لقبت بسفيرة للثقافة العراقية .
الكاتبة العراقية سارة طالب السهيل
حرمت من بلدها العراق ...فدمعت على اعتاب بغداد
وكتب عن معاناتها للطفل العراقى واحزان الوطن المرير
حوار: داليا فاروق
سارة طالب السهيل وجة مشرق ومشرف للكاتبة العربية حيث تحديات كثيرة مرت بها من مشاعر الغربة ووطن حرمت من رؤيتة لكنة يسكن فى اعماق قلبها الحنون الذى يتمزق كلما رأت طفلا عراقيا راح ضحية قزف او حرم من التعليم و من الشعور بالامن و السلام الذى ينعم بة الاطفال فى العالم.وكثيرا ما لقبت بسفيرة للثقافة العراقية او سفيرة الاطفال العرب ، وكان لها الشرف بأن تكون اول كاتبة عربية تحول اعمالها للأطفال بطريقة برايل للمكفوفين .
فهى من اسرة عراقية ورغم كل هذه المعاناة الا انها تتواصل مع فضائها العربى بالابداع شعرا ورواية و قصصا للآطفال ومن الاردن نتحاور معها ونحاول ان نسلط الضوء على تجربتها الابداعية سواء القصصية او الشعرية وعندما تتحدث سارة طالب السهيل عن نفسها كى نتعرف على بطاقتها الشخصية عن قرب
فتقول
اسمي سارة طالب السهيل إنسانة بسيطة مرتبطة بالأرض والطبيعة اجتماعية مغامرة أحب السفر والتعلم من تجارب الآخرين والثقافات الأخرى، أحب أن أؤثر إيجابا كما أتأثر بإصلاح نفسي دوما قدر المستطاع أسمع النصيحة وأكره النقد الجارح أحب كل الناس دون نفاق أو مبالغة أنا فعلا لا أكره ولا أحقد على أحد، أهتم بالقراءة لأنها مفتاح كل شيء وأفرغ ما عندي بالكتابة أحب الحيوانات كثيرا.
أنا من أصول عشائرية تميمية عراقية مرتبطة بالأرض والجذور رغم الحياة العصرية التي أعيشها، الوالد عراقي هوالشيخ طالب السهيل ولدت بالأردن ودرست في مدارسها وأكملت دراستي الجامعية بلندن وبعدها درست الإعلام في القاهرة.
ومن مؤلفاتي الشعرية :- ديوان "صهيل كحيلة " عام 2000 تضمن أشعار بالعامية غلبت عليها اللهجة الخليجية، وديوان" نجمة سهيل" صدر عام 2002 تضمن أشعار بالعربية الفصحة، وديوان "دمعة على أعتاب بغداد" صدر عام 2005 عبرت من خلاله عن آلامي على وطني العراق وأهله ومعاناته تضمن الديوان الحالة الأدبية المزدهرة لي في القاهرة ومدى إنعكاسها على تجربتي الشعرية.
أما قصص الأطفال فلدي مؤلفات نشرت ومؤلفات لم تنشر بعد أما ما تم طبعه فهي قصة: "سلمى والفئران الأربعة " وكتب مقدمتها الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولى وتم ترجمتها باللغة الإنجليزية وتحولت لمسرحية للأطفال بطولة دلال عبدالعزيز إخراج أسامة رؤوف، " نعمان والأرض الطيبة " والتى طبعت بعد ذلك بطريقة برايل للمكفوفين، " ليلة الميلاد " وكتب المقدمة لها البابا شنودة بطريارك الكرازة المرقسية، " قمة الجبل "، " قصة حب صينية أوسور الصين الحزين " باللغتين العربية والصينية، " واللؤلؤ والأرض "مهداة للطفل الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتم ترجمتها للغة الفرنسية. وبعض الكتب التعليمية للأطفال منها كتاب "حروف وأرقام". وهناك كتب تحت الطبع أتمنى أن تقرأها قريبا.
أكتب مقالا أسبوعي افي مجلة الوطن العربي وبعض الصحف المطبوعة والإلكترونية وكتبت بعض المقالات في جريدة الأهرام والجمهورية والحياة اللندنية والشرق الأوسط ...
وفى مستهل حوارنا معها بدأنا بتجربتها للاطفال وكان هذا اول سؤال معها .
دعينا نصف حبك لكتاباتك للأطفال هل هى متعة ام عشق ؟ واشرحى لنا دخولك هذا العالم الجميل منذ الطفولة الباكرة ؟.
فعلا هى متعة شديدة في الكتابة للأطفال ومحاولة الوصول لعالمهم وتوصيل رسالتي لهم من خلال أعمالي القصصية والدفاع عن حقوقهم وبراءتهم التي نحاول أن نسلبها منهم أما السياسة فليست بعيدة عن كل أعمالي فهي موجودة، ، وهناك بعض القصص التي تعمل على التربية السياسية للأطفال وأيضا زرع الإنتماء وغرس حب الوطن بقلب الصغير ليكبر معه
منذ طفولتي تولدت لدي ميول للأدب والشعر والقراءة عشقت الأدب منذ طفولتي وقد شجعني والدي على ذلك وكان يشتري لي القصص والروايات التي تحرض على حب الوطن وبعض الأعمال الأدبية لكبار الكتاب في الوطن العربي والعالم، كما شجعتني والدتي وكانت تصطحبني إلى المكتبة وبدأت في سن صغيرة في كتابة قصص الأطفال وكنت أجمع أولاد إخوتي الصغار والأطفال من أقاربي لأقرأ لهم ما أكتبه من القصص ومن هنا ارتبطت بالكتابة للأطفال حيث كان يعجب بكتاباتي من يقرأها وأصبح هناك رابط وثقة متبادلة بيني وبين الأطفال وانجذبت لهذا العالم الجميل عالم الطفولة ووجدت نفسي أعيش براءتهم الجميلة وفي نفس الوقت لا أنكر أن كتاباتي ودفاعي عن الأطفال لشعور بمقدار المعاناة التي عاشها أطفالنا في العراق وفي فلسطين ويمكن حاولت أن أعبر عن بعض هذه المعاناة في قصة "اللؤلؤ والأرض" التي عبرت فيها عن القضية الفلسطينية وأطفال فلسطين، فمن منا لم يعاني؟؟؟ كل منا عاش لحظات سعادة ولحظات ضيم وطغت إحداهما على الأخرى في وقت من الأوقات هكذا هي الحياة.
الكتابة للطفل من اصعب حالات الكتابة خاصة وان من يتعرض للكتابة لة يمثل جيلا مختلفا في ثقافتة وخيالة وافكارة كما ان لغة الخطاب الموجة للطفل شديدة الصعوبة وتحتاج من الكاتب ان يعبر بلغة يفهمها الطفل بحسب حصيلتة اللغوية
البسيطة ولذلك فان مخاطبة الطفل تتطلب وعيا دقيقا بطبيعه المرحلة العمرية التي يتوجه اليها الكاتب مع وعية ايضا لقضية عدم الاغراق في التفاصيل والمعلومات بقدر اهمية التركيز في قصة الطفل علي توافر عناصر البساطة والتشويق .
من يعرفك جيدأ يؤكد لقراء هذا الحوار ان وجهك يسطع بأبتسامة جميلة تنيره عندما تصافحين الاطفال وتجلسين معهم .. فكيف تصفين عالم الطفولة ؟
الطفولة هي قدرة الله، وإني كل ما أرى طفلا أسبح الله و أحمده على كمال و جمال صنعه الذي يظهر بتكوين الطفل السيكولوجي والفسيولوجي، الطفولة هي الحب، وأجمل مرحلة في حياة الإنسان لأنها البراءة بمعنى الكلمة بعيدا عن حياة الكبار التي شوهوها بالشوائب والكره والحقد وحب الدنيا اللامحدود، بالنسبة لي طفولتي كانت بريئة وهادئة وشقية بذات الوقت، فالطفولة هي النقاء والعذوبة والصفاء والجمال، والآن أنا يمكن لحبي لعالم الأطفال أشعر أنني طفلة كبيرة لن تهرم أبدا ومن حبي لعالمهم كتبت قصصي ودخلت عالم أدب الأطفال رمز البراءة.
و انا عاشقة للطفولة وبداخلي طفلة تنظر للمستقيل بعيون القلق وذلك بحكم قسوة التجربة التي عشتها وحرمت فيها من رؤية وطني العراق كما تاثرت في قراتي بالتاريخ الصيني ومدي تمسك الصينيين بعاداتهم وتقاليهم ومن فرط اعجابي بهذا التاريخ وما يحملة ذلك التاريخ من رومانسية وكفاح وعرق كتبت قصة عن الصين ولقد كانت تلك القرات عامل مساعد في كتابة القصص الواقعية المستمدة من الحياة وخاصة بالنسبة لكتاباتي في قصص الاطفال باسلوب جذاب يشعر الطفل بالحنان بعيدا عن النصح والارشاد .
حدثينا عن أول كتاب قدمتيه للقراء ؟
كان اول كتاب شعرى قدمتة للجمهور عام 99 بعنوان (( صهيل كحيلة )) و كان بالعربية العامة او البدوية وهذه التجربة كانت أثناء مرحلة المدرسة اى الطفولة وبداية للمرحلة المراهقة ، و صهيل يعبر عن الفرس العربى الاصيل لآننى و كما قلت لك ان شعرى كان يعبر عن الاصالة و الحنين للوطن و الاعتزاز بالقبيلة و العشيرة رغم وجودى فى مجتمع غربى لكن العروبة والبدوية لا تزال متأصلة فى جذورى وان كنت اعيش حياة حضرية اما الكتاب الثانى فكان بالعربية الفصحى بعنوان نجمة سهيل عام 2002 و بعدها انتقلت لكتابة قصص الاطفال
وماذا عن قراءاتك الاولى التى أثرت فى اعمالك الشعرية ؟
احب جدا قرأة الشعر القديم حتي لو كتبت شعر حديث لان القرأة مهمة جدا للكاتب ومن ابرز الشعراء القدامي الذين تأثرت لهم ابي فراس الحمداني والمتنبي اما حديثنا فلقد تاثرت بشعر الامير خالد الفيصل والشاعر العراقي البياتي وخاصة في قصيدتة القمر الحزين لان شعرة يفيض بالحنين للوطن وكراهيتة للبعد عن العراق .
ومن اهم الكتاب الذين تأثرت بهم الدكتور على الوردى والشاعر العملاق الجواهرى والكاتب أمين المعلوف والكاتب والمناضل المصرى محمود أمين العالم وغيرهم كثير ليس بوسعنا ذكرهم جميعا .
حدثينى عن حبك الاول فى الادب ؟
الشعر كان حبي الاول و بدايتى فى مجال الادب و لهذا فأننى اشعر دائما بوفاء لهذا الحب الذى كان البوابة لعالم الكتاب حيث اقوم الان بكتابه ادب الطفل و لدى 12 كتاب فى هذا المجال كان اولها سلمى و الفئران الاربعة الذى شاركت بة فى معرض الكتاب المصرى و تم تكريمى فى ندوة ثقافية شارك فيه رائد قصص الاطفال يعقوب الشارونى و الاستاذ / احمد زرزور رئيس تحرير مجلة قطر الندى للآطفال اما القصة الثانية فهى بعنوان نعمان و الارض الطيبة بها الكثير من الخيال و عالم السحر وهى مطبوعة من سنتين وتحولت برايل للاطفال المكفوفين .
