستمع إليهم لا يؤثرون على فكرك إلا بالسوء ، بل استمع لأصحاب الخير و صحبة الإيمان و استمع لمن يحب إليك ما يحب لنفسه ، و إلى من عُرف الحق عنه ، و تذكر أنك إنسان حر ، أيا ما نسمعه فهو قرارك ، و هى حياتك ، و قرارك ملكك و ليس ملك غيرك.
اتق الله
اعلم أن تقوى الله هى طريق الفلاح فى الدنيا و الآخرة و هو السبيل الذى ينير لك أعمالك فاتق الله و استخره و توكل عليه فى كل شىء و التزم الصحبة الصالحة ممن يعرفون ربهم و استشرهم فى أمورك ينفعوك بإذن الله. و احذر السفر لمجرد السفر فهو من أخطر الأشياء . و اقبض على دينك فإن كان فى سفرك تفريط ، فدعه من أجل الله. و ما عند الله خير .
تنمية الإمكانيات أولا
قبل أن تفكر فى السفر للخليج ، اعلم جيدا أنك ستذهب لتعطى من إمكانياتك و خبرتك ، لا لتأخذ ، و إن اكتسبت بعض الخبرة هناك فهو القليل ، و هذا ما يحدث فى معظم الأحوال إلا إن قدر الله لك و سافرت إلى شركة عالمية أو كيان كبير ، و لذلك فتنمية إمكانياتك أولا فى مصر أفضل ألف مرة من استعجالك السفر ، فلا تضيع وقتك و أنت فى مصر كما يفعل معظم الشباب ، بل احصل على المزيد من العلم حتى يقويك و انتظر حتى تأتى لك الفرصة المناسبة التى تعرف قيمة هذه الإمكانيات بل و تساعدك على تنميتها و تقدرها بالمال أيضا ، بدلا من استعجالك السفر لتذهب مع من لا يعرف و لا يقدر و لا يفيد .
تمتع بالحلال
من الأشياء التى إن فقدها الواحد منا فقد خيرا كثيرا ، عدم الإحساس بالحلال و التمتع به و شُكر الله عليه ، بل يضل و يظن أن الاستمتاع بالمال فقط أيا كانت الوسيلة و يبدأ فى التمتع بالحرام فى سبيل ذلك .
فكثير منا كشباب لا يقدرون قيمة الكثير من النعم التى رزقهم الله إياها مثل الصحبة الصالحة – إن وجدت – و وجودك بين أهلك و عائلتك و هذا الرحم بينك و بينهم و الكثير من النعم فى المأكل و المشرب و الملبس و حتى كرامة وجودك على تراب بلدك ، فمهما حدث فأنت منه ، و لكن بالخارج فمهما حدث فأنت غريب ، و لكن نضل و نكفر بالنعم تحت أول ضغط يقابلنا و بدلا من أن نبحث عن حلول ، نبحث عن هروب.
أخى و زميلى الكريم ، أعد النظر فيما رزقك الله و ستجد بإذن الله خيرا كثيرا.
ساعد نفسك و ساعد غيرك
كن إيجابيا و لا تجعل الخير يقف عندك فالكثير ممن قابلت من المصريين هنا ، إن وجدوا سبيلا للخير استأثروا به لأنفسهم و لا ينشروه و إن عرفوا سبيلا للأذى لم يحذروا منه قبل وقوعه ، و هذا مبدأ البخلاء عافانا الله و إياكم . فلا تكن كذلك بل كن كالمصباح و أنر لمن حولك ، إن وجدت خيرا فشاركه غيرك و إن وجدت شرا فحذِّر منه ، و اجعل ذلك لوجه الله ، لا تريد به شكر الناس ، و إن شاء الله يجزيك الله خيرا و إن أردت فى وقت ما السفر فسيعينك الله و يجعل لك من الناس من يدلك على الخير و يبعد عنك الشرور كما فعلت أنت مع الناس من قبل.
التجارة
قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – " تسعة أعشار الرزق فى التجارة " .
