مواضيع اليوم

الكتابة وجعها ودواءها في آن واحد. الشاعرة التونسية ايمان الفالح

عمر شريقي

2023-03-28 07:00:24

0

 الكتابة وجعها ودواءها  في آن واحد.

الشاعرة التونسية  ايمان الفالح

** المطالعة وضعتني في الطريق الصحيح للكتابة والإبداع ..

**  بداية لم ألقى التشجيع من الأهل لكن وجدته من الأصدقاء !!

الشاعرة التونسية ايمان الفالح  اسم لمع في سماء الشعر التونسي  واستطاعت تثبيت قدميها بين شعراء جيلها فأبدعت بأجمل الكلمات  لليل والسماء والنجوم كما كتبت للعاشقين والمحبين  .

ايمان الفالح أستاذة في التاريخ وعضو اتحاد الكتاب التونسيين صدر لها  ( يداك أسمائي الغريبة و معطف لسيدة الرمل )

تعتبر الشعر هويتها وانتمائها وصرختها في وجه الماضي والحاضر والمجهول، منذ بداية وعيها بذاتها وبالأشياء كان أول سؤال تطرحه في سرها "من أنا وكيف أتيت إلى هنا"؟ ومن هنا بدأت بالكتابة حيث تقول :

 بدايةً من هذا السؤال الذي لطالما لم تقنعني إجاباته... توسعت في دائرة النظر والبحث وعدم الأخذ بالمسلمات، وذلك بوعي طفولي مبكر، أذكر أني كنت أضع كراسي تحت وسادتي، لكي أخبئ فيه ما أكتبه نهارًا أو ليلًا... في سني الطفولية حصلت على عدة جوائز تشجيعية، وأغلبها يتمثل في مجموعة من الكتب القيّمة، أذكر من بينها "الأيام" ،"المعذبون في الأرض" لطه حسين، "اللص والكلاب"، "بداية ونهاية " لنجيب محفوظ ،  كنت شغوفة جدًّا بالمطالعة، وهذه البدايات وضعتني في الطريق الصحيح للكتابة والإبداع

وقرأت وتأثرت بالشعراء مثل محمد الماغوط، محمود درويش، سعدي يوسف، سركون بولص، رامبو، بودلير...وغيرهم كثير، كما أن بعض الروايات تلهمني. لكن تأثري كان بالبيئة الريفية التي نشأت فيها، تربتها وأشجارها مغرية للتأمل والنظر والركض الدائم وراء أرقّ التفاصيل  التشجيع لم أجده من عائلتي لكني وجدته في البداية من بعض المدرسين ثم من بعض الأصدقاء الشعراء الذين آمنوا بحرفي وأحبوا ما أكتب.

وعن لحظات ابداعها وألمها قالت :

الكتابة وجع ودواء في آن واحد. عندما تأتي تلك اللحظة التي لا يمكن أن تعرف شيئًا عن مأتاها تنزل كأنها مخاض مفاجئ في تلك اللحظة لا يمكنك أن تكون إلا كائنًا متحولًا غريبًا عن نفسه وعن الآخرين، يشعر بلذة الحزن وحزن اللذة، "أسميها لذة الشقاء". حينها تدخل الذات الشاعرة في مدارات الرعب، وهذا ما يسمى بلحظة المكاشفة الشعرية، تليها لحظة الولادة العظيمة، لحظة الخلاص وانبلاج القصيدة ، وأبرز الموضوعات كانت عن علاقة الأنا بالآخر وبالمكان، أكتب عما تشابه وما اختلف في الإنسان، عن الحي الميت وعن الميت الحي، أكتب عن علاقتي بالمحسوس واللامحسوس، أكتب من أجل المنشود، وأحب الغوص الدائم في اللامرئي

وعن رأيها بمستوى الحركة الأدبية الراهنة في تونس قالت : ككل الحركات الأدبية العربية أو العالمية، فإن الحركة الأدبية التونسية تأثرت بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فكانت صدى لهذه التحولات التي شهدتها البلاد التونسية، خاصةً في العشرية الأخيرة، وكل هذه التطورات ستكون دافعًا لانبلاج نهضة فكرية وثقافية مجددة ومتجددة

ولما سألنها هل للمكان أثر في كتاباتك أجابت المكان جزء من ذاكرة الشاعر، وليس مجرد رقعة جغرافية، خاصة المكان الذي تعيش فيه أو المكان الذي رحلت عنه والتعلق بالمكان أو شعورك بالاغتراب فيه مقاصده عميقة نفسيًّا وشعوريًّا. كتبت عن المكان الذي وُلدت فيه وهو مدينة بوحجلة/ القيروان، عن علاقتي بالأرض وببيتنا القديم بنباتاته المتنوعة وكائناته الجميلة، بما يحمله الحنين من حس جمالي وفني. وسأستشهد بمقطع من نص بيتنا القديم "هنا حيث الخطوة التي رسمناها خلف بيتنا القديم حيث لم يعد حجر يتكئ على أخيه الحجر لا نسمات تناغي الأعشاب لا رذاذ ضاحكا في فم الشتاء ستمطر حين تستفيق، السماء كي تعيدنا إلى مياهنا الأولى إلى ليالينا الدافئة ونوافذنا المشرعة على إيقاعها الريحي .

وفي شعرك  نلمس جمال ورقي الحرف ، ونضج المرأة حينا، وكونية الإنسان حينا آخر... بماذا تجيب ايمان : لا يمكن أن تكون شاعرًا في ظل غياب الحس الفني الجمالي الزاخر بروح الإنسان المبدع والمختلف في نظرته للكون بشمولية أبعاده. فالشعر فن الجمال والخلق والسمو بالذوات وبالأشياء، والمرأة خلاقة بطبعها. وإيمان الفالح شاعرة لها رؤيتها الخاصة ومشروعها الأدبي القائم على روح التجديد والتغيير في علاقتها بكل ما تراه وما لا تراه

وقصائدي تكتسب حيويتها حين يحضر فيها الموقف سواء عن الواقع الاجتماعي أو الفكري أو السياسي، ومن هنا تكون قصيدة حية تنمو وتتكامل في كل أبعادها الإنسانية واللغوية والفنية... لذلك فحضور الموقف الفكري ضروري من أجل أن تتحقق حرية الشاعر

عمر شريقي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !