الكاميرات الخفية اخر مسخرة

حين تتنقل بين القنوات الاوربية  ربما تتوقف لتشاهد احد برامج الكاميرا الخفية  لتكتشف مستوى الرقي الحضارى والاخلاقي التي وصلت اليه تلك المجتمعات فالقائمين على البرنامج يقدمون للمشاهد  مشاهد طريفة وراقية وحضارية لاتؤذي مشاعر احد ولا تستفز ضحيتها بأي نوع من الاستفزاز ، ايضا رد فعل الضحية لا يقل رقيا ولا تحضرا ودائما ما تكون ردود فعله في منتهى الهدوء النفسي وفي غاية الرقي والتحضر فينعكس كل ذلك على المشاهدين الذين يتابعون البرنامج بنفس الهدوء النفسي ودون اي استفزاز ، أما ما يحدث في برامج الكاميرا الخفية في القنوات العربية فهو في غاية التخلف الاخلاقي قبل الحضاري وبمعنى اخر في منتهى المسخرة ، فالقائمين على البرنامج لا يدخرون جهدا في الضغط النفسي الرهيب على الضحية غير مهتمين بما قد يحدث له فربما يكون مريض بالقلب مثلا ، او مريض نفسيا على سبيل المثال ، ويهاجمونه بسيل من السباب والشتائم والاستهزاء وكافة انواع الاهانات ويصرون على اهانته بشتى السبل عاقدين العزم على ايصاله الى حالة  الخيار بين الشجار والعراك ، او الهرب منهم جبنا وخوفا  امام انظار الملايين ،  والضحية غالبا ماتكون ردود افعاله لا تقل عن القائمين على البرنامج ولا يدخر جهدا في توجيه كافة انواع الشتائم والبذاءات الى الممثلين وغالبا ما ينتهي الامر بالعراك والتشابك بالايدي والمشاهد المسكين يكون في اعلى درجات الاستفزاز والتأهب لأن يخرج احدهم سكينا ويطعن بها الاخر لينتهي البرنامج بكارثة ، وفي النهاية ينتهي الامر بضحكة صفراء سخيفة لا تقل سخافة عن البرنامج والقائمين عليه ، وكأن المواطن الغلبان لا ينقصه شئ الا أن يصبح اضحوكة امام الملايين ، انها حقا اخر سخافة  بل هي ام المهازل ، أن برنامج الكاميرا الخفية في القنوات العربية صورة غير حضارية وتكشف التخلف الحضاري للمجتمعات العربية وللبرنامج وللقائمين عليه وللقنوات التي تقدمه ، وانا ادعو ضحايا تلك البرامج السخيفة أن يقدمو دعاوي تعويض امام المحاكم لأن البرنامج اهانهم  على الملأ ، وجعل منهم اضحوكة امام الملايين ، واتمنى من المحامين أن يجمعو اكبر قدر من الضحايا لتلك البرامج السخيفة ويطالبون لهم بتعويضات عن تلك المسخرة والاهانات ، واقول لكل من يتسلى بالضحك على المواطن المسكين الا تجدون شيئا اخر غير المواطن البسيط لتضحكون عليه ، واقول للقنوات التي تذيع تلك البرامج السخيفة ازيلو هذه القمامة من امام المشاهدين  

ابورفاد العليي الكناشي