مواضيع اليوم

الكتابة بالطباشير الملون

التيجاني رابح رابح

2010-10-09 16:23:31

0

الكتابة بالطباشير الملون


                                    رابح التيجاني

 

هذه المقاطع من مشروع مطولة كنت بدأت كتابتها منذ سنوات عن رسام مجهول ، هذا الغريب الظاهرة الذي كان همه اليومي    بساحة الهديم بمدينة مكناس الكتابة والرسم بتوتر على الإسفلت وتأمل ما كتب بجدية والتحديق في الناس المشدوهين بكبرياء           ثم الانصراف بلا مبالاة للكتابة والرسم في بقعة أخرى


يتمدد الجير أو الفحم منسحقا
 شيئا بلا مبنى
      بلا معنى
خروج عقل عن العقل               
   إلى ساحة الهديم
 حموضة البطن
             أو عمش العيون
سيرة أتلفت فصولها                
تراكمات رصيد الفقر   
    الحرب الثانية
                    المقيمون
شيخ الزاوية اللاهج بأفضال العجم
والعابرون .

 

 
صفاته ككل الصفات
إلا أنه
   يسقط   سريعا
  وينهض سريعا

 


نكرة يقول عنه الناس
لا أحد يعلم جذوره
   نباتا طفيليا ينادم مصيره
    ينتصب بين غابات العربات
 متوترا
مخنزرا
ضابطا
يسرق الرؤيا من الزحام 
     ولباسها من الفراغ
  أو تسرقه الرؤيا
    من الزحام والفراغ
لباسا لها
فيتضاءل                  
يتضاءل
يسقط منكفئا على الأرض
   مكبا على روحه المخطوفة
حزمة أعصاب خلف الطبشور
يرسم أحرفا لاتينية مرصوفة
مسمارية مندوفة
صلبانا معقـــوفة
طيورا منتــــوفة
خطوطا تتصافح
خطوطا تتصافع
أجسادا تنقصها القلوب فقط.

 


أسفلت الهديم ملكوته
     سبورة لايحتكرها سواه
        تمحوها السيارات كل لحظة
والأقدام
 والحوافر
ويكتب  
ويكتب  
منشغلا                              
منشغلا حتى عن انشغال الناس به
انشغال الناس عنه  
يتأمل لحظة أو لحظتين معرضه
     يقفز عبر زوايا السبــــــورة
يطأ صورة            
ويضحك لصــــــــــورة
يختار مكانا يجثو فيه  
مكبا على روحه المسحورة
ينتزعها حروفا
                          خطوطا                            
وأشياء أخرى غير منظورة.

 


لأن الإسفلت أسود
       كانت له الألوان جميعا
غير لون الموت
        يخط ما لا يحتمل الكبت
ويقول في صمت
       أجمل ما أكتب وما كتبت
         أكتبه بالفحم على الزفت .

 

تعملقت بيننا المسافات وانهارت كل حروف النداء ، سقط المنادي والمنادى عليه واستحال التواصل ، تعطلت قوانين الجاذبية فتوقف الدمع بين العين والأرض قطرات بلورية بلهاء والقلب اعتكف في منفى عنكبوتي النسيج ، تباعدت الأبعاد يا معبودتي وأمست كل الطرق إليك متاهات بلا خطوط رجعة ، الضياع التشتت فيها قدر ، أنت هناك ، حدثوني عنك ، حدثوني بأن غريبا أسقطك في وهم عينيه يسقيك ويشرب ويحفر لذاكرتك قبرا في كل محطة ، يسقيك ويشرب ، حتى هبت ذات يوم ريح يابسة الوجه وعمت المدينة غصة لارشفة فيها ،فأتاك ،وقبلك وأعتقك باسم الجوع والعطش والريح وشد الرحال ، فولولت أنت ،وشهقت أنت ، وسقطت أنت ، وظلي القابع في أعماقك محاصر يرى والمتكلم والمخاطب ، ويسمع من يقول بأن الغائب حاضر والحاضر شارد ،، وحاولت أن أخرج للشمس فاشتعلت الحرائق واجتاح الدخان البصر فاختفيت وانعدم ظلي ،وها أنا وحدي الآن ، وحدي بعيدا عن بواباتك يا مدينة مسبية تركل أبوابها أقدام كل الغزاة . أنت الآن ما شئت أن تكوني أو ما شاءه لك الآخرون ، برصيد عيوبك المتراكمة ، يوما عن يوم ، لا مزية لك إلا أنك ضحية .

 

وراء كل مجنون امرأة
أو وطن
وأطفال يرجمونه بالحجارة .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات