القنفذ .. كرة من الأشواك تحميه من الأعداء
كتب : سالم أيوب
القنفذ وبالانكليزية يسمى (Hedgehog)، هو حيوان من آكلة الحشرات ويأكل أيضاً صغار الفئران كما أنه مولع جداً بأكل بيض الطيور المتواجدة على الأرض. وهو حيوان ليلي النشاط. يتكور القنفذ على نفسه على شكل كرة مستديرة عند شعوره بالخطر أو بسبب مهاجمته من قبل حيوان آخر أقوى منه، وتكوّر القنفذ يعود لابراز أشواكه الحادة، المنتشرة على الجزء العلوي الظاهر من جسمه، التي تحميه من الأعداء.
يلد ويرضع صغاره وله رأس بدون رقبة ظاهرة وأذنين صغيرتين وفم مستطيل وذو أرجل قصيرة يغطي كل جسمه أشواك حادة. وتحمل أنثى القنفذ مرتين في العام وتنجب من واحد إلى أربعة صغار يولدون عميانا وأجسامهم مغطاة بأشواك بيضاء اللون ناعمة الملمس, ولكنها سرعان ما تتحول إلى أشواك حادة خلال بضعة أيام. ويلجأ القنفذ إلى النوم والاعتكاف الجزئي عند اشتداد البرد في فصل الشتاء حيث يبني لنفسه عشاً كثيفاً من أوراق الأشجار والحشائش الجافة وفي أثناء قيامه بتحضير العش فإنه يصدر أصواتاً تتراوح ما بين الدمدمة والعويل.
وعلى غير العادة، فالقنفذ حيوان يسهل تدجينه ومن الممكن أن يصبح أليفاً. الا أن هذه الصفة ليست شائعة عنه بسبب أشواكه وعدم الاهتمام به.
وصفه.. شكلا ونوعا وفعلا
القنفذ اسم لاثني عشر نوعًا من الثدييات الليلية الصغيرة التي لها غطاء شائك كثيف، وهو حيوان صغير من الثدييات ينشط صيفا فهو ينام شتاء ويستيقظ في ربيع ويعتاش على أكل الحشرات يأكل الديدان والزواحف والفئران الصغيرة وبيض الطيور التي تعشش في البراري كما يأكل النباتات والثمار. يستطيع معاركة الأفاعي والثعابين والأفاعي وذلك بتكوره ومحاولة التقاط ذنبها بفمه المختبئ وكل حركة للحية تزيدها ألما وضررا. ينشط ليلا في الأيام المقمرة باحثا عن ما يقتات عليه.
يعتبر القنفذ طويل الأذنين من أصغر القنافذ العربية ويتواجد في المناطق شبه الصحراوية ويبلغ متوسط طوله 19سم وطول ذيله 2.5 سم، وشوكه أسود من أصله وينتهي باللون الأبيض مع قليل من البيج أما بطنه فلونه أبيض مع قليل من البيج، أما الوجه فيغطيه شعر أصله أبيض وينتهي باللون البيجي. وأذناه الطويلتان تساعدانه على تبديد حرارة جسمه وتزيد من حساسيتهما للأصوات البعيدة، وله حاسة شم قوية تساعده في تحديد فرائسه. يتغذى هذا القنفذ على الحشرات والخنافس واليعاسيب وكذلك البيض والخضروات والفواكه، وأيضاً يأكل السحالي والثعابين الصغيرة.
أما قنفذ القلب، من قنافذ البحر، لا يزيد طوله عن خمسة سنتمترات! جسمه مغطي بالأشواك التي تجعله يشبه في مظهره حيوان القنفذ. يعيش بالقرب من الشواطئ الطينية الغنية بالمواد العضوية، التي يتغذ عليها. يستخدم أشواكه عند الخطر في الحفر لمسافة قد تصلي إلي 20 سينتمتراً، تحت سطح أرض الشاطئ، ليختفي بعيداً عن المناقير الطويلة للطيور البحرية الباحثة عن طعامها.
وقنفذ القلب مزود بمجموعة من الأقدام التي تشبه الأنابيب. التي توفر له التزود بالماء الغني بالأكسجين اللازم لحياته. كما يستخدم هذه الأقدام في امتصاص غذائه. يستدل علي وجوده علي الشاطئ من آثار نقش صغير علي شكل نجمه. ويستخدم الصيادون قنافذ القلب للتنبؤ بحالة الطقس، معتقدين أنها تدفن نفسها في عمق أكبر إذا استشعرت قرب هبوب العواصف الشديدة. يطلق علي هياكل قنافذ البحر الفارة "بطاطس البحر" وهي تخلو من الأشواك، ويتخللها الضوء بشكل بديع، من خلال فتحات آثار الأقدام الأنبوبية. ولذلك تستخدم في تجميل الحدائق والمتنزهات البحرية.