بالتأكيد أخذ العراق الحبيب جزء كبير من ابداعاتك الادبية .. حدثينا عنها ؟
كتاباتى عن العراق موجوده بأول ديوان لى الى اخر اعمالى وابرزها دمعة على اعتاب بغداد وكان تأثرى بوطنى الحبيب واضح فى الكثير من اعمالى وخاصة عن عودتى لحضنه مرة أخرى ولكن التأثر الشديد كان بمعاناة المرأة العراقية والارملة وارملة الشهيد وزوجة الاسير وأم الابطال التى ربت الايتام بشرف وعزم ومثابرة وصبر ترفع لها القبعات احتراما وتقديرا ، فأننى اتمنى ان يقف العراقيين كلهم كوحدة واحدة لبناء بلدنا و تجاوز خلافاتنا التى يحاول البعض زرعها بيننا ولدى امل كبير ان يعود العراق منارة ثقافية و سياسية تبث للعراق الفكر الحر و الشريف ومنارة للعلم والثقافة ومرجع للتاريخ والحضارة ومتحف للأثار ومركز التقاء الشعوب ونبع للحب والتماسك فلن تقوم لنا قائمة لو بقى بقلب اى منا بغض او حقد على اى طرف وأن كان مغاير او يختلف معنا بوجهات النظر فكلنا بالاخر عراق
مرت تجربتك الابداعية بالعديد من الوان الادب من مرورا بالقصة والشعر وحتى كتابة المقال .. فكيف تصفين لنا هذا ؟
الكتابة في حد ذاتها تمثل لي ولأي مبدع الوسيلة ليخرج ما بداخله من أعمال مبدعة سواء شعرية أو قصصية، لكن بالمقال شيء آخر وهو أني أجدها فرصة للتوصيل وتوصيل رأيي وآراء القراء بحرية في موضوع معين، ونستعرضه من أجل أن نوضح سلبياته وإيجابياته وكيف نوجد الحل لأي مشكلة تعترض طريقنا في الحياة ومن خلاله أحاول أن أقدم خبرتي وتجربتي المتواضعة للقارئ في الموضوع والتواصل مع القراء لأن المقال يقرأه الجميع بشكل عام، أما الكتب فهي متخصصة بعض الشيء مما يحدد من جمهورها ومتابعيها، ولهذا أهتم في مقالاتي بالناس ومشاكلهم وهمومهم وتناول وجهات نظر اجتماعية ثقافية فنية وسرد وتعليق على بعض الأحداث التي يمر بها وطننا الكبير.
كثيرا ما تكتبى بعض مقالاتك باللهجة العامية .. حدثينا عن هذه التجربة ؟
ليس بمرات عديدة أكتب باللهجة العامية المصرية، وهى اللهجة الأكثر انتشارا أو تواصلا فى العالم العربى من المحيط إلى الخليج، وحبى لهذه اللهجة الناعمة الرقيقة البسيطة العميقة، دفعنى لخوض عدة تجارب أدبية حديثة لى باللهجة المصرية، وذلك بحكم إقامتى فى القاهرة، وعشرتى للمصريين سواء كزملاء فى جامعة القاهرة، حيث أدرس الإعلام حاليا، أو من خلال صداقاتى للعديد من الأدباء والفنانين والمثقفين والإعلاميين، فبالعشرة معهم تعلمت المفردات المصرية، وأسعى لامتلاك روحها الفياضة بالمعانى الآسرة، وأتمنى من القراء المصريين أن يصوّبوا لى عثراتى فى الكتابة بالعامية لهذه المنظومة النثرية التى خطرت على بالى، فمن علّمنى حرفاً رفعت له علما يرفرف فى قلبى حبا وشكرا وتقديرا.
