السلام عليكم,//
يعتبر العمل الدبلوماسي والخدمات الإدارية للمهاجرين حقاً شرعياً لكل مواطن خارج بلده, حيث أن العمل الدبلوماسي يعتبر بمثابة قوة ضاغطة على الوطن المضيف من أجل أن يقدم الحماية والاهتمام للمواطن الضيف كغيره من المواطنين وأيضاً الدفاع عن مصالح الوطن.
واليوم ارتأينا أن نقدم لكم نموذجاً من القنصليات التي تعمل من أجل المواطن المغربي في الخارج وكذا الخدمات التي تقدمها للجالية المغربية هناك.
مرحباً بكم في إيطاليا//
قنصلية "ميلانو" وقنصلية" تورينو" وقنصلية "بولونيا", كلها قنصليات تحت الصفر تقبع في مجال أقل ما يقال عنه أنه إهانة للمواطن المغربي المهاجر الذي لا يبخل بشيء على وطنه فيكافأ بخدمات وأشخاص لا يمكن أن يٌقال عنهم أنهم غير جديرين لا بالثقة ولا بالمسؤولية المنوطين بها والتي جٌعلت على عاتقهم, فعوض أن ترسل الحكومة المغربية والوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالمهجر أشخاصاً نزيهين يتحملون المسؤولية الكامنة في تيسير قضاء أغراض المواطنين الشرفاء في المهجر, ترسل الحكومة جحافل المبتزين واللصوص من أجل إفراغ جيوب مغاربة المهجر أو ما تبقى منها بفعل التطورات الأخيرة في العالم, فبفضل هؤلاء الأشخاص يمكن لأي واحد منا أن يصنع جواز سفر بين 300 إلى 500 أورو فقط دون عناء في قنصليات إيطاليافي ربع يوم, أما الذين يريدون أن يقضوا أغراضهم بحسب الطرق القانونية فهذا سيكلفه الكثير من الوقت لأن القنصل دائماً غائب حاضر ولا شك في ذلك أبداً. فالدولة المغربية في شخص حكومتها لا تهتم بالجالية كأشخاص ومواطنين لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم بل تتعامل معهم كالأبقار الحلوب, تأخذ الحليب وتنصرف دونما اهتمام.
هي ذي الحال في إيطاليا وهؤلاء الناس البسطاء هم مغاربة ومصيبتهم الكبرى أنهم لم يختاروا الانتماء لهذا الوطن بل إن هذا الوطن هو من اختارهم لكنه لم يستطع أن يقدم لهم ما يقدمون له فليس القصد من ذكر الوطن أرضها بل من يتولى تسييرها.
فهذه القنصليات لا تقدم للمغاربة أي شيء ماعدا جعلهم ينتظرون في طوابير فهناك الآتون مع عائلاتهم من مدن بعيدة لقضاء غرض إداري ربما يتعلق بعقد ازدياد أو تسجيل مولود أو خدمة جواز السفر إلا أن أمورهم لا تسير بخير فمجرد التفكير في الذهاب إلى القنصلية يشعرهم بالخوف, ليس الخوف بمعناه المعتاد بل الخوف من الرجوع خاوي الوفاض, فهناك من يختار البقاء أياماً معدودة من أجل هذه الأغراض وهناك من يختار العودة إلى بيته وبرمجة يوم جديد ربما سيساعده الوقت في الحضور مرة أخرى.
فالمهاجرون السريون هنا لا حق لهم وكأنهم ارتكبوا جرماً يستحقون عليه الإعدام ولا يهتم لأمرهم أحد وكأنهم كائنات أخرى من كوكب آخر مجردة من كل حق حتى في حق الانتماء لوطنهم الأم الذي تربوا في أحضانه وعاشوا فيه وشربوا من مائه وتنفسوا هوائه.
قبل أيام في البندقية وقع شجار بين السيدتين زوجة السفير بنعبد الله وزوجة الوزير في الخارجية الفاسي الفهري, تبادلن فيه اللكمات والسب والشتم وعرضن في هذه المناسبة الفنية شخصياتهن التي لا تمت للتربية والأصالة المغربية بشيء اللم أن هاتان السيدتان مرغتا كرامة هذا الوطن في التراب وجعلتا الأرستقراطية الإيطالية تنظر إلى مدى همجية البورجوازية المغربية, فإيطاليا تحدث فيها أشياء كثيرة غير هذه الأحداث لكن لا أحد يبالي …
كلمة أخيرة //
ويبقى المواطن المغربي في إيطاليا مجبراً على الاختيار بين الذهاب مجرى الرياح وقضاء أغراضه حتى ولو كان بدفع المال أو الانتظار في طوابير ربما يحين الدور.
عبد الله بولحيارا
تيزنيـــت – المغرب
deelyara@yahoo.fr
التعليقات (0)