يوجد في العالم من هذا الحيوان ثلاثة أصناف وهي كما يلي:-
1. قنفذ الشرق الأوسط أو الصحراوي وله أذنان طويلتان نسبياً ويعرف باسم Hemiechinus.
2. القنفذ الأوروبي وأذناه أقصر من النوع الأول وأنفه أطول قليلاً ويعرف باسم Erinaceus.
3. القنفذ الإفريقي وله لون ضارب الى السمرة ويعرف باسم Paraechinus.
تكاثره.. ومعاشه
يبلغ متوسط طوله 19سم وطول ذيله 2.5 سم. تضع الأنثى من 1 إلى 4 صغار بعد فترة حمل تقارب الأربعين يوماً، وتلد الأنثى مرة واحدة في السنة وفترة التكاثر هي من شهر يوليو إلى شهر سبتمبر. وتكون الصغار بعد ولادتهم عرايا من الشوك وتتفتح أعينهم بعد أسبوع وتستطيع الأكل بعد ثلاثة أسابيع. شوك القنافذ يحميها من أعدائها كالثعالب والكلاب، وتحفر جحورها بنفسها تحت الشجيرات البرية، ويكون طول الجحر بما يقرب نصف المتر وتستخدم جحور غيرها في بعض الأحيان. وهي ليلية المعيشة لا تخرج إلا ليلاً ورؤيتها ضعيفة في النهار وعندما تخرج ليلاً بحثاً عن الطعام تتجول لمسافات بعيدة تصل إلى عدة كيلو مترات، وتعيش فرادى حيث تنام في النهار لوحدها في الجحر.الاغرب انه يستطيع تحمل قوة 50 مرة من السم .. وهو يدخل إلى جحور الثعابين والحيات حيث ياكل بيضها..أيضا ياكل العقارب والأفاعي.. وله انياب تجيد تقطيع اى فريسة.
يلجأ القنفذ إلى النوم والاعتكاف الجزئي عند اشتداد البرد في فصل الشتاء حيث يبني لنفسه عشاً كثيفاً من أوراق الأشجار والحشائش الجافة وفي أثناء قيامه بتحضير العش فإنه يصدر أصواتاً تتراوح ما بين الدمدمة والعويل.
القنفذ في الدول العربية...
ويتواجد القنفذ في المنطقة العربية من شواطيء ليبيا مروراً بشمال مصر ثم فلسطين ولبنان وسوريا ثم على ضفاف نهري دجلة والفرات جنوباً إلى الكويت والمنطقة الشرقية من السعودية لغاية البحرين وقطر.
أنواع قنافذ المنطقة العربية: يوجد أربعة أنواع (من كتاب الثديات في المنطقة العربية باللغة الانجليزية للمؤلفان ديفيد هاريسون و بول بيتس)
الأول: القنفذ الأوروبي الشرقي (East European hedgehog) وهو أكبرهم حجماً، وقد رصد فقط في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين وفي المناطق الجبلية في شمال العراق.
الثاني: القنفذ طويل الأذنين وقد تكلمنا عنه في بداية الموضوع.
الثالث: القنفذ الأثيوبي (Ethiopian hedgehog) ويتميز بوجه الأسود وهو أكبر قليلاً من القنفذ طويل الأذنين، وهذا النوع يتواجد في جميع شبه الجزيرة العربية بما فيها دول الخليج واليمن وباقي الدول العربية وشمال أفريقيا وجنوباً السودان وأريتريا والصومال.
الرابع: قنفذ براندت (Prandts hedgehog) وهو نادر في البلاد العربية وقد رصد في الإمارات وعمان واليمن وأخيراً قد رصد في الطائف.
القنفذ في معاجم العرب...
ورد في لسان العرب:
القُنْفُذ والقُنْفَذ: الشَّيْهَمُ، معروف، والأُنثى قُنْفُذة وقُنْفَذَة. وتَقَنْفُذُهما: تَقَبُّضهما.
وإِنَّه لقُنْفُذُ ليلٍ أي: أَنَّه لا ينام كما أَن القُنْفُذَ لا ينام.
