محمد أبو علان:
بعد (62) عاماً على قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي عقدت وزارة خارجية حكومة الاحتلال الإسرائيلي لقاءً تحدث فيه رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"، الهدف من اللقاء مواجهة ونزع الشرعية عن المشككين بشرعية دولة الاحتلال الإسرائيلي، "نتنياهو" قال في اللقاء "نسعى لتحقيق السلام، ولا نسعى للحرب، ولكن حتى لو توصلنا لاتفاقية السلام سيبقوا يشككون في شرعية دولة إسرائيل".
وهنا تناسى "نتنياهو" حقيقة تاريخية وهي أن الاحتلال لا يمكن أن ينال شرعية مهما طال أمده، فالاحتلال الفرنسي زال عن أرض الجزائر بعد (130) عاماً من الاحتلال، وفشلت كل محاولته لتكريس حقيقة أن الأرض الجزائرية هي جزء من الجمهورية الفرنسية.
فوجود الاحتلال في أية بقعة في هذا الكون بما فيها فلسطين التاريخية هي نتاج لعالم ظالم غابت عنه العدالة، وفي ظل غياب العدالة والقانون تصبح القوة العسكرية هي سيدة الموقف على الأرض، وهذه القوة هي التي تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي تثبيت شرعيتها من خلالها، قوة سماها "نتنياهو" حالة دفاع عن النفس في حديثه أمام طواقم وزارة خارجيته، وقال في هذا السياق"التشكيك في شرعية إسرائيل لم يبدأ من حرب الأيام الستة في العام 1967، بل يعود لعام 1948 والهدف منه هو منع الشعب اليهودي من إقامة دولته".
ولو حاكمنا شرعية دولة الاحتلال الإسرائيلي وفق القوانين والقرارات الدولية التي ساهمت في خلق الاحتلال ودعمه لوجدنا أن لا شرعية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (273) والصادر في 11 أيار 1949 والذي بموجبه قبلت عضوية دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة اشترط بشكل صريح وواضح قبول دولة الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذها لقرار (181) والذي عرف بقرار التقسيم، وقرار (194) الذي نص على عودة اللاجئين، مما يعني أن دولة الاحتلال الإسرائيلي هي دولة غير شرعية وفق قرارات الأمم المتحدة حتى لو قبلت بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 كون هذه الحدود تشكل 22% من مساحة فلسطين التاريخية، وقرار التقسيم نص على قيام الدولة الفلسطينية على ما مساحته 43% من مساحة فلسطين التاريخية، بالإضافة لتدويل مدينة القدس.
فإن كانت شرعية دولة الاحتلال الإسرائيلي مفقودة وفق القرارات الدولية، فكيف سيكون مصير هذه الشرعية أمام الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بهذه الأرض، حق لن يستطيع الاحتلال إسقاطه بقوته العسكرية مهما تعاظمت، ولن تكرسه القرارات الدولية مهما تعددت وتكاثرت في ظل الظلم السياسي الذي يحكم المؤسسات الدولية.
moh-abuallan@hotmail.com
http://blog.amin.org/yafa1948
التعليقات (0)