لماذا نصر دائما على التمسك بالوظيفة و البعد عن التجارة وكأن هذا إرث موروث ثقافيا مثل قول "إن فاتك الميرى اتمرمغ فى ترابه" ، فقد شهدت الكثير من الشباب ممن تخرجوا من الكليات و توكلوا على الله ثم درسوا السوق جيدا حينما أحسوا بمنحة أعطاها الله لهم فى التجارة و قاموا بالبدء صغارا و هم الآن بفضل الله رجال أعمال . وقد بدأ البعض منهم التجارة فى مجاله و البعض الآخر خارج مجاله و لم يتمسكوا بالوظيفة و أصبح لهم عملهم و تجارتهم الخاصة و هذا بالفعل أفضل ألف مرة.
و للأسف فإن معظم الشباب يظنون أنه لكى تكون لأحدهم تجارة خاصة يجب أن يكون مليونيرا و هذا ليس صحيح و لكنه الجهل أو الكسل أو الخجل الذى يمنع الكثيرون من التوكل على الله ثم البحث و السؤال و الأخذ بالأسباب.
اجعل النجوم هدفك
كثير منا لسبب أو لآخر ، رأى أن السفر للخليج مع أى كفيل و السلام أفضل من مصر و استمع لكلام الناس ممن حوله أن المرتب سيكون أفضل من مصر و لو 500 جنيه فهى أفضل ، و أمام ذلك سافر مع أى كفيل بغض النظر عن المكانة العلمية و قيمة الخبرة الحقيقية التى سيستفيدها منه و التى فى الغالب قد تكون معدومة . و بعد عدة سنين مع هذا الكفيل يفاجأ المرء بأن الوقت ضاع و هو لا يطور إمكانياته فى زمن أصبحت فيه فرص "الفهلوة" بلا علم أو خبرة هى الأقل و زادت فيه قدرات العمالة بشكل كبير فى أسواق العمل.
نصيحتى لك و أرجو أن تعيها جيدا ، اجعل النجوم هدفك ، و لا تضع قدمك إلا فى الشركات أو المؤسسات الكبيرة أو العالمية و إن لم يكن لك مكان فيها الآن إما لضعف الخبرة أو العلم ، فتوكل على الله ، و خذ الطريق الموصل إليها و لا تيأس و خاصة فى بداية طريقك ، فقد رأينا الكثير من المهندسين كبار السن الذين لا يعرفون من طرق الإدارة و دراستها و العلم شيئا بل كان اعتمادهم الأول على الفهلوة و انتهى بهم الحال فى أسوأ الأعمال و مع أسوأ الإدارات ، و بالعكس ، رأينا شبابا اجتهدوا و طوروا إمكانياتهم و صبروا و هم الآن فى شركات عالمية يتقاضون أجورا قد لا يحلم بها الكثير .
إن كان و لا بد !
و أخبرا فقد لخصت فى عدة نقاط نصائح لمن أراد و صمم على أن يسافر للخليج لعل هذه النقاط تنبه الفرد قبل وقوعه فى أخطاء وقعت فيها أو وقع فيها غيرى ، و كذلك وضعت بعض المقترحات أظنها تساعد فى حل المشكلة بإذن الله و أرجو ممن عنده المزيد أن يقوم بالتواصل معى عن طريق الإيميل ، و جزاكم الله خيرا.
الفيزا
كما نقول فى مصر " الجواب يظهر من عنوانه " ، فأول الطريق إلى الخليج يظهر هوية الطريق بالكامل ، فالكثير ممن يعانون بالخليج أشد المعاناة ، عندما نتكلم معهم عن مشكلتهم ستجدهم يقولون " بعنا كذا و كذا و استدنا من أجل ثمن الفيزا " ، و هذا هو أول التفريط ، فإما أن يكون جاره أو حتى قريبه و باع له الفيزا ، أو مكتب تسفير يتاجر فى البشر و أخذ منه الكثير ، أو كفيل لص أوهمه ببيع فيزا حرة ! المبررات كثيرة و اللص واحد !
