القوة حين تصير عبئاً !!

القوة حين تصير عبئاً !!
تحين علينا لحظات نتمنى فيها لو أن نفقد قوتنا لكي نكون مجرد بشر آخرين نعيش الضعف ونشعر بالرثاء للنفس غير أن غالبية الناس تتمنى القوة وتسعى جاهدة للحصول عليها دون علم بما قد تجلبه أحيانا عليهم من الوبال، فالقوي هو أكثر من يعاني في حياته فهو أول من يؤذي نفسه لأنه لايستطيع أن يبكي أو أن يحزن أو أن يلهو كطفل ولا يسمح لنفسه بأن يظهر بمظهر الأحمق كما نفعل في أوقات كثيرة ووقت المحن هو شامخ كالجبل جامد كالصخرة بينما كل مايفعله هو استهلاك طاقته وتحميل نفسه فوق مايجب,والتنفيس عن نفسه يمثل رذيلة بالنسبة له ولو دققنا في التاريخ لوجدنا أن أكثر الناس قوة هم أسرع من يسقطون بسرعة عن العرش وأبرزهم موسليني وهتلر وستالين و الذي كان الناس لايكفون عن التصفيق له عند ظهوره لأنهم يخشون أن يعتقل أول من يتوقف عن التصفيق.
و قد تكون القوة مفيدة أحيانا لكنها ضارة في أغلب الأحيان حين تصير عبئا على الجميع كالسلاح النووي حين تضيق فرص استخدامه لقوته التدميرية الشاملة حتى من قبل صانعه وحائزه ، صحيح أن القوة مطلب عزيز وغالي، ولكن ليس كل من يمتلك القوة بكل مسمياتها المعنوية و الاقتصادية والعسكرية سيكون سعيدا بالضرورة لان أهل القوة المادية في كل العصور لم يكونوا سعداء الحظ ، وكثيرا ما كان ينتهي جبروتهم وقوتهم نهايات غير سعيدة وهم الذين تفننوا في أذية الآخرين ، وفي أحيان كثيرة كانت تنعكس الآية ويأخذ القوي في ايذا نفسه دون أن يشعر اوينتبه لما يفعل من شدة غروره بقوته ، إلا حينما يكون الوقت قد فات ولم يعد يملك إلا القوة التي يتمنى لو يستطيع أن يتخلى عنها.

كاتبة سعودية