من الواضح تأثرك الشديد بالواقع المرير التى تمر به فلسطين .. فحدثينا عن .. اللؤلؤ والارض ؟
تتحدث القصة عن التراث الفلسطيني من خلال يوميات عائلة فلسطينية، تعيش في فلسطين، حيث يرصد العمل كل حيثيات تلك اليوميات من لباس، و أكل، و زراعة، و ترابطهم الأسري، و كيفية فقدانهم لأرضهم بعد أن سلبها منهم الاحتلال الصهيوني، و فقدان ثروتهم و جواهرهم ، ليؤول بهم المآل للعيش في كوخ بسيط وأن العمل يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في العودة الى ديارهم و استرداد ما انتزع منهم.
ما هى رؤيتك للنقاد الذين كتبوا عن اعمالك ؟
تركت النقد للجمهور اما بالنسبة للنقاد فلقد قدم أكثر من ناقد دراسة على اشعارى و جاءت الاراء و الحمد لله ايحابية بالمقارنة بسنى و تجربتى المتواضعة لآننى اعتقد ان الادباء يصلون الى الذروة فى تجربتهم الشعرية فى المرحلة المتوسطة من عمرهم و اتمنى بالفعل ان اصل لتلك المرحلة .
وكل فن لة مؤيدوة ومعارضوة ولكن هذا لا يلغي جماليات هذا الفن وبالطبع فان للشعر قواعدة التي يجب ان يضمنها مثل وجود الفكرة وسلامة اللغة وصدق الخيال والقصيدة النثرية حتي لو لم نسميها شعرا فهي من جميل . ولن تجتمع كل الاراء معى أو ضدى وانا اسمع للنقاد واتعلم منهم فهم بالطبع اساتذتى وافرح بالنصيحة التى لا تجرح المشاعر لانى حساسه جدا وأتأثر كثيرا .
ما هو منظورك الثقافى للعروبة ؟
الإنسان العربي لا يتحدد فقط من خلال كونه يتحدث العربية، الإنسان العربي هو إنسان الثقافة العربية لغة وتفكيراً، والإنسان الذي يعيش الثقافة العربية بما فيها من لغة وعناصر تاريخية مشتركة حصلت وتحصل على أرض عربية مشتركة، أي جمع اللغة مع التاريخ المشترك على أرض مشتركة.
الإنسان العربي هو الإنسان المنتمي للأمَّة العربية من حيث عناصر تكوينها حتى لو لم يدرك هذا الإنسان العربي عناصر تكوين أمَّته، لكن هناك فوارق بين: العروبة واللغة العربية، وبين العروبة والقومية، وبين العروبة والوحدة العربية.
اللغة العربية، هي لغة الثقافة العربية فكل إنسان عربي،هو عربي اللسان.. لكن ليس كل إنسان عربي هو عروبي. فالعروبي هو من يجمع بين لغة الثقافة العربية وبين المضمون الحضاري لها وبين التسليم بالانتماء لأمَّة واحدة قائمة الآن على أوطان متعددة. إن "الكل العربي" هو مكون أصلاً من "أجزاء" مترابطة ومتكاملة. فالعروبة لا تلغي - ولا تتناقض مع - الروابط العائلية أو القبلية أو الوطنية، بل هي تحددها في إطار علاقة الجزء مع الكل.
فنحن نعتز بوجود قوميات اخرى بيننا ليست عربية الاصل او الجذور الا انهم جزء لا يتجزأ من تاريخنا وانتصاراتنا ولهم الاثر الملموس المنعكس ثقافيا واجتماعيا وبالعادات والتقاليد والانتماء للارض والوطن فالاكراد بالعراق عراقيون وان لم يكونوا عربا فهم عراقيون حبهم وانتمائهم وتأثيرهم بالوطن مثل اى عراقى عربى متسأوون بالحقوق والواجبات وكذلك مع القوميات الاخرى عندنا وان لم أتى على ذكرهم جميعا .