و لأى عاقل أن يتخيل أى إهانة نقبلها على أنفسنا حينما نقبل هذا المبدأ و ندفع مقابل السفر ، أى بالفعل خسرنا قبل السفر و فرطنا من البداية فى المال ، على الرغم من أن المنطق السليم و العقل يقولان أن الكفيل بحاجة إليك ، و ربما سيكسب من ورائك الملايين على حسب مهنتك ، و مع ذلك – و هو صاحب الملايين – لا يدفع، بل أنت تدفع له لتسافر ! و لعلمك فهذا أول إعلان – إن فعلته – عن عدم احترامك لنفسك و بخس قدرك ، مما يعطى الكفيل الانطباع الأول بأن هذا الوافد القادم رخيص ! فاحذر دفع أى مبالغ قبل السفر ، و اعلم أن الكفيل هو المستفيد منك و من عملك و فائدته كبيرة .
فإن كان قريب لك أو جار بالقرية أو المدينة أو " معرفة " كما نقول و أخبرك بأنه عليك أن تدفع مقابل الفيزا ، فاعلم أنه تاجر بشر و هو لم يدفع مليما من أجل الفيزا كما يدعى ، بل أخذها مجانا ثم عاد إلى مصر و أراد أن يستفيد على حساب قوت غيره بلا رحمة . أو أن الكفيل لص و أراد ثمن الفيزا ، و فى كلتا الحالتين تجنب تجار البشر ، و لا تثق فى الكلام المعسول المغرى فمعظمه كذب و تغرير بالشباب و خاصة ممن لم يسافروا للخارج من قبل حتى يصدقوا هذا الكلام و يقعوا فى الفخ.
يريدونك أن تدفع لهم لتخدمهم !!!! أين الكرامة فى ذلك ؟؟!!
ضع على هذا الضغط النفسى ، و يقصدون بذلك أن يضعوك من البداية تحت ضغط المال الذى دفعته و قد قابلت هنا عمالا مصريين كانوا أصحاب حرف صغيرة فى قراهم و لكن منهم من باع ذهب زوجته و أغلق تجارته ، و صدق الكلام الكذب و اشترى من جاره أو غيره فيزا ثم جاء هنا ليتعرض لشتى أنواع الذل من الكفيل و المصرى الذى باع له الفيزا ! و الكثير منهم لا يقدر حتى على العودة لبلده مرة أخرى بل أصبحوا عبيدا يعملون أى عمل من أجل 500 ريال شهريا و ربما أقل ، أو لا يعملون ، يؤرق ليلهم ذُل الدَّيْن و العودة لأهلهم بالخسارة و ذل الغربة ، مما قد يدفعهم لتحمل أسوأ الإهانات هنا و خسارة المرء لآدميته .
أما إذا كان سفرك عن طريق مكتب سفريات ، فأخبر الكفيل أنك لن تدفع مقابل الفيزا و إن كان يريدك فعليه أن يدفع أجر مكتب العمل – الرسمى من قبل وزارة القوى العاملة – بدون أى زيادة ، و كذلك مصاريف طيرانك للبلد المسافر إليها مع العلم إن جميع الأطراف من كفيل و مؤسسات و مكاتب التسفير هى المستفيدة منك فى المقام الأول و لذلك فعليهم تحمل أجر استقدامك و بذلك ستضمن من البداية أنك مسافر بقيمتك و كرامتك ، و بدون خسارة إن -لا قدر الله- ساءك الوضع هناك و أردت العودة ، و اعلم جيدا أنه لن يقبل بهذه الشروط إلا كفيل أو شركة قد تحترمك ، أما الباقى فدعك من غشه و كلامه الفاضى و لا تفرط فى نفسك و حقك و تجعل نفسك رخيص القيمة من البداية. بلدك أولى بك .
