لم يعد احد يتوقع شيئا من مؤتمرات القمة العربية فقد فقدت مصداقيتها منذ سنوات عديدة . كانت مؤتمرات القمة في بدايتها تصدر قرارات خطيرة ولا يستطيع الرؤساء العرب الأعتذار عن حضورها خوفا من رد فعل شعوبها وكانت مؤتمرات القمة العربية قد تسقط رؤساء دول ورؤساء حكومات عربية وكانت هناك زعامات عربية قوية قادرة على تقديم أقتراحات للقمة تعبر عن رغبات وأمال الأمة العربية ولا يستطيع باقي الرؤساء المترددين عن الأمتناع عن الموافقة عليها خوفا من رد فعل شعوبها أومخالفة الزعامات العربية لتي تحظى بتأييد شعبي عربي خارج حدودها رغم اعتماد هؤلاء المترددين على عامل الزمن لعدم تنفيذ قرارات القمة أو التحايل على تنفيذها كما نعرف جميعا .
لقد فقدت القمة العربية ثقة الجماهير العربية ولم تعد تتابعها بل أن رؤساء الدول أنفسهم فقدوا السيطرة على المبادرة على الأقتراح أو الموافقة على الأقتراحات المقدمة للقمة لأنه لم يعد أحدهم يملك الأرادة السياسية ليعبرعن رغبات شعبه أو أمال الأمة العربية خوفا من ان تفسر مواقفه بانها معادية لأمريكا والغرب بصفة عامة . بل أكثر من هذا أصبحت الخطوط الرئيسة في سياسة الدول العربية ترسم في عواصم الحليف الأكبر والدول الغربية ولا يستطيع الرؤساء مخالفتها , وقد تسبق القمم العربية تحذيرات سرية بعدم التعرض لمواضيع معينة تتعلق بأسرائيل وفلسطين والحرب في العراق أومحاربة الأرهاب وربطه بالمقاومة الوطنية وغيرها من المواضيع الحساسة . والأمر الأهم هو أن فقدان الشعوب العربية للثقة في مؤتمرات القمة جعل رؤساء الدول العربية غير مهتمين برد الفعل الشعبي لقرارات القمة . بل أن كثير منهم أصبح يعتذرعن الحضور لأنه يعرف أن شعبه لن يقيم عليه الدنيا ويقعد لاعتذاره كما كان الحال في الماضي وأصبح حضور الرؤساء مجاملة للرؤساء بعضهم لبعض ويتوقف على مدى الروابط بينهم . من هذا المنطلق لا أحد يتوقع قرارات هامة من القمة العربية في ليبيا بل ستقتصر على ترديد القرارات السابقة بصياغة مختلفة والجامعة العربية خبيرة في هذا المجال . ولا أعتقد أن القمة ستقدم مزيد ا من التنازلات لأنه لم يعد هناك ما تتنازل عنه أويطلب منها أن تتنازل عنه بعد أن قدمت الأنظمة العربية كل ما طلب منها فيما يتعلق بفلسطين وسيادة وأمال ومصالح الشعوب العربية.
التعليقات (0)