النهج الديموقراطي
الكتابة الوطنية
بيان
عقدت الكتابة الوطنية للنهج الديموقراطي اجتماعها الدوري بتاريخ 3 مايو 2009، وبعد تدارسها للوضع السياسي، أصدرت البيان التالي:
- خلدت الطبقة العاملة المغربية فاتح مايو 2009 في أجواء من الصمود والإصرار على النضال من أجل تحقيق مطالبها وتوقيف الهجوم الشرس الذي تقوده الباطرونا والنظام ضدها، وذلك بالرغم من الانعكاسات الخطيرة للأزمة الهيكلية للرأسمالية والتي أدت إلى تسريح عشرات الآلاف من العمال والعاملات وتهدد بالمزيد من التسريحات وبالرغم من الأزمة العميقة للحركة النقابية؛
- وإذا كانت الطبقة العاملة وعموم الكادحين يواجهون التردي المريع لأوضاعهم بالنضال، خاصة مع توالي الفيضانات وتسارع موجات الغلاء وتكاثر البطالة وتزايد الفقر، فإن جل أحزاب اليسار منشغلة، بشكل شبه كلي، بالإنتخابات مساهمة بذلك في تأثيت ديموقراطية الواجهة التي رتبها مؤشر الديموقراطية في الرتبة 120 واعتبر المغرب ضمن الأنظمة الاستبدادية الشمولية؛
- أما طرح الاصلاحات الدستورية والسياسية مؤخرا من طرف الاتحاد الاشتراكي وبعض القوى الأخرى فهدفه الضغط على السلطة واستمالة الرأي العام لتحقيق مكاسب انتخابية، في غياب أي استعداد فعلي للنضال والتعبئة من أجل فرضها؛
- ويتعرض تاريخ شعبنا ورموزه المناضلة إلى التشويه من طرف المافيا المخزنية وخدامها الأوفياء في محاولة يائسة لطي صفحة الماضي من دون الكشف عن الجرائم السياسية وعن مقترفيها. وآخر مستجد في هذا الباب تصريح حميد شباط حول الشهيد المهدي بن بركة الذي ضحى بحياته بسبب مناهضته الجذرية للديكتاتورية والكتلة الطبقية السائدة التي كانت في طور التشكل.
إن الكتابة الوطنية للنهج الديموقراطي:
- تحيي عاليا صمود ونضالات الطبقة العاملة وكل الكادحين من فلاحين فقراء ومعدمين وكادحي الأحياء الشعبية. وتدعو كل المناضلين الشرفاء إلى الالتحام بهذه النضالات وتدعيمها بكل الوسائل الممكنة. كما تناشد قوى ومناضلي اليسار الجذري إلى تكثيف العمل والمجهودات من أجل تصحيح أوضاع الحركة النقابية المناضلة، وخاصة فرض التخلي النهائي عن السلم الاجتماعي من طرف واحد وعن التركيز على الحوارات الاجتماعية الغير منتجة، بل عكس ذلك قرض إنعطافة قوية نحو خيار النضال؛
- تدين الإعتداء الذي تعرض له الرفيق مصطفى خالد عضو اللجنة الوطنية والكاتب المحلي للنهج الديموقراطي بالخميسات من طرف أحد خدام المخزن المندسين داخل النقابة؛
- تؤكد من جديد موقفها الداعي إلى مقاطعة الانتخابات الجماعية المقبلة التي لن تنتج سوى مؤسسات فاسدة وفاقدة للشرعية الشعبية؛
- تنبه إلى أن الوهم بتحقيق مكاسب إنتخابية بواسطة التحالف الذي يعتبره البعض "إستراتيجي" مع قوى إبتعدت عن اليسار وعن الشعب وطبقت من موقعها في الحكومة السياسات الأكثر رجعية في الميدانين الاقتصادي والاجتماعي سيكون له أوخم العواقب على هذه القوى لأن ذلك سيؤدي إلى أن الشعب لن يميزها عن الأحزاب التي كانت سابقا في المعارضة؛
- تؤكد أن التغيير الدستوري والسياسي في اتجاه ديموقراطي حقيقي لن يتأتى عبر المذكرات ومناشدة الحاكمين، بل بواسطة التدخل الواعي والمنظم للطبقات الأساسية في المجتمع من أجل فرضه. الشيئ الذي يتطلب التجذر وسطها وتأطيرها عوض الجري وراء سراب الانتخابات أو التشبت حتى النهاية بالتموقع داخل الحكومة؛
- تدين بشدة تصريحات شباط حول المهدي بنبركة تدعو إلى تكثيف النضال من أجل الكشف عن مصير المختطفين وفي مقدمتهم الشهيد المهدي بنبركة، ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم السياسية؛
- تدين بقوة التعذيب والقمع الذي يتعرض له الطلبة وتعبر عن تضامنها مع الطلبة المعتقلين بفاس ومراكش وغيرهما من المواقع الجامعية وعن دعمها لنضالاتهم وتدعوا إلى تكثيف النضال من أجل إطلاق سراحهم وسراح كل المعتقلين السياسيين؛
- تعتبر أن الرأسمالية، في إطار بحثها الجنوني عن الربح، هي المسؤولة عن استنزاف الانسان وتدمير الطبيعة، ومن ضمن جرائمها الأوبئة التي تنتشر من حين لآخر (جنون البقر، انفلونزا الطيور، انفلونزا الخنازير ...). وتنبه إلى خطر إستعمال حالات الدعر التي يخلفها النفخ الاعلامي للتغطية على الأزمة الرأسمالية وانعكاساتها الاجتماعية المرعبة ولعرقلة النضالات الشعبية الواعدة؛
- تحيي نجاح اليسار في الانتخابات الأخيرة في الإكوادور الذي يدعم انتصارات اليسار في العديد من دول أمريكا الجنوبية والوسطى ويضعف الهيمنة الامبريالية الأمريكية على المنطقة.
الدار البيضاء في 03 مايو 2009
الكتابة الوطنية
التعليقات (0)