من كفيلك ؟
لا بد أن تدقق ألف مرة فى اختيارك ، و لا تنخدع بكلام الكفيل أو غيره من مساعديه من اللصوص فى شركات التسفير . يجب عليك معرفة ماهية الكفيل و يمكنك تجميع معلومات عنه من عدة مصادر ، أولها مقابلتك الشخصية معه إن حضر إلى مصر ، دقق جيدا فى شكله الخارجى و طريقة كلامه – و إن بدت جيدة - ، و استكشف هل هو صاحب دين يراعى الله فى عمله ، أم جاء لأخذ عمالة من مصر و أثناء ذلك ذهب إلى المراقص و الكباريهات ليسكر و يزنى!!
دقق جيدا فى لقائك معه و حلل كلامه بهدوء ، و بعد أن تتعرف على الكفيل و اسم مؤسسته أو شركته ، أعط لنفسك مهلة جيدة و اسأل عنها و يمكنك ذلك إما عن طريق المعارف فى المكان الذى ستسافر إليه أو عن طريق البحث عن الشركة على الانترنت و جلب بيانات عنها ، و قد تحصل على أرقامها عن طريق دليل " الصفحات الصفراء " للدولة التى ستسافر إليها و الاتصال بهم أو بغيرهم فى نفس البلدة و السؤال عنهم ، لأنك قد تكتشف الفخ قبل الوقوع فيه و لا تتسرع مقتنعا بكلام شركة التسـفير أو الكفيل بأن الجميع " مستعجل و مزنوق " ثم ترمى بنفسك فى بئر عميق.
ظروف البلد :
قبل أن تأخذ قرارك ، اجمع اكبر كم من المعلومات عن الظروف المادية و الاجتماعية عن البلدة التى ستسافر إليها و لا تقوم بتجميع هذه المعلومات من الماضى ، و أقصد بذلك من سافر قبلك من سنين من أهلك أو معارفك . فالظروف تتغير من يوم لآخر ، بل قم بتجميع المعلومات عن طريق من هم موجودين حاليا فى هذا المكان ، و عن طريق الانترنت و منتديات مجال عملك ، أو من منتديات المصريين بالخارج.
و سيفيدك ذلك كثيرا على الأقل فى تحديد الأجر المناسب لك ، فالكثير من المصريين يفرح بالرقم المادى و لا يعلم أن مصاريفه فى البلد التى سيسافر إليها ستكون كبيرة.
كذلك عند سؤال غيرك عن المصاريف ، اسأل من هم فى نفس حالتك الاجتماعية فى مصر أو أعلى ، و لا تأخذ برأى من هو أقل ، لأنه يقوم غالبا بصرف ما هو أقل منك هناك و ربما بكثير فلا أريدك أن تفاجأ بكم المصاريف فى الغربة و التى بعدها يكون عملك فى مصر أوفر لك منها !
ادرس الأمر جيدا
كل ما قمت بإخبارك به من قبل ، لا بد أن تقوم به قبل توقيع العقد أو الاستعجال فى الخطوات ، و تذكر أن هذه حياتك فلا تهدرها و تضيع السنين لأنك لم تتأنى لأيام ، و استخر الله ، فصلاة الاستخارة ستكون خيرا لك بإذن الله.
عقد العمل
تعتبر هذه النقطة هامة جدا و لا بد أن تعى ما فيها جيدا ، لأنه قد يترتب على عدم الاهتمام بها الكثير من المشاكل ، و قد قسمتها لعدة نقاط ، قبل السفر ، و بعد السفر .
قبل السفر :
– بنود العقد :
حدد جميع ما تريده من سفرك حيث يتم الكلام شفهيا أولا مع الكفيل فى جميع بنود العقد بدون أن تتنازل عن حقوقك فستلاحظ أن معظم الكفلاء يتبعون مبدأ الفصال فى الاتفاق ، و يساعدهم فى النصب على العمالة مكاتب التسـفير فيقوم من فيها بإقناعك بأن هذا طبيعى و " إنك تسافر بس و كنوز على بابا تنفتح " فاحذر التفريط. حدد ما تريده بدقة و دافع عنه بقوة و لا تبخس حقك أبدا ، و سيظهر لك عند تمسكك بحقوقك نوع الكفيل و نوع شركة التسفير.
