القمني هل هو مصلح , ام باحث عن الشهرة ؟ يمكن ان نقسم المصلحين الى نوعين او قسمين اولهما من يريد ان يصلح نظرية يعتبرها مفسدة او فاسدة ويريد اصلاحها وهنا نحصر مصلحي هذا القسم بمصلحي النظريات الوضعية التي تحتمل الخطاء ويمكن ان نضيف اليها او نحذف منها مايهذب هدفها ويقوم منهجها , ولايمكن ان نضع بينهم من يقول انه يريد ان يصلح نظرية سماوية لان النظرية السماوية اولا هي بعيدة عن الخطاء و ثانيا لان البشر لايمكن ان يحملوا فكرا يقوم نظرية وضعت من قبل خالقهم فلايمكن ان يكون المخلوق اعلى مستوى من خالقه بحيث يصحح له نظريته للحياة , اما القسم الثاني فهم يمكن تسميتهم مصلحي من يخطيء في تطبيق النظريات وهنا يمكن ان نشمل في هذا الباب من يخطيء في تنفيذ وتطبيق النظرية السماوية لان الخطاء هنا هو نابع من عدم تطبيق النظرية السماوية مثل ما اراد لها منزلها وليس في النظرية ذاتها من هذا يمكن ان نتسائل هل السيد القمني مصلح ومن اي القسمين يمكن ان نعتبره ..
ان من يقراء مايكتب هذا السيد يصل وبسرعة فائقة الى حقيقة ان هذا السيد ينتقد النظرية الاسلامية بحجة انه يريد اصلاحها ولاينتقد من اخطاء في تطبيقها فهو مثلا ينتقد نظام البيعة في النظرية الاسلامية و يقول في تعليقه على موضوع البيعة للكاتب الاسلامي محمد زيدان ((يدخل الدكتور زيدان إلى موضوعة بفقرة قوية تبدو محكمة الترتيب والغرض ، يقول: “البيعة من أبرز جوانب الفعل السياسي الذي تمارسه الأمة ، إذ أنها في الرؤية الإسلامية هي التي تضفي الشرعية على نظام الحكم ، بل وتسبق إنشاء الدولة في الخبرة الإسلامية في عهد الرسول /ص/.فهي ميثاق تأسيس المجتمع السياسي الإسلامي ، وأداة إعلانه الالتزام بالمنهج والشريعة والشورى ، وهي صيغة تمكين الأمة لا إخضاعها ، قبل الدولة وبعدها ، .. والبيعة في الخبرة النبوية هي عقد اجتماعي تأسست عليه الأمة ثم الدولة. فالعقد الذي حدث مرتين عند العقبة كان عقداً حقيقياً تاريخياً ، تم فيه الاتفاق بين إرادارت إنسانية حرة ، وأفكار واعية ناضجة من أجل تحقيق رسالة سامية ، في حين أن فكرة العقد الاجتماعي عند روسو مثلاً في الفكر الغربي الحديث ، كانت تبريراً غيبياً لا نصيب له من الواقع ، لجأ أصحابها إليها لمحاربة سلطة الحاكم الفرد عبر أسطورة لم يشهد تاريخهم تحققها كما حدث في التاريخ الإسلامي”. ويعلق عليه قائلا : ألا ترون هذا الكلام الكبير العظيم الفخيم؟ ألا تروننا قد سبقنا عقد روسو الاجتماعي في بيعتي العقبة ، بينما نحن في قاع الأمم تراتبا؟ بل أن عقد روسو كان مجرد تهويماً غيبياً مقابل عقدنا الواقعي الحقيقي (البيعة) ، الذي تشهد عليه أحداث تاريخية وقعت مرتين عند العقبة. مثلي لا يقتنع بسهولة بطرح الكلام الجميل المرتب المنمق المفلسف ، لأن ذلك لو كان حقاً لكنا نحن القاطرة التي
أخذت العالم نحو الحداثة منذ ألف وأربعمائة وستة وعشرين عاما ، ولكُنا الأكثر رقياً وتقدماً نحن ودول العالم الأخرى مما هي عليه الدنيا الآن. هنا لابد أن نشك في الكتالوج المقدم إلينا من الدكتور زيدان ، فالكتالوج يقول شيئاً وواقعنا يقول شيئاً آخر ، ومن ثم وجب البحث وراء ما طرح الدكتور ومدى صدقه من كذبه أو تدليسه.)) يقول هذا السيد اننا في قعر الامم تراتبيا ويقصد الاسلام او العرب وهنا لافرق فحينما نقول العرب نقصد الاسلام لان العرب هم من حملوا نظرية الاسلام ونقلوها للامم الاخرى وعندما نقول الاسلام فنحن نعني العرب لان الاسلام هو من اعز العرب وجعلهم امة قاطرة للامم عندما طبقت النظرية الاسلامية بصورة صحيحة في العصور التي كانت فيها اوربا المنبهر بها هذا