زيادة تردي الأوضاع الاقتصادية ، وتدهور الأوضاع السياسية ، وحالة القلقلة وعدم الاستقرار الأمني ، وعدم الرضا الشعبي عن الأوضاع بشكل عام في العالم ككل والعالم العربي بشكل خاص ، وحالة عدم الاستقرار بين اللا سلم واللا حرب ما بين العرب وإسرائيل ، وحالة الازدواجية التي تعامل بها الدول العربية والشعب العربي ، كلها خلقت حالة من الاحتقان ، لدى الشعب العربي ، الذي ثار على أنظمته التي حكمته بالحديد والنار على مدار أكثر من أربعة عقود من القهر والاستبداد ، سكت فيها العربي على كل أنواع الجور والظلم ، حتى بات العربي يوصف بالصابر ، والمستكين ، والذليل ، والقابل ظلم ذوي القربى على أن يكون خراب الديار هو الحل ، واليوم وبعد كل هذا وقد يأس العربي من كل أشكال التهميش والإقصاء وكل الوعود التي وعدت بها القيادات العربية لتحسين مستوى المعيشة ، والارتقاء بالإنسان العربي إلى مصاف البشرية التي تحترم نفسها ، خاصة وان العربي البسيط بات يدرك حجم إمكانيات وطنه ، ويعرف مقدراته ، ويؤمن بان ما يمتلكه من خيرات وثروات كفيل بان يجعل من منطقته جنة العالم وقبلة الناس في كل مكان بدل أن يكون تابعا ، وخادما في بلاد العالم اجمع ( كبائع فلافل أو عامل في محطة وقود او عتالا في سوبرماركت .. او ....
كان اليوم الربيع العربي ، والذي يبدوا انه تحول الى الخريف بسرعة اكبر مما كان متوقعا ، فحرارة الأحداث ، يبدو أنها اكبر من حرارة شمس المنطقة العربية ، لدرجة أنها كادت أن تقضي على الربيع الذي يوصف في بلادنا العربية بأنه ربيع قصير بسبب ارتفاع درجة الحرارة ، وجفاف واحتراق العشب بسرعة .. في ظل قلة الأمطار ومصادر المياه البديلة .. كمياه الينابيع والأنهار والمياه الجوفية التي تدعي الأنظمة العربية أنها اقل ما تكون في منطقتنا العربية ..
سخونة الأحداث تشير إلى كارثة كبيرة قادمة لعلها حرب كونية ، فهذه إسرائيل تهدد وتتوعد إيران ، وتساندها أمريكا ومن لف لفها إلى جانب أوروبا ، متهمة إيران بأنها الدولة الأكثر شرا في العالم ، وأخيرا ما يشاع عن محاولة اغتيال السفير السعودي( صاحب التأثير القوي في السياسة العالمية والعربية ، والذي تشكل مواقفه نقطة حاسمة في مسيرة الحياة في الشرق الأوسط وإيران .... ) وهذه حادثة مفتعلة ،لإثارة فتنة جديدة المنطقة بحاجة إليها لتزيد التوتر توترا وتشغل الناس عن قضايا اكبر واهم واعم ..
وهذه إيران التي صنع منها العالم عدوا للإسلام والعرب والسلم العالمي ، وهي إيران التي اشتغل عليها كثير من ساسة العالم ومخابراته الأكبر في أن تقنع العرب والسنة أنها الأكبر خطرا عليهم أكثر من إسرائيل حتى بات الكثير من الناس العامة وكثير من الخاصة يقتنعون بان إيران أكثر خطرا على العالم العربي والسنة منهم أكثر خطرا من إسرائيل ..
وقد تناسى الكثير من الناس العوامل المشتركة بين إيران والإسلام والعرب ، من عوامل الدين والتوحيد والشهادتان وحروف اللغة المشتركة ، فحروف اللغة العربية هي ذاتها حروف اللغة الفارسية . وتاريخ المنطقة والخطر الذي يتهدد هم جميعا هو خطر واحد .
من يقفون مع أمريكا وإسرائيل وحلف الناتو هم من يقفون ضد إيران ، وهم من يقفون مع الثوار ( للأسف الشديد ) في العالم العربي ، فمن هم الذين يقفون مع ثوار .. ليبيا وسوريا .. هل هم مع ليبيا وسوريا ...ام أنهم مع إسرائيل وأمريكا وأوروبا والناتو ... ومن أين يأتي الدعم .. ومن أين هي القيادات ومن يحميها ومن يدافع عنها ..
اليوم العالم جبهتان ... جبهة أمريكا ومن يلف لفها .. وجبهة إيران ومن يلف لفها ... ولا مجال للحياد .
تلك هي الفوضى الخلاقة التي بشرت بها سيئة السمعة والصيت السوداء ( كوندليزا رايس ) وتلك هي فكرة الشرق الأوسط الجديد .. الذي يهدد بإسقاط أنظمة وبتفتيت دولة وبناء دول أكثر واصغر .. وكما قيل تفتيت المفتت وتجزيء المجزأ .
التعليقات (0)