إن لم يتم الاتفاق و لاحظت أن الكفيل يبخس حقك بشكل مبالغ فيه و صاحب المكتب يخبرك بأنه سوف يحاول مع الكفيل لرفع المبلغ أو المساومة على حقك ، فاحذر منهم كل الحذر !! فهم يتلاعبون بك .
إن تم الاتفاق على كل صغيرة و كبيرة و بدا أن الأمر خير ، و اتفقت على أن يدفع الكفيل أجر المكتب ، أو إن كان تعاملك مع الكفيل مباشرة و اتفقت على عدم دفع أى مبلغ نظير الفيزا ، و لا تظن أخى الكريم أنى أبالغ ، فصدقنى هذا هو المفروض و هذا لن يضر الكفيل أو الشركة شيئا و سيحفظ لك الكثير من كرامتك بإذن الله . إن حدث هذا ، فأنت الآن فى خطوة كتابة العقد و هو تحويل ما اتفقتم عليه شفهيا إلى بنود مكتوبة بصورة جيدة و سليمة للحفاظ على حقوق الطرفين .
و فى النقاط التالية أوضح لك بعض البنود التى يجب أن تهتم بها :
- قم بكتابة كل ما اتفقتم عليه ، كبيرا أو صغيرا ، و استعن بمن له خبرة فى ذلك ، كما يمكنك رؤية أمثلة للعقود و مقارنتها بما تريد ، للوصول إلى أفضل صيغة ، و لا تقتنع فقط بأى عقد موجود لدى شركة التسفير .
- قد يحاول البعض إقناعك بأن بعض النقاط بديهية و لا داعى لكتابتها بالعقد ، و قد حدث هذا معى حين أخبرت شركة التسفير أنى أريد أن أكتب بالعقد بند يكون مذكورا فيه حقى فى سيارة خاصة أو بدل انتقال كما اتفقت مع الكفيل – الذى أخبرنى بالطبع أنه سيعطينى سيارة آخر موديل ! ، و لكن من بشركة التسفير أخبرنى أنه لا داعى لكتابة هذه النقطة، و بعد سفرى الكفيل لم يوفر لى أو لأى من المهندسين أى سيارة خاصة أو بدل انتقال ، بل أجبر الجميع على ركوب السيارة النقل المتهالكة مع العمال الهنود ، و عند وصول الخلاف بينى و بينه لمكتب العمل ، بالطبع لم أستطع المطالبة بسيارة خاصة أو بدل انتقال لأنى اغفلت ذلك فى العقد ، فنصيحتى لك ، اكتب كل ما اتفقتم عليه بالعقد و كل ما ترى أنه يضمن حقوقك و لا تستمع لرأى من يساومك فى حقك ، فالغربة صعبة و أنت ستضحى بالكثير فلا تضحى بحقوقك .
- احذر البنود التى قد تؤذيك ، مثلا ستجد بند أن أول ثلاثة شهور هى فترة اختبار و يحق للكفيل فسخ العقد دون أن تترتب عليه أى التزامات ، و هو بالطبع بند غبى ، بل منصوص عليه فعليا فى قانون البلد ، و هو يسمح لأى كفيل لص أن يبيع الفيزا للمهندس ، و بعد أن يأتى المهندس إلى البلد يفتعل الكفيل معه المشاكل ثم يقول له قبل أن تمضى الثلاثة شهور الأولى أنه غير كفء و يقوم بتخريجه من البلد حتى ينصـب على غيره مجددا ! و لذلك اكتب فى عقدك أنه لا يحق للكفيل إنهاء العقد فى أول 3 شهور إلا إذا ثبتت عدم كفاءة المهندس – أو أى وظيفة – مع وجود ما يثبت ذلك من الأدلة الموثق من الجهات المختصة التى تفيد ذلك ، و إلا فعلى الكفيل تعويض المهندس بدفع قيمة العقد كاملا !