السيد تعيش حياة مظلمة جاهلة .. لكن يغفل هذا السيد اننا امة لا اله الا الله اي الامة المرحومة اي الامة التي تعبد الله لحد الان على خلاف باقي الامم التي اضاعت نظرياتها السماوية وطبقت نظرياتها الوضعية , اي الامة التي تسجد لخالقها كل يوم خمس مرات اي الامة التي تجوع وتعطش شهرا كاملا احتراما لامر ربها وسعيا وراء مرضاته اي الامة التي تملك الاخلاق الاسلامية التي تحترم انسانية الانسان وتحترم جيرة الجار وتحترم قيمة المراءة وتحترم العلم الى الحد الذي سدنا فيه العالم وكانت عواصمنا مراكز الاشعاع العلمي الكبيرة في عالم الظلام الذي كان يسود بلاد ديكارت وروسو وغيرهم واننا كنا فعلا لا قولا القاطرة التي تقود العالم لكنها دورة الحياة التي غيرت التوازنات لاننا فقدنا قيمة احترام الدين الذي اعطانا المكانة التي خو لتنا قيادة العالم ان قيادة العالم اليوم من قبل النظريات الوضعية ليست ناتجة عن تخلف النظريات السماوية وخطئها بل ناتجة عن الخطاء الذي يرتكبه من يطبقون النظريات السماوية اذا الخطاء الذي ادى الى تراجع النظريات السماوية عن قيادة العالم هو الخطاء في التطبيق وليس خطاء النظرية ثم ان هذا السيد القمني قد فاته شيء مهم هو اننا امة الروح الخالدة وليست امة المادة الفانية , ولايمكن ان تموت امة تؤمن بقيمة الروح وتنتصر امة تؤمن بقيمة المادة اذا مايحدث الان من قيادة عالم المادة وتراجع عالم الروح هو غفلة في الزمن وتوقف في دورة الحياة لايمكن له ان يستمر طويلا .
يستشهد هذا السيد بالاحاديث المنسوبة الى النبي الكريم (ص) ولايستشهد بالقران الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لان حجته ضعيفة امام كلام الله المنزل ولهذا فنراه يركز على الاحاديث المنسوبة الى النبي الكريم وهذه الاحاديث لايمكن ان نعتبرها اساس في النظرية الاسلامية , ومعلوم ان الاحاديث التي تنسب الى النبي (ص) فيها من الدس الشيء الكثير ولو صدقنا بها لنسفنا سنوات كثيرة واحداث كبيرة من تاريخنا فهو يستشهد مثلا بحديث منسوب الى النبي(ص) يقول ((وعن أحمد بن حنبل عن رواية عبدوس العطار:”من غلب على المسلمين بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين ، فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً ، باراً كان أم فاجراً”)). فلو قلنا ان هذا الحديث صحيح وانه من تراث الامة وهو منزل من الله على لسان النبي (ص) فعندها سنعتبر خروج الحسين على ولي الامر يزيد خليفة المسلمين هو كارثة ضربت الامة وعصيان من قبل الحسين لامر من اوامر النبي الكريم . واعتقد ان هذا لايقبله كثير من المسلمين , اذا هنا يثبت هذا السيد ان التطبيق الخاطيء لنظام البيعة في النظرية الاسلامية من قبل المسلمين هو الذي جر الكوارث على الامة وليس اصل النظرية التي تدعو الى بيعة الامام الذي يحمل الصفات التي يمكن ان تقود الامة وهذه الصفات معروفة لكافة المسلمين ولايمكن الاختلاف عليها اذا مانظرنا الى مصلحة الامة وتطبيق النظرية الاسلامية بصورة صحيحة .
مايمكن ان ناخذه على السيد القمني هو انتقاده للنظرية الاسلامية وليس لمن اخطاء في تطبيقها فلو كان انتفاده لمن اخطاء في تطبيق النظرية لكان من الممكن ان نقبل مايقول على انه اصلاح او محاولة اصلاح لكن ان ينتقد النظرية فهو هنا يخرب ولا يصلح اذا لايمكن ان نعتبر كلام السيد القمني هو اصلاح بل هو نوع من حب الظهور على حساب ايمان الناس بتطبيقه مقولة " شتم الامور العظيمة لكي يكون في دائرة ضوئها" وموقفه هذا اعتقد انه نابع من عجز نفسي وحب للظهور والشهرة باي ثمن ليس الا ........
التعليقات (0)