حين يكون الوطن للجميع ، لا يكون من حق أي أحد في الوطن أن يصادر حق أي أحد آخر ، في الحياة الحرة الكريمة تحت سقف هذا الوطن التعددي المتعايش ..
وحين يكون الوطن للجميع ، يجب على الجميع أن يحترموا حريته وسيادته واستقلاله وأمنه وأمانه وقدسية ترابه وطهر دماء أبنائه ..
لكن :
1 ـ كيف يكون الوطن للجميع ؟
2 ـ ومتى يكون الوطن للجميع ؟
3 ـ ولماذا يكون الوطن للجميع ؟
4 ـ وماذا إذا لم يكن الوطن للجميع ؟؟!!
5 ـ ولماذا يحاول البعض أن يثقبوا سقف الوطن ؟؟
6ـ أي : ما دمنا في مركب واحد ، فمن هو ذو المصلحة في إحداث ثقب في هذا المركب ؟؟
7 ـ من حق الشعب العربي في سورية أن يتطلع إلى مزيد من الحرية والانعتاق من أسر حالة قوانين استثنائية صادرت كثيرا من حريته وكرامته عبر قرابة نصف قرن ، حتى تحوّل الاستثناء إلى قاعدة راسخة تحكم السماء والأرض والماء والهواء ، وأسيء استخدام تلك الصلاحيات المطلقة من قبل " بشر " أعطاهم القانون تلك الصلاحيات ، مما ساهم في مزيد من الاحتقان الذي تراكم طيلة السنين ، فكان لا بد من الانفجار الذي لم يخل من تفجير مقصود ..
لماذا تصرف البعض على راحته وفي غاية " الريلاكس " وبأن الوطن لهم وحدهم ، ولا ينازعنّهم أحد فيه ، " فنجهل فوق جهل الجاهلينا " ؟؟!!..
لقد قدم هؤلاء " للمعارصين " المشبوهين فرصة ثمينة لاقت آذانا صاغية : إنها التربص بالوطن من الداخل والخارج ..
فلم يكن صدفة بريئة تكاتف جميع هؤلاء مع بعض الدول الداعمة لها ، القريبة والبعيدة ، الصديقة والشقيقة ..
وحتى تكاتفوا وتعاضدوا وتعاونوا مع الأعداء الحقيقيين .. واستمدوا منهم دعما غير محدود ضمن منظومة توزيع الأدوار ..
إن التراكمات التي أخرجت بعض الشباب عن طوره ، وخربت مؤشر البوصلة الوطنية الحقيقية ، ما كان لها أن تكون على هذه الشاكلة ، وبهذه الطريقة لولا التراكم المؤلم والمفجع ، مقرونا بكثير من المطالب اليومية والحياتية والمعيشية والوظيفية ، مضافا إلى كل ذلك ، تراكم الفساد وسيطرة المفسدين ، وضمور العدالة نتيجة تسرطن الجهاز القضائي والشرطي وتوابعهما بما أصيب به المجتمع ، وهو جزء لا يتجزأ منه ، وانتشار الرشوة وفقدان الأمل بالإصلاح بعد كثير من الإرهاصات ..
لكن المعارصين المتربصين من الخارج وفيه ومعه :
كالمنبتّ ، لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع ..
أو : لا حسّ حلو ، ولا طي.... ناعمة ..
هم انسلخوا عن النسيج الوطني ، وإن تداخلت فيما بينهم بعض الخيوط ، وحين حاولوا نسجها وتظهيرها على أنها مساحة عالمية ، صاروا كالغراب .. فلم يفلحوا أن يبقوا طيورا للمحبة والسلام ، ولم يستطيعوا أن يتيهوا بخيلاء الطواويس ، لأن أرباب الطواويس لفظوهم بنفس مقدار خيانتهم لأوطانهم ، وهم يعرفون أصلهم وفصلهم .. فظلوا غربان شؤم ، سود الوجوه والقلوب ..
ويبدو أن غربان " الخنزيرة " ـ كما يسميها الشعب السوري ـ قد أثارتهم الغيرة من غربان " العبرية " ـ أيضا كما يسميها الشعب السوري ـ لأن شحادا لا يحب أن يقاسمه شحاد آخر رزقه ، وكلاهما فردتان قذرتان في عتبة واحدة من النجاسات .. لذلك ، اتسق الموقفان ، لا ، بل ، كعادتها الخنزيرة السباقة المتفوقة دوما ، " تعلمت كار الشحادة من العبرية ، فسبقتها على الأبواب " .. مما جعلنا نترحم على النباش الأول " العبرية " ..
من أين كل هذا الحقد ؟
من أين كل هذه الفتاوى بالقتل العمد وارتكاب الفظاعات ؟
من أين كل هذا اللؤم والتشفي ؟
أبالإسلام يفعلون ذلك ؟ أم بالإنسانية ؟ أم بحقوق الإنسان وشرعتها العالمية ؟
الأربعاء ـ 18/05/2011
التعليقات (0)