الى أى حد جاءت غربتك عن العراق بتأثيرات واضحة المعالم على كتاباتك الابداعية ؟
وجودي بعيدا عن العراق منذ طفولتي كان لة تأثير كبير على كتاباتي و نشأت فى اسرة عراقية عربية اصيلة فوالدى شيخ من مشايخ بنى تحيم و الذى يبلغ تعدادها خمسة ملايين نسمة ابى مناضل عراقى مات حبا وفداءا لوطنه ومنذ طفولتى تولدت لدى ميول للأداب وكنت اصغر اخواتى فأنا بترتيبى السابعة والاخيرة عشقت الادب والشعر منذ طفولتى و قد شجعنى و الدى كثيرا على تنمية ميولى الادبية و كان يشترى لى العديد من القصص و الروايات التى تحرص على حب الوطن و ضرورة العودة الى العراق مرة اخرى كما شجعتنى و الدتى ايضا على تنمية تلك الموهبة و كثيرا ما كانت تصطحبني الى المكتبة و كان من الطبيعى ان اتأثر بتلك النشأة فكتبت لآول مرة الشعر و كان عمرى و قتها 8 سنوات و بالطبع لم يكن هذا الشعر بالقوة اللغوية المطلوبة لطفلة عمرها 8 سنوات و فى المرحلة الاعدادية كتبت بعض القصائد عن فلسطين واطفال الحجارة نظرا لوجود فى ذلك الوقت بالآردن البلد التى تتبنى القضية الفلسطينية وتقدم لها كل الدعم والمساعدة والمواساة و فى المرحلة الثانوية كتبت بعض الوجدانيات و القصائد العاطفية بما يتلائم مع طبيعة تلك المرحلة و فى مرحلة الجامعة انتقلت لدراسة ادارة الاعمال و كتبت قصائد كثيرة تعبر عن آلام الغربة بالنسبة لوطنى العربى بصفة عامة و العراق بصفة خاصة والاردن مسقط رأسى .
القاهرة .. ملتقى الادب وعاصمة للثقافة العربية .. فما هى اهم ذكرياتك بها ؟
ذرت القاهرة عدة مرات لان القاهرة تذكرنى دائما بالعراق بنخيلها بحضارتها بأدبابها بشعبها الكريم الطيب هذا من الناحية النفسية اما من الناحية الادبية فمصر هى ملتقى الادباء و الشعراء فالقاهرة دائما ما تتيح للآدباء و الشعراء الالتقاء بالجمهور وهذا شىء مهم بالاضافى الى هذا توجد فعاليات ثقافية تتيح لى المشاركة فيها بغض النظر عن الجنسية ، حيث اننى قمت بها ايضا للدراسة واحببتها من اعماق قلبى فهم اخواتى الذين لم تلدهم امى وهو شعب طيب بسيط غير معقد وغيرى مفترى يخاف الله حتى فى اللفظ والكلام ولا يفترى بالكاذيب والاقاويل لتشويه اى كان الاسباب سياسية او تنافسية حتى ولو كان عدو لدود فمن انصف عدوه فهو برفعه وسمو وقدر عالى من الثقافة والتحضر والانسانية وجدت بينهم السلام .
دائما وابدا الكاتب والشاعر له طموح لا حصر لها ولا حدود لها فحدثينا عنها .؟
طموحاتى بالفعل لا حدود لها على الصعيد الادبى و اتمنى ان اترك بصمة لا تنسى فى الحياة و البصمة لا تكون الا من خلال الاحترام و التقدير و التأثير على من حولى و خدمة شعبى و بلدى بأى شكل من الاشكال لآننى عانيت كثيرا من بعدى عن العراق ، فطموحاتى لا حدود لها بخدمة الناس والاعمال التطوعية وأسعى لترجمة اعمالى حتى تكون فى متناول كل الناس مقروءة ومسموعة ومرءية وان لا ارى دمعة اى طفل او مسن لان هؤلاء هم نقطة ضعفى وان يجد كل طفل فقد اباه او امه ان يجد صدرا حنونا يحتضنه ويرعاه ويعوضه الفقد والحرمان واتمنى بالمستقبل ان يكون لى اطفال اعلمهم تعاليم ديننا السماح وحب الوطن وخدمة الناس .
التعليقات (0)