- اكتب فى بنود العقد أن مصاريف استقدامك و استخراج الإقامة و التأمين هى على الكفيل ، و مصاريف الكشف الطبى و أى مصاريف أخرى كاستخراج رخصة القيادة – إن كانت تلزم – و إلا فسيفرض الكفيل هذه المصاريف عليك و لن يدفعها أبدا !
- من الممكن إن أردت أن تكتب أيضا فى عقدك بند بعدم احتفاظ الكفيل بجواز سفرك ، و إن أراد الكفيل أن يأخذه منك لإنهاء إجراءات ، فخذ منه ورقة تفيد أنه أخذه منك و عليها توقيعه ، ثم ليعيده إليك بعد إنهاء الإجراءات.
- اكتب تفاصيل السكن الذى تريده بالتفصيل كأن يكون سـكن خاص فردى أو عائلى ، مؤثث ، و أى تفاصيل أخرى تراها و اتفقت عليها مع الكفيل.
- اكتب تفاصيل العمل كتحديد الوظيفة و مركزك فى الهيكل الوظيفى و عدد الساعات و وقتها ، و الراتب الإضافى للساعات الإضافية، و غير ذلك مما تراه.
- ضع جزاءات تعويضية فى حالة عدم التزام الكفيل بالعقد كأن يكون من حقك فسخ العقد مع نقل الكفالة إن أردت و تعويضك ماديا عن قيمة العقد كاملا .
- حدد أجازاتك و طريقة سفرك و تحمل الكفيل لها ، أو تعويضك ماديا بضعف الراتب إن تم الاتفاق بين الطرفين على عدم النزول بالأجازة ، أيا كانت ، سنوية ، أو نصف سنوية ، أو كما تم الاتفاق عليه .
- احصل على توقيع الكفيل الشخصى على العقد و ختم مؤسسته و يفضل أن يكون العقد على ورق مؤسسته الخاص ، كذلك ختم شركة التسفير و احصل على ما يثبت رسميا بوجود وكالة من الكفيل للشركة و إلا فالشركة نصابة إن قامت بالتوقيع مكانه مع عدم إعطائك دليل ، و احرص على توثيق العقد من وزارة القوى العاملة و التأكد من الشركة و الكفيل و أنه ليس من الكفلاء أو المؤسسات الممنوعين من جلب عمالة من مصر ، و كذلك قم بتوثيق العقد من سفارة الدولة التى ستسافر إليها بالإضافة للتوثيق من الخارجية المصرية .
بعد السفر :
• عند وصولك للخليج من الممكن أن يسألك الكفيل عن العقد أو أنه يريد أن يراه ، فاحذر ذلك ، فكثير ممن سافروا عانوا أشد المعاناة بسبب هذه النقطة لأن الكفيل قام بالاحتفاظ بالعقد أو تقطيعه !
• لا تقم بالتوقيع على أى عقد جديد ، و تمسك بالعقد المبرم فى مصر ، و إن أراد الكفيل ، فأعطه نسخة تكون قد صورتها فى مصر ، و لا تقم أبدا بإعطائه أو إعطاء غيره الأصل .
• بعد وصولك ، اذهب للغرفة التجارية بالمكان الموجود فيه و قم بتوثيق عقدك هناك .
من أول يوم !
تأكد أن موقفك من البداية سوف يؤثر على مشوارك طوال فترة غربتك . من أول يوم ، إذا شعرت أن الكفيل بدأ فى مساومتك أو إهدار حقوقك ، أو أنه لم يلتزم بما فى العقد ، و طالبت بحقوقك و لم تجد من إجابة سريعة ، فاذهب فورا إلى مكتب العمل و قدم شكوى فى الكفيل ، و يمكنك أيضا تقديم شكوى إلى إمارة المحافظة الموجود بها.
و قد حدث معى عندما طالبت بتعويض مادى عن تأجيرى سكن لأن الكفيل لم يوفر لى السكن كما بالعقد ، فأخبرنى الموظف الموجود بمكتب العمل أنى مخطىء لأنى لم آتى للشكوى من البداية ! و كان هذا جزائى أنى سمعت كلام من يقول " استحمل و مع الوقت حيجيب لك الكفيل السكن " بالإضافة لباقى كلام " اسطوانة بخس الحقوق و إهدار الكرامة ".
