كتبت هذا المقال أثناء فتره اشتعال الاحداث بعيد مباراه كره القدم بين مصر والجزائر ولكنني أثرت عدم نشرها أنذاك حتي لا أضع نفسي في خضم الصراع الاعلامي الذي كان دائرا علي أشده بين الجانبين المتقاتلين ولكن اليوم أري أن الأمور قد هدأت والخطاب الاعلامي علي الجانبين قد مال الي التهدئه واختيار الالفاظ المهذبه واستعمال لغه التقارب لذلك ارتأيت أن الوقت قد أصبح مناسب للنشر ..
فما حدث بكل بساطه أن نجلي السيد الرئيس "علاء وجمال" قد قررا دعم الفريق المصري في مشواره الكروي وحضرا مباراه مصر والجزائر في القاهره ثم أعلنا أنهما سيسافران الي السودان لمؤازره الفريق في مباراته الفاصله مع الجزائر ..
الي هنا والامور عاديه ولكن المشكله كمنت في المتزلفين من الفنانين والاعلاميين وأسرهم والذين انتهزوا الفرصه وسارعوا الي حجز أماكنهم الي الخرطوم ليبقوا ملتفين حول أبناء السيد الرئيس في كوكبه فنيه اعلاميه سوف تأخذ حيزا كبيرا جدا في الاعلام المصري ولمده طويله اذا فاز الفريق المصري بالمباراه والذين احتلوا جميع الاماكن التي كان سيشغلها المشجع المصري البسيط أو ما يسمي مشجع الدرجه الثالثه والذي تعذر عليه السفر الي السودان بسبب أهل الفن والاعلام ..
ولكن غالبا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فأول هام انهزم الفريق المصري وثاني هام هاجمت الجموع الجزائريه أوتوبيسات الساده الفنانين والساده الاعلاميين وأسرهم وتعدت عليهم وهذا ما نرفضه شكلا وموضوعا ..
أما ما حدث بعد ذلك وهو ما أسماه العقلاء "انتفاضه الفنانين" ليس في تبادل الشتائم والسباب مع الجانب الجزائري من خلال جميع وسائل الاعلام المرئيه والمسموعه والمكتوبه والانترنت وهذا ليس بموضوعنا ولكن موضوعنا هو التركيز التام ومحاوله تحريك الجماهير فيما يشبه الانتفاضه تجاه ما يسمي "كرامه المصريين المهدره بالخارج"
كوتر حساس يلهب مشاعر كل مصري ويثير حميته ويجعله يندفع بلا وعي محطما كل شيئ أمامه ..
ولكن الي كل هؤلاء الساده الفنانين والاعلاميين نقول نعم أكثر من 80 مليون مصري يشعروا ويتألموا لما تعرضتم له من اهانه في السودان ولكن أين أنتم وأين كنتم والملايين من أبناء مصر يتعرضوا للاهانه يوميا بسبب كونهم مصريين في مختلف بقاع الارض ألم تستشعروا بالامهم وتحركوا ساكنا تجاه معاناتهم .. أين كنتم والمصري هو أرخص أجنبي في كل الدول .. أين كنتم وأين كان فنكم الرفيع واعلامكم العالي الحس والمصري يضرب ويطرد وتسلب أمواله ويلقي في غياهم السجون ويرحل مهانا وممنوعا من العوده الي كثير من الدول ..
الان والان فقط عندما تعرضتم أنتم الي المهانه تم وضع كلمه كرامه المصري في الخارج في القاموس اللغوي ..
قريبا سوف تهدأ ثورتكم وتنشغلوا بفنكم وطربكم ومحطات تليفزيوناتكم بعد أن يتم تسويه الموضوع وبعدها لن تسافروا بصحبه الفريق الكروي الي أي دوله مره اخري لانه لا يلدغ الفنان من جحر مرتين في درس لن تنسوه ولكن ماذا بعد ذلك ..
هل سيتذكر أحد القضيه التي أشعلتموها وهي "كرامه المصريين بالخارج" ..
هل سيتبناها أحدكم ؟
هل سيثيرها أحدكم ؟
هل سيتذكرها أحدكم ؟
أم طالما أن الأمر بعيد عن الفن وأهله والاعلام وأهله فليذهب باقي المصريين الي …
مجدي المصري
التعليقات (0)