الكتاب الوفاة دماغياً
لقد توفي دماغياَ وبانتظار تشييعه لمثواة الأخير، الكتاب الذي قيل عنه شعراً وخيرُ حليسِ في الزمان كتابُ "رواه وقاله المتنبي" لم يعد بتلك الأهمية فالسوشل ميديا احتلت الفضاء العام والبحث عن المال أولى من البحث عن المعرفة وتنمية الفكر!
الأدب لا يمكنه أن يموت وكذلك الفكر المستنير والقيم الأصيلة، هذا ما كنا نعتقده لكن الواقع كذب كل تلك الاعتقادات وصفع الجميع بقبضةِ حديدية آثارها ستبقى ما بقي الدهر، الكتاب القرطاس ذو المكانة والقُدسية والقيمة المعرفية لم يمت فجأة بل مر بمراحل حتى وصل لحالته التي نراها اليوم فهو تحت رحمة العقول المستنيره لعلها تبعثه من مرقده.
لم تعد مدراس التعليم العام تُشجع على القراءة الحره ولم تعد المناهج تشجع على البحث وتتبع المعلومة ولم تعد الأسر تهتم بالكيف قبل الكم الواقع مزدحم بماهو دون ذلك، ولو قلت ودور النشر أين هي؟
هي لم تعد تهتم بالمُفيد بل اهتمت بالمال فالنشر تجارة ولنا في معارض الكتب تجارب يندى لها الجبين..
في السابق كان منع الكتاب وسيلة تروج مثالية واليوم مُنع الكتاب أو لم يُمنع لم يعد بذات الأهمية، فعقول اليوم مشتغلة بالسوشل ميديا وتغذية البطون ونست ماهو أهم من ذلك الا وهو العقل... السوشل ميديا وسيلة لكنها تحولت لغاية فهي تجلب المال وتفتح المجال أمام الشهوة لأن تنطلق في فضاءِ دامس لا نهاية له، تساقطت ورقة التوت الأخيرة وبانت سوءة مجتمعات كنا نعتقد أنها ذات قيمة لكن قيمها كانت هلامية لم ترتديها إلا محاكاة وتقليداً لا قناعة وايماناً راسخاً بها...
أيها الكتاب اعزي نفسي قبل أن اُعزيك واتسأل هل ستبقى صديقي الذي قضيت معه عمراً ومازلت متعطشاً لما بين دفتيك، أم سألحق بمن ركب الموجه واتركك مركوناً كتحفه تُزيين حجرة الضيوف ومداخل المنزل، أعتقد أنني سأبقى معك وإن اخذني الوقت بعيداً عنك ..
التعليقات (0)