مكتب العمل
إن حدث – لا قدر الله – و لم يكن هناك حل من جانب الكفيل ، فيمكنك الذهاب إلى مكتب العمل الموجود بمنطقتك و تقديم شكوى فى الكفيل ، و إن شاء الله ستحصل على حقوقك طالما أنك تملك عقد موثق و أوراق تثبت حقك ، على الرغم من بطء الوقت و تعقيدات الروتين العقيم، و قم بدعم الشـكوى بصور من المستندات اللازمة مع ملاحظة الآتى :
- عند ذهابك قم بتحضير ما يلزمك من صور الأوراق و احتفظ بورق أبيض و قلم فربما تحتاجه.
- اسأل عن الخطوات قبل البدء فيها حتى لا يفوتك شىء .
- لا تكثر من الكلام ، حدد ما تريده و اعرضه باختصار و دقة.
- تكلم بأدب ، و لا تعط الغير فرصة لأن يكون له عليك حجة.
- احتفظ بنسخة من جميع الشكاوى و أوراق القضية .
- إن شعرت بتقاعس من مكتب العمل ، فاذهب للإمارة و قدم شكوى للأمير.
- إن أحسست بأن الوقت سيطول حتى تأخذ حقك فى النهاية ، فاطلب تصريح بالعمل لدى غير الكفيل ، و طالب بتعويض عن مدة انتظارك.
- جميع الكفلاء يتبعون فى حالة الخلاف مع العامل سياسة " النفس الأطول " و يعلمون أن العامل غالبا يترك حقه فى النهاية أو تحت الضغط لجهله بحقوقه و عدم قدرته على الدفاع عن نفسه و هذا للأسف انبطاع مأخوذ عن العمالة المصرية بالخليج.
- إن كنتم أكثر من فرد ، توجهوا بشكاوى إلى المستشار العمالى بالسفارة ، فعندما تكون مجموعة متحدة ضد الكفيل ، قد تقوم وزارة القوى العاملة بمنعه من أخذ عمالة جديدة من مصر نهائيا .
نصائح عامة :
هذه بعض النصائخ العامة و أرجو من الله أن تنفعك إن كنت مصرا على السفر .
أصلح النية
اجعل نيتك صالحة لوجه الله حتى يرزقك خيرا ، و اجعل هذه طريقتك بالغربة . ففى أى عمل اجعل نيتك صالحة ، فى سفرك عامة و فى عملك هناك و راقب نفسك و اعلم أن الخير بركة و نور و الشر فقر و ظلمة.
الصحبة الصالحة
احرص على أن يكون لك صحبة صالحة من قبل سفرك . فإن لم يكن ، فعند وصولك بالبلد المسافر إليه ، ابحث عن الصحبة الصالحة و غالبا ستقابلها بالمسجد ، ممن يخافون الله و يتبعون الحق ، فسيكونون عون لك بإذن الله فى وقت الرخاء و عون أكبر فى وقت الشدة ، على عكس رفاق السـوء فسوف يتفرقون عنك و منهم من سيبيعك فى أول شـدة !
التأريخ و الورقيات
عند وصولك ، قم بتأريخ الأحداث ، مثل تاريخ وصولك و بدأ العمل ... إلخ فربما ستحتاج إلى كل ذلك فى يوم ما ، كذلك قم بالاحتفاظ بالأوراق الهامة كالإيصالات و الاحتفاظ بنسخة احتياطية منها .