ويقال للرَّجل النمام: ما هو إِلا قنفذُ ليلٍ وأَنَقَدُ ليل.
ومن الأَحاجي: ما أَبْيَضُ شَطْراً، أَسْوَدُ ظَهْراً، يمشي قِمَطْراً، ويبول قَطْراً؟ وهو القُنْفُذ، وقوله: يمشي قمطراً أي: مجتمعاً.
قال الشاعر ذو الرمة:
كأَنَّ بَذَفْرَاها عَنِيَّةَ مُجْرِبٍ لها وَشَلٌ في قُنْفُذِ اللِّيثِ يَنْتَحُ
والقنفذ: المكان الذي يُنْبِتُ نبتاً ملتفّاً.
والقنفذ: المكان المرتفع الكثير الشَّجر.
وقُنْفُذ الرمل: كثرة شجره.
قال أَبو حنيفة: القنفذ يكون في الجَلَدْ بين القُفِّ والرمل.
وقال أبو خيرة: القنفذ من الرمل ما اجتمع وارتفع شيئاً.
وقال بعضهم: قُنفَذه، بفتح الفاء، كثره شجره وإِشرافه.
ويقال للشَّجرة إِذا كانت في وسط الرملة: القُنْفَذَة والقُنْفذ.
ابن الأَعرابي: من أَسماء القُنْفذ الدُّلْدُل والشَّيْهَم والأَزْيَب.
(الصحاح): الدُّلْدُل عظيم القَنافِذ.
قال ابن سيده: الدُّلْدُل ضرب من القنافذ له شوك طويل، وقيل: الدُّلْدُل شبه القُنْفذ وهي دابة تَنْتَفض فَتَرْمِي بشوك كالسِّهام، وفَرْقُ ما بينهما كفرق ما بين الفِئَرة والجِرْذان والبَقَر والجواميس والعِرَاب والبَخَاتِيِّ.
الليث: الدُّلْدُل شيء عظيم أَعظم من القُنْفُذ ذو شوك طوال.
وقال في القاموس المحيط:
وأبو مُدْلِجٍ: القُنْفُذُ.
حكم أكل القنفذ...
يقول الشيخ مشهور حسن آل سلمان.. القنفذ حيوان معروف عند العرب، وكانوا يكنونه بأبي شوك، ويكنوه أيضاً أبو سفيان، الأنثى منه يطلقون عليها أم دلدل، وللعرب عجب كيف يكنون، وسمونه أيضاً العساعس لأنه لا يخرج إلا بالليل.
والقنفذ يأكل الأفاعي وإن لدغته الأفعى فيأكل الزعتر الأخضر ولا يضره سم الأفعى، فسبحان الله الذي قدر في هذا المخلوق أن يعرف هذه الأشياء، والقنفذ يحب العنب فيقطع قطوف العنب ويسقطها على الأرض، فيأكل حتى يشبع ثم يتمرغ بها، وما يعلق في شوكه منها يحمله إلى ولده، فسبحان الله!
وأصح الأقوال عند أهل العلم في أكله أنه حلال، وهذا مذهب الإمام الشافعي خلافاً لأبي حنيفة وأحمد بن حنبل فقد حرما القنفذ، والتحريم ورد في حديث في أسانيده مجاهيل، أخرجه أبو داود في سننه بإسناده إلى ابن عمر، أنه سئل عن القنفذ فقرأ ابن عمر، قول الله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير....}، الآية، فقال له شيخ عنده: سمعت أبا هريرة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن القنفذ، {خبيث من الخبائث}، فقال ابن عمر: إن كان قال رسول الله هذا فهو كما قال، وهذا الحديث ضعيف، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذا قال الإمام البيهقي وهو شافعي، وهو منصف رحمه الله، قال: لم يرو إلا من وجه واحد، وهو ضعيف لا يجوز الاحتجاج به، فلم يثبت شيء في تحريم القنفذ.
لكن كيف يذكى القنفذ؟ القنفذ يوضع في الماء، ويسخن الماء قليلاً، فإن شعر بسخونة الماء مد رأسه فيذبح بعد مد رأسه. ويذكرون عن دم القنفذ ولحم القنفذ أشياء عجيبة، يستخدمها كما يقول الأقدمون السحرة، ففيه خواص عجيبة، يقولون أن السيف إن غمس بدم القنفذ لا يقطع، وهذا على عهدتهم، وأنا لا أقرر إنما أنقل، فلا أريد أن أكون قاتلاً بالتسبب، والله أعلم...
التعليقات (0)