علي جبار عطية
هل يوجد كاتب مقروء له قراء منتظمون يتابعون كتاباته ويعلقون عليها؟
ربما تكون شبكة الانترنيت قد قدمت الاجابة على مثل هذا السؤال لو كان الكاتب ذا مدونة او هو مشترك دائم على صفحات شبكة شهيرة او هو محرر في صحيفة الكترونية بل ولعله ليس كاتباً محترفاً لكنه يعيش هاجس الكتابة على مواقع التواصل ومنها الفيسبوك والتويتر وغيرهما فتأتيه التغذية العكسية اولاً بأول وعلى الطريقة البغدادية (حار بحار وبالدهن الحر)!
لكن الأمر ليس كذلك في الصحافة الورقية فالكاتب لا يعرف عن قارئه شيئاً وربما لا يجد ردود فعل ايجابية او سلبية من قرائه بل حتى أهل الاختصاص قد يبخلون بابداء رأي في ما يكتبه اذا استثنينا كلمات المجاملة والاطراء او التشجيع التي تظهر بين حين وآخر وأحياناً على شكل دفعات كدفعات الطوارئ!
اذن ما المعيارية التي يمكن الركون اليها في الاطمئنان على ما نكتب؟ وكيف نعرف درجة تقبل الآخر لما نطرحه من أفكار وتأملات؟
كيف نعرف درجة رضا القارئ او سخطه؟
اختلافه معنا او اتفاقه؟
ما نوع الفكرة التي تهمه وما درجة قبوله باسلوب الطرح؟
والأهم من كل ذلك أين موقع كتابات الكاتب من الاعراب؟
تتكاثر الأسئلة ولا يوجد جواب شاف، لكن تظل المسألة في دائرة الاحتمالات والتوقعات ويمكن القول ان الكاتب الذي يطمع في ان تكون كتاباته مؤثرة فالمفروض أن يلامس هم القارئ ويقترب من هواجسه وتطلعاته وتكون له مجسات دقيقة يستشعر بها اولويات قارئه ولا يهم بعد ذلك مدى اختلاف القارئ معه او اتفاقه، فالمهم هو اثارة الاهتمام واسلوب المعالجة وليس المنتظر من الكلمة ان تغير العالم، بل قد تكون للكلمة وظيفة جمالية لكي لا يحمل المرء الأمور اكثر مما تحتمل، فالأفكار في الكثير من الاحيان موجودة ومتكررة الا فيما ندر والتنافس يكون في اسلوب العرض ورشاقة الاسلوب وقد تعجبك عبارة وهي نفسها تستفز غيرك وتظل المراهنة على الصدق مع النفس في احداث التأثير المرجو حتى لا يكون هم الكاتب ان يقول كلمته ويمضي فحسب بل يقول الكلمة ويقف ليدافع عنها، فالاحباط قد يأتي إذ اعتقد المرء انه لا جديد تحت شمس المعرفة!
نشر في صحيفة الاتجاه الثقافي
التعليقات (0)