القناع
صرخ
صرخة هيستيرية عندما نظر فى المرآة وأخذ يهذى بكلمات غير مفهومة ..لكنها تدل على أنه لا يصدق ما رآه
أما أنا ففى الحقيقة كنت أنظر له وكأنى أتابع مشهد درامى من فيلم قديم، ولاأخفيكم الأمر
فوسط صراخه ونواحه ضحِكْت بينى وبين نفسى ضحكة لم يلحظها لكن انفرجت لها شفتاى بعض الشئ،وتمتمت فى نفسى:: يالك من ممثل رائع..ولكن وبعد قليل شعرت بالملل من هذا المشهد الذى أخذ اكثر من وقته
اقتربْت منه وقلت له بصوت خفيت اهدأ ………نظر الىّ فى دهشة
فاقت دهشته عندما نظرفى المرآة ، وقرأت فى عينيه سؤال لم يقوى على التَّفَوه به وكأنه الخوف من الجواب.. أجلسته بالقرب منى ثم اتكأت ،وسألته فى تعجب يملأه السخرية :لم كل هذا الخوف ؟
وممن كل هذ الرعب؟؟
ممن يصاحبك فى كل مكان وفى كل وقت؟!
ممن يعيش معك ليلا نهارا؟؟أ
أحقا تخاف منك؟؟!
ترى أهى المرة الأولى التى تشاهد فيها وجهك الحقيقى؟؟
أم أنها المرة الأولى التى يشاهدك فيها الناس؟؟
لماذا دائما نتبرأ من وجوهنا..عندما تختنق داخلنا وتعلن عصيانها فتظهرحقيقتها على الملأ؟
تابَع كلماتى فى صمت مُشوَّش تدور برأسه كل الأفكار … فتمر بعينيه فألمحها مختلفة الأحاسيس والنظرات
لكنى تجاهلت شروده الغاضب الذى بدا فيه التعجب من هدوئى ،فقررت ان أنهى حيرته لأخبره عن سر هذا الهدوء والذى تابعت به كلامى:
..عزيزى.. لا تعجب فليست هذه هى المرة الاولى التى أشاهد فيها وجهك
تنازل قليلا عن دوره التمثيلى واعتدل فى جلسته ليبدأ فى الشرود مرة اخرى وكأنه يستعيد
ذاكرته أين حدث ذلك ومتى؟؟
فبادرته بنفس الهدوء:
لا ترهق تفكيرك فأنت لم تنس يوما أن ترتديه،لكنى سَأصْدُقك القول ..
لقدرأيت وجهك هذا منذ أول لقاء بيننا ..نعم . وقبل ان تفقد الثقة فى براعتك فى ارتدائه اقول لك بكل اعجاب :انك أروع من يرتدى اقنعة بل ويجيد تثبيتها على وجهه فترة طويلة دون حراك … لكن عزيزى لكل منا براعته التى تكمن داخله.. وكمنت براعتك فى تثبيت الاقنعة…..
وكان من حظك السيئ ان براعتى تكمن.فى
.
.
.
.
.
.
...............كشف الاقنعة
التعليقات (0)