ال
الكتاب و معركة البقاء
تنتشر هذه الايام فعاليات ثقافية كثيرة مثل معرض للكتاب وغيره, وهى احتفاليات ثقافية كبيرة نشهدها فى نشاط سنوى , وهذه المعارض تعتبره الناس عيدا سنو يا للكتاب , وتعتبر معارض الكتاب فى العالم اجمع أعياداً ثقافية واحتفالية كبرى للكتاب , ولكن هل سيبقى الكتاب على عرشه ام ان هناك من سوف ينزله من عرشه ؟
إن الكتاب هو اقدم وسيلة تعليم وتواصل بين البشر منذ بدء خلق الانسان وحتى الآن وتعتبر اللغات القديمة مثل اللغة الهيروغليفية والسومرية وغيرها من اوائل من استعمل الكتابة لنقل وحفظ المعلومات وما المعابد الفرعونية والسومرية فى مصر والشام إلا ادلة على قدم الكتاب وايضا النقوش على جدران تلك المعابد كانت كتبا تاريخية تحكى تاريخ الامم والشعوب ولا ننسى حجر رشيد الذى كان له الفضل فى احياء وترجمة كل المخطوطات الفرعونية الى اللغات الحديثة , وكذلك كانت الكتب المقدسة وما سبقها فى القدم كصحف ابراهيم ومزامير داوود حتى التواراة والقرآن تعتبر كتبا مخطوطة ومكتوبة ومقدسة لأنها نزلت على الانبياء بنصها وبلغة قومها , وهنا لم نذكر الانجيل وهو رغم أنه كتاب مقدس نزل على سيدنا عيسى عليه السلام إلا انه ليس مخطوطا سماويا نزل بنصه ولكنه كان املاء بالنص من عيسى ووحيا من السماء ولذلك فهو ليس مخطوطا منزلا بنصه من السماء كالقرآن والتوراة .
نعود الى الكتاب وتطوره على مر العصور فمن تخطيط على الارض فى البدء الى نقش على الحجر الى نسخ على اوراق البردى ولحاء الشجر حتى وصلنا الى الكتب المطبوعة والمصورة والملونة والمفهرسة وهو تطور كبير اصبحت فيه الكتب تمثل حاجة اساسية فى حياة الشعوب وتطورها , بل واصبح للكتاب احتياجات اخرى مثل المصاحبة بل والصداقة فكثير من الناس يعتبرون ان الكتاب هو خير صديق , كما قال امير الشعراء " وخير صديق فى الزمان كتاب" ,
ولكن وبتطور العلوم ودخول علم الحاسبات الالكترونية ( الكومبيوتر) دخلتا الى شكل جديد من اشكال الكتاب ألا وهو الكتاب الالكترونى , حيث اصبح الانسان يستطيع ان يجمع فى اسطوانة مدمجة واحدة مئات الكتب بل والآلاف منها , كما ان وجود الكتاب او المكتبة فى البيت او المنزل ليس له فائدة حيث اننا نستطيع ان نطوف فى انحاء العالم من خلال الانترنت ونحصل على اى كتاب قديم كان او جديد فى ثوانِ معدودة ونطالعه على شاشة الكومبيوتر ونحن نسترخى على السرير, والاكثر غرابة ان الكومبيوتر الشخصى اصبح فى حجم الكتاب ونستطيع ان نحمله معنا اينما نريد ( اللابتوب), وماذال العلم يخرج علينا بالجديد والغريب مثل التابلت والآىباد والهواتف النقالة الحديثة.
إن الكتاب فى شكله المعتاد والقديم سوف يصبح قريبا وقريبا جدا من الآثار وقد نحفظه كتحفة تاريخية فقط , ولكن لكى نقرأ ونطلع وندرس فالامر اختلف كثيرا , وهنا فإن معركة البقاء للكتاب بدأت واعتقد ان النتيجة لن تكون لصالحه...........
ولا عزاء لمن تعودوا القراءة فى الكتب المطبوعة .
التعليقات (0)