الإتقان
أتقن عملك ، و اتق الله فى هذا العمل ، فلا تهمله ولا تعط أى انطباع سىء عنك لأن ذلك سيُطبع عند الكفيل أو أهل البلد أنه سمة جميع المصريين ، فلا تهين نفسك أو غيرك ، و احترم النظام و لا تحاول كسره ، و اعمل بالمثل المصرى " امشى عدل يحتار عدوك فيك "
لا للإهانة
إياك و أن تجعل نفسك أو أى من المصريين رخيصا ، حتى إن كان وضعك بالغربة جيدا و وضع غيرك سيئا فلا تقل " و أنا مالى " بل انصر أخاك و ساعده و ارفع الظلم عنه ، فهذا واجب عليك ، لا تكن من الأندال الذين كثروا و لا حول و لا قوة إلا بالله ، بل كن رجلا ، و لا تستأثر بالخير لنفسك بل انشره و ساعد غيرك لوجه الله و لا تكن رخيصا مثل من يقولون " إحنا فى مصر نتبهدل ببلاش ، فى الخليج نتبهدل بفلوس "
و إنا لله و إنا إليه راجعون
مصروفاتك
احتفظ بسجل لمصروفاتك من البداية حتى تستطيع تقدير الوضع بالغربة و كذلك قم بالسؤال من البداية من المصريين الموجودين عن أفضل طرق التوفير ، و أفضل الأماكن للشراء و سيدلونك على أماكن جيدة تحصل بها على ما تريد من أغراض بسعر جيد.
امسك لسانك
كما نقول " لسانك حصانك إن صنته صانك و ان هنته أهانك "
ستجد الكثير فى الغربة يتكلم كالنساء " ع الفاضى و المليان " فلا تكن معهم و راقب كلامك و لا تحاول أن تتحدث مع أبناء البلد الذى ستذهب إليه عن سياسة البلد و نظام الحكم ، فلمعلوماتك إن لم تكن ذهبت للدول العربية بعد ، فكمّ الحريات السياسية فى مصر و التعبير عن المعارضة – حتى و إن لم يعجبك – أكبر بكثير من باقى الدول العربية ، فلا تظن أن الأمر نفسه بالخليج و احذر أن تقع فى المشاكل بسبب ذلك .
وقت فراغك
إن وجدت وقت فراغ فلا تحاول تضييعه فيما يضر بل اشغله بالعبادة و طلب العلوم الشرعية و تنمية خبراتك العملية و المحافظة على صحتك بالرياضة ، و اترك أغلب المفسدين ممن يضيعون أوقاتهم بالغربة و كأنه شىء عادى فيخسرون رضا الله عنهم و يرجعون لبلدهم و قد أصبحوا أجهل بالدين و الدنيا.
لمن أوجه كلامى ؟
أوجه كلامى لكل من عنده إحساس بكرامته و كرامة أبناء مصر ، و من يمكن أن يعقل الأمور و يزنها بالحق و أنا لا أرجو من ذلك شيئا و لم أكتبه لفائدة شخصية بل كتبته و أنا فى هذه الأزمة لوجه الله ، و لا أرجو إلا الدعـاء لى بفك كربى و العودة إلى مصر سالما ، و أن ينفع هذا الكلام غيرى و يجعله يستفيق من غيبوبة الأمل الزائف.
و أتمنى إن أحسست بفائدة لكلامى أن تنشره قدر استطاعتك ، كنشره بالإيميلات أو المنتدى الخاص بك لعله يصل إلى من يستفيد منه و إن وجدت أفكارا للعمل ضد نظام الكفالة فرجاء أرسله إلى على الإيميل : deddalkafala@hotmail.com
و أخيرا فاعلم أن هذا النظام الظالم إلى زوال ، و قد بدأت بالفعل دول كالبحرين فى إلغائه ، على الرغم من عدم معرفتنا هل النظام الجديد " فعليا " سيحافظ على الحقوق أم لا ، لكن بوجه عام فنظام الكفالة سيتم إلغاؤه بإذن الله ، إن آجلا أو عاجلا ، كما أن الضغوط الدولية من أجل ذلك كثيرة ، و اعلم أن انتظارك الفترة القادمة فى مصر ، حتى إلغاء هذا النظام سيفيدك كثيرا ، فنصيحتى لك أن تنتظر حتى تسافر بكل حقوقك و بمرتب أفضل بكثير إن سافرت و استعجلت الأمر الآن.
وفقنا الله جميعا لما يحبه و يرضاه